منصة أسباب-
اعتبرت منصة "أسباب" المعنية بتحليل أبعاد ومآلات التطورات الإقليمية والدولية من منظور جيوسياسي، أن موافقة سلطنة عُمان مؤخرا على فتح مجالها الجوي أمام الطائرات الإسرائيلية، بمثابة تطبيع تدريجي يستند إلى إغراءات اقتصادية، ودون ارتباط بمدى التقدم في حل القضية الفلسطينية.
وأوضحت المنصة في تحليل نشرته على موقعها تحت عنوان "السلطنة مستعدة لفتح مجالها الجوي أمام الطائرات الإسرائيلية"، أن الموافقة العُمانية تبعد قرابة 5 أعوام على استقبال سلطان البلاد الراحل قابوس بن سعيد، رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، في خطوة غير مسبوقة خليجيا آنذاك، على الرغم من عدم اعتراف مسقط بالدولة العبرية.
وذكرت المنصة أن فتح المجال الجوي العُماني يفتح ممرًا للطائرات التجارية الإسرائيلية عبر شبه الجزيرة العربية تجاه دول مثل الهند والصين وأستراليا، حيث سيختصر أوقات الرحلات بما يصل إلى ساعتين لبعض هذه الطرق.
وأشار التحليل إلى أن الموافقة العُمانية تزامنت مع جولة الحوار الاستراتيجي بين مسقط وواشنطن، والتي ركزت على تعاون اقتصادي يفتح المجال للاقتصاد العماني لاستفادة أكبر من برامج تمويل أمريكية.
وعقّب أنه من الواضح أن إدارة الرئيس الأمريكي جو بايدن كانت حاضرة في قلب المفاوضات التي استمرت عدة أشهر قبل موافقة مسقط على فتح مجالها الجوي؛ ولذلك وجه وزير خارجية إسرائيل الشكر لنظيره الأمريكي والرئيس بايدن.
وذكرت المنصة أن الخطوة العمانية لا تمثل مفاجأة؛ بالنظر إلى حرص السلطنة على مد خطوط سياستها إلى كافة المحاور، فقد استقبلت مسقط مؤخرا وزير الخارجية الإيراني، والرئيس السوري.
وبينت أنه يمكن اعتبار هذه الخطوات بمثابة رسالة مقصودة أن السلطنة متمسكة بنهجها التاريخي القائم على تجنب سياسة المحاور، وعدم الانخراط في التنافس الجيوسياسي الإقليمي.
وخلصت المنصة إلى أن الموافقة العُمانية تعزز علاقات إسرائيل مع محيطها العربي، وتتناغم مع خطوات دمج الدولة العبرية في المنظومة الإقليمية من خلال علاقات اقتصادية وأمنية ذات طابع استراتيجي، ودون ارتباط بمدى التقدم في حل القضية الفلسطينية.