متابعات-
"أهل غزة بكرب لكن وجدناهم صابرين ومؤمنين بقضيتهم".. كانت هذه الكلمات كافية ليصف طبيب الأطفال العُماني راشد الربيعي، الحالة التي يعيشها سكان القطاع بعد أكثر من 180 يوماً على العدوان الإسرائيلي المدمر.
الربيعي الذي وصل إلى غزة يوم الاثنين 1 أبريل الحالي، أكد في حديثه لـ"الخليج أونلاين"، أن دخوله للقطاع جاء بهدف نصرة الأهالي، وحاجة القطاع الصحي للإمداد بالكادر الطبي والأدوات اللازمة، وهو "واجب كل طبيب عربي ومسلم".
وأوضح الربيعي من داخل مستشفى "غزة الأوروبي" بمدينة خان يونس، أن 10 أيام هي المدة المحددة لمهمته في القطاع والتي جاءت ضمن تنسيق مع منظمة الصحة العالمية.
وحول الحالة التي وصل إليها سكان غزة، قال: "الناس هنا في معاناة وكرب، ويعيشون في خيام، ولا يتوافر لديهم الطعام والخدمات الأساسية، ولكن وجدناهم صابرين ومؤمنين بقضيتهم".
رسالة من مسقط
"كل عُماني يتمنى أن يخدم أهالي غزة"، بهذه الكلمات أكد الطبيب الربيعي، وقوف الشعب العُماني إلى جانب الفلسطينيين بالقطاع، في ظل ما يشهدونه من كارثة إنسانية وصحية، نتيجة عدوان خلَّف آلاف الشهداء والجرحى.
وقال الربيعي: "الشعب العُماني قلباً وقالباً مع غزة والقضية الفلسطينية، وكل عُماني سواء كان طبيباً أو غير ذلك، يتمنى أن يكون في القطاع ويخدم سكانه".
ومنذ بداية عدوانه على القطاع، في 7 أكتوبر الماضي، اتبع الاحتلال الإسرائيلي استراتيجية لاستهداف المستشفيات والمراكز الصحية في القطاع، واعتبرها هدفاً عسكرياً أمام أعين ومسامع العالم.
وبحسب بيانات وزارة الصحة في غزة، فإن الاحتلال دمر وأحرق 32 مستشفى وأخرجها عن الخدمة، من أصل 35 مستشفى، ما أوصل النظام الصحي إلى شلل شبه تام، وحتى 31 مارس الماضي، تسبب العدوان الإسرائيلي في استشهاد أكثر من 484 من الكوادر الصحية، وتدمير 130 سيارة إسعاف، و55 مركزاً صحياً.
وبعد إحراق وتدمير أجزاء كبيرة من مجمع الشفاء الطبي وارتكابها جرائم قتل واغتصاب، انسحبت قوات الاحتلال، الاثنين الماضي، منه عقب عملية عسكرية استمرت نحو أسبوعين، لتعلن الصحة في غزة، في 1 أبريل الحالي، أن "مستشفى الشفاء لم يعد فيه الشفاء، بل رائحة الموت في كل مكان".
وفي تعليقها على تدمير مستشفى الشفاء أكبر مستشفى بغزة، قالت المتحدثة باسم منظمة الصحة العالمية مارغريت هاريس، إن ذلك أدى إلى "نزع قلب النظام الصحي" من القطاع.
دعوات لتفعيل مستشفى ناصر
في ظل تدهور الوضع الصحي، وجهت الوزارة مناشدة للمؤسسات الدولية والأممية كافة والمجتمع الدولي لبذل الجهود من أجل إعادة تشغيل مستشفى ناصر في خان يونس، الذي يعد ثاني أكبر مستشفى بغزة، والذي خرج عن الخدمة، في فبراير الماضي.
ووصفت "صحة غزة"، الاثنين الماضي، خروج المستشفى عن الخدمة بأنه "ضربة قاصمة للخدمة الصحية التي تقلصت إلى أدنى مستوياتها".
ودفع تفاقم معاناة المرضى والجرحى، وعدم وجود أي أماكن لتقديم الخدمات العلاجية بسبب اكتظاظ المستشفيات بالنازحين، وزارة الصحة في غزة إلى الدعوة لتفريغ المستشفيات وحصرها على المرضى والجرحى؛ لتتمكن الكوادر الصحية من تقديم خدمات إنقاذ الحياة والعلاج.