طه العاني - الخليج أونلاين-
تعد سلطنة عُمان واحدة من الدول التي تولي اهتماماً كبيراً لتطوير وتعزيز قدرات سلاحها الجوي العسكري، وتعتبر القوات الجوية العمانية جزءاً لا يتجزأ من الجهود العسكرية للدولة في الحفاظ على أمنها واستقرارها.
ومن خلال اعتماد سياسة دفاعية تركز على التطوير التكنولوجي وتعزيز القدرات العسكرية، تسعى الحكومة العُمانية إلى تحديث وتعزيز سلاحها الجوي بمختلف الوسائل الممكنة، من أجل مواجهة التحديات الأمنية في المنطقة وحماية مصالحها الوطنية.
صفقة جديدة
في إطار جهودها لتعزيز قدرات سلاحها الجوي، اشترت سلطنة عُمان طائرات "رافال" المقاتلة، والتي تعد النسخة الأخيرة والأكثر تطوراً من هذا الطراز.
ويأتي هذا الاستثمار ضمن استراتيجية الدولة لتحديث أسطولها الجوي وتوفير التجهيزات العسكرية الحديثة والفعالة.
وتتمتع طائرات "رافال" بقدرات قتالية متقدمة وتقنيات حديثة تجعلها من أكثر الطائرات فعالية في الأداء والتحكم، مما يضيف قوة وقدرة استراتيجية جديدة لقوات الجو العمانية.
وتشير التقارير إلى أن شركة "داسو للطيران" تبدي تفاؤلاً حذراً بشأن إمكانية إتمام الصفقة، مع الاعتراف بإجراء حوارات مع السلطات العمانية.
بالرغم من أن شركة "داسو للطيران" والسلطات العمانية لم تقدم تعليقات مفصلة، فإن التحول المحتمل إلى طائرات "رافال" يعد خطوة استراتيجية تعكس الحسابات الاستراتيجية لسلطنة عُمان، وذلك في ظل التحديات الأمنية الناشئة والديناميكيات الإقليمية المتطورة.
وتركز "داسو" حالياً على تأمين طلبيات طائرات تتراوح بين 12 و18 طائرة، بهدف استكمال التزاماتها الحالية بتسليم طائرات "رافال"، تشمل هذه الالتزامات العقود الكبيرة التي تم توقيعها مع الإمارات العربية المتحدة (80 طائرة) وفرنسا (42 طائرة) وإندونيسيا (42 طائرة).
وبالرغم من استقرار العلاقات مع جميع الدول، ومن ضمنها إيران، فإن السلطنة تسعى إلى تعزيز سلاحها الجوي في ظل الوضع غير المستقر الذي تشهده منطقة الخليج العربي.
وفي حال إتمام الصفقة، ستجعل فرنسا نفسها في مكانة متقدمة في سوق بيع الأسلحة في الشرق الأوسط، وتحديداً في دول الخليج العربي، فقد بدأت مصر باقتناء طائرات الرافال الفرنسية في صفقة مهمة، تلتها قطر والإمارات في صفقة تضمنت أكثر من 80 مقاتلة، وهي إحدى أكبر الصفقات في تاريخ الأسلحة العالمي.
وفي ظل التحديات الأمنية المتزايدة في المنطقة يبدو تعزيز قدرات سلاح الجو العماني أمراً حيوياً لضمان الدفاع عن البلاد وحماية مصالحها الوطنية.
ويتجسد التزام سلطنة عمان بتحديث وتعزيز سلاحها الجوي في استعدادها لمواجهة أي تهديدات محتملة، وبناء جيش قوي ومتطور يسهم في الحفاظ على الأمن والاستقرار في المنطقة.
تحديث الأسطول العماني
ويقول الباحث الدكتور حبيب الهادي إنه بالرغم من كون سلطنة عمان تمتلك سابقاً عدة طائرات مقاتلة متطورة مثل الـ(إف 16) وغيرها من الطائرات الأمريكية والأوروبية، فإنها تحاول تحصين قوتها في ظل المتغيرات الإقليمية والدولية والأحداث المتسارعة في منطقة الشرق الأوسط.
ويبين خلال حديثه مع "الخليج أونلاين" أن السلطنة تسعى لتحديث أسطولها ومقاتلاتها الحربية في السلاح الجوي العماني، لكون بعض المقاتلات أصبحت قديمة، لذلك تعاقدت عُمان مع الطائرات الأفضل في السوق حالياً.
وحول أسباب اتجاه السلطنة نحو الطائرة الفرنسية، فيعتقد الهادي أن السلطنة تحاول التنويع في تسليح أسطولها بين الأسلحة الأوروبية والأمريكية والفرنسية، وكذلك من أجل تعزيز تحدياتها الإقليمية المجاورة والظروف السياسية والأمنية.
ويشير الباحث إلى أن عمان اليوم مقبلة على نقلة اقتصادية كبيرة في عوائد النفط والغاز، فضلاً عن الثروات الطبيعية الأخرى، وتتعرض السلطنة للعديد من التحديات المتوقعة، لذلك فإنها تحتاج إلى تطوير سلاحها الجوي من خلال عقد الاتفاقيات الدفاعية مع الولايات المتحدة وبريطانيا والدول الأوروبية.
سلاح الجو العماني
شهد سلاح الجو السلطاني العُماني تقدماً كبيراً على جميع الأصعدة، وهو ما جعله قوة جوية متطورة في التسليح والتنظيم، وقد زُود بأحدث الطائرات والمقاتلات والمعدات المتطورة.
إلى جانب ذلك، يقوم الجيش العماني بتأهيل القوى البشرية لديه لتكون قادرة على الحفاظ على إنجازات النهضة العمانية الشاملة، وذلك وفقاً لمنهج مدروس، وباستخدام كفاءة ومهارة عالية يتمتع بها جميع العاملين فيه.
فقد تم تعزيز قدرات سلاح الجو السلطاني العُماني بشكل كبير من خلال توفير مجموعة متنوعة من الطائرات، ومن ضمنها الطائرات المقاتلة وطائرات النقل اللوجستية والطائرات العمودية، إلى جانب منظومات الدفاع الجوي مثل بطاريات الصواريخ المضادة للطائرات والرادارات.
ويضم سلاح الجو العماني مجموعة من الطائرات المتطورة والنوعية، حيث يتكون من 12 مقاتلة "يوروفايتر" الأوروبية، و22 مقاتلة "إف 16" الأمريكية.
وتمثل هذه المقاتلات الجوية الحديثة العمود الفقري للقوات الجوية العمانية، وتمنحها قدرات عالية في التصدي لأي تحديات أمنية تواجه البلاد.
وتُعد هذه الطائرات جزءاً من استراتيجية الدفاع الجوي المتطورة التي تعتمدها السلطنة لتحقيق الاستقرار والأمن في المنطقة.
كما تم التركيز على تطوير طائرات التدريب والمحاكاة التدريبية، بالإضافة إلى إبرام عدة اتفاقيات لتعزيز القدرات التسليحية ومواجهة تحديات المستقبل.
وتولي حكومة السلطنة اهتماماً كبيراً لتحديث مرافق السلاح، ومن ضمنها القواعد الجوية المزودة بالتجهيزات اللازمة للقوة الجوية، وهو ما يضمن جاهزيتها وفعاليتها في مختلف الظروف.
كما يتم تحديث الأجهزة والمعدات ووسائل النقل باستمرار، إلى جانب تطوير القوى البشرية لديه، بهدف تحقيق الكفاءة والجاهزية العالية لتنفيذ مهامه بفعالية.
وتؤكد الحكومة العمانية أهمية الاستمرار في تحديث وتطوير قواتها الجوية لمواكبة التطورات العسكرية الحديثة وتحقيق الجاهزية القتالية العالية.
وتتطلع سلطنة عُمان إلى تعزيز التعاون الدولي في مجال التدريب والتجهيزات العسكرية، واستغلال التقنيات الحديثة في تحسين قدرات الاستخبارات والتحكم والقتال الجوي، بهدف تعزيز الأمن والاستقرار في البلاد والمنطقة بشكل عام.