متابعات-
بدأ العديد من أهالي قطاع غزة الذين تمكنوا من الخروج منه والسفر إلى مصر هرباً من العدوان الإسرائيلي المستمر، التوجه إلى سلطنة عُمان، للاستقرار بها والاستثمار من خلال مشاريع صغيرة.
وأكد عدد من الغزيين، في أحاديث منفصلة لـ"الخليج أونلاين"، أنهم سافروا من مصر إلى سلطنة عُمان بعد حصولهم على تأشيرة مستثمر، وآخرين قدموا لنفس التأشيرة وينتظرون الموافقة من أجل السفر.
وغادر نحو 100 ألف فلسطيني قطاع غزة منذ بدء العدوان الإسرائيلي في السابع من أكتوبر الماضي، وفقاً للسفير الفلسطيني في مصر دياب اللوح.
تأشيرة المستثمر العمانية
وتمنح سلطنة عُمان تأشيرة مستثمر للأجنبي الذي يرغب في استثمار أمواله في البلاد، بناء على شهادة صادرة من الجهة المختصة تفيد بذلك، وفي حالة رغبته بالإقامة والعمل في الشركة التي سيستثمر فيها أمواله فعليه الحصول على ترخيص عمل من وزارة القوى العاملة.
وتكون تأشيرة المستثمرة صالحة للاستخدام خلال ستة أشهر من تاريخ الإصدار، وصلاحيتها حسب المدة المحددة في الترخيص الصادر من الجهة المختصة.
وتشترط الجهات الرسمية العُمانية للموافقة على الحصول على التأشيرة ألا يقل عمر المتقدم لها عن 21 سنة، وحصول المستثمر أو الشريك على موافقة من وزارة التجارة والصناعة للاستثمار داخل السلطنة.
وتتميز عُمان ببيئة تتسم بالهدوء والاستقرار، ما يجعلها وجهة مثالية للاستثمار والإقامة، بالإضافة إلى ما تتمتع به من المقومات التنافسية المتميزة والبنية التحتية العصرية التي تُصنف ضمن الأفضل على الصعيد الإقليمي، والكوادر البشرية ذات المهارات العالية، والتنوع الثقافي واللغوي، والموارد الطبيعية الوفيرة، ورأس المال البشري، ونوعية الحياة.
وجهة "سهلة" لبدء حياة
علي عاشور، أحد الفلسطينيين من سكان قطاع غزة الذين قدموا للحصول على تأشيرة مستثمر للجهات الرسمية العُمانية من خلال أحد أقاربه في السلطنة.
ويقول عاشور لـ"الخليج أونلاين": "خلال العدوان على قطاع غزة نجحت بالخروج مع عائلتي في شهر مارس الماضي إلى مصر عبر معبر رفح البري، وأنا حالياً في مدينة القاهرة، ولكن بدون عمل".
وأوضح أنه وضع عدداً من الخيارات أمامه للهجرة والاستقرار والعمل في بلد عربي، فسمع من الكثيرين بأن سلطنة عُمان تمنح تأشيرة مستثمر بشكل سهل، وحصل عليها عدد من أهالي غزة بالفعل.
ويبين أنه كان يعمل في محلات البناء داخل قطاع غزة قبل العدوان، ويرغب في افتتاح مكان عمل له في سلطنة عُمان في حال حصوله على تأشيرة مستثمر.
ويشير إلى أنه قدم بالفعل للسلطات العُمانية الأوراق المطلوبة منه، وعند خروج التأشيرة سيغادر مصر على الفور ويتوجه إلى السلطنة من أجل البدء بإنشاء محلات والإعلان عن افتتاحها.
ولفت إلى أنه درس جيداً الأوراق المطلوبة للحصول على تأشيرة المستثمر من قبل وزارة القوى العاملة بالسلطنة، وأبرزها دراسة الجدوى التي قدمها بالفعل لتلك الجهة الرسمية، ودفع رسوم الإقامة للأجنبي أيضاً.
كذلك، نجح محمد قديح في الحصول على تأشيرة مستثمر من عُمان خلال وجوده بمصر، وسافر برفقة عائلته إلى السلطنة، وبدأ العمل بمشروعه الاقتصادي الخاص.
ويقول قديح في حديثه لـ"الخليج أونلاين": "كانت إجراءات الحصول على التأشيرة سهلة ولم أجد صعوبات أو تعقيدات من قبل الجهات الرسمية العُمانية، بل كان هناك ترحيب من قبلهم، وبعد حصولي على التأشيرة غادرت القاهرة إلى مسقط".
ويوضح أنه وجد أيضاً ترحيباً واسعاً من قبل أهالي سلطنة عُمان به وبعائلته، وهو ما شجعه على البدء بتنفيذ مشروعه الجديد في السلطنة، وهو افتتاح مطعم للأكل الفلسطيني.
ويضيف: "غالبية من غادر قطاع غزة ويقيم حالياً في مصر يواجهون صعوبات كبيرة بالخروج لدولة أخرى بسبب التعقيدات المفروضة على التأشيرات للفلسطينيين، ولكن بعد دراسة التسهيلات المقدمة من قبل سلطنة عُمان بدأ الكثير ممن أعرفهم التفكير بها من أجل الاستقرار هناك".
بدوره، يؤكد محمد رضوان، وهو فلسطيني مقيم بالقاهرة، أن العديد من الغزيين الذين وصلوا مصر أصبحوا حالياً في سلطنة عُمان.
رضوان قال، في حديثه لـ"الخليج أونلاين"، إن الفلسطيني لديه قدرة على التكيّف مع الأوضاع والظروف الجديدة، خاصة أنه عاش حروباً ومعاناة لم يمر بها أي إنسان.
ووصف الفلسطيني بأنه "إنسان منتج، ويحب العمل، ولديه إخلاص بما يقوم به، لذلك لا يترك فرصة من أجل العيش وإكمال حياته".
وتأتي محاولة الوصول لسلطنة عُمان من قبل الغزيين الذين غادروا القطاع بعد ما حل من خراب ودمار بسبب آلة الحرب الإسرائيلية المستمرة على غزة منذ 7 أكتوبر الماضي، والتي خلفت قرابة 40 ألف شهيد، معظمهم أطفال ونساء، ونحو 10 آلاف مفقود وسط دمار هائل ومجاعة أودت بحياة أطفال ومسنين.