حيدر عبد الرضا اللواتي- الشبيبة العمانية-
الشركات السياحية في العالم تجري الكثير من الاتصالات مع الشركات السياحية في الصين لجذب أكبر قدر من الصينيين في إطار التحسن الذي طرأ على دخول الصينيين خلال العقدين الماضين. ومؤخرا تناقلت مختلف وسائل التواصل الاجتماعي عن فحوى قرار رجل أعمال صيني بتنظيم رحلة ترفيهية لـ 6 آلاف من موظفيه من خلال قيام مؤسسته بحجز تذاكر سفر لهم إلى فرنسا على متن 84 طائرة وحجز 140 فندقا لاقامتهم خلال فترة تواجدهم في هذا البلد الأوروبي، تشجيعا من الرجل وتقديرا للجهود التي يبذلونها هؤلاء العمال في عمليات الانتاج والتسويق والترويج في مؤسساته المتعددة.
وكان بإمكان هذا الرجل أن يختار لهم دولة قريبة من الصين وليست بتلك الغلاء، إلا أنه فضل أن يختار واحدة من أجمل الدول الاوروبية التي تتمتع بالخدمات الراقية عرفانا منه لموظفيه الذين يخدمون مؤسساته بكل اخلاص ويتنافسون، في زيادة انتاجيتهم، ورفع اسم مؤسستهم عاليا بجانب تحقيق المزيد من الأرباح السنوية لتلك المؤسسات. والكل يعرف بأن السائح الأجنبي يستطيع أن يجني الكثير من الفوائد من خلال تعرفه على تاريخ الدول التي يقوم بزيارتها، بل أن الكثير من السياح في العالم لديهم فكرة واضحة عن الدول التي يقومون بزيارتها سواء لغرض الاستجمام أو الترفيه أو التعليم بجانب الاستمتاع بمناظرها وطبيعتها الخلابة، والتذوق بمأكولاتها .
إعطاء الفرصة للموظف أو العامل للسفر خارج مقر عمله للاستجمام سواء على نفقته الخاصة أو نفقة مؤسسته لغرض الاستجمام أو الترفيه تأتي بالكثير من المنافع الإيجابيات عليه وعلى مؤسسته. ومن هنا نرى أن الكثير من الشركات والمؤسسات تنظم برامجها الترويجية وكذلك دوراتها التدريبية خارج دولها لإبعاد الموظف عن جو العمل الذي اعتاد أن يراه كل يوم. وهذا ما دفع رجل الاعمال الصيني عندما قرر تنظيم رحلة سياحية وترفيهيه لالاف موظفيه دفعة واحدة.
إن أعداد السياح الصينيين في تزايد مستمر كل عام. والكل منا يلمس هذا الأمر في سفراته، حيث يتواجد الصينين في مختلف الفنادق ذات الدرجات الراقية والمتوسطة والمتدنية. ووسائل الاعلام المحلية هناك تتحدث عن تلك البيانات نتيجة للاعداد الكبيرة التي تتوجه لغرض السياحة. فوفقا لصحيفة الشعب اليومية أونلاين فقد أفادت في أحدى تقاريرها مؤخرا أن إجمالي عدد السياح الصينيين إلى الخارج تجاوز 100 مليون شخص للمرة الأولى في العام الماضي 2014، حيث شملت ذلك ست دول الأكثر رواجا عند السياح الصينيين، وهي كوريا الجنوبية وتايلاند واليابان والولايات المتحدة وفيتنام وسنغافورة، منهم 40% توجهوا إلى دولتين مجاورتين لهما اليابان وكوريا الجنوبية.
هذه الأرقام تكسف لنا أن عدد السياح الصينيين إلى الخارج قد تضاعف 11 مرة خلال السنوات الـ 17 الماضية. ففي عام 1998 كان عدد السياح الصينيين إلى الخارج قد بلغ 8.4 مليون سائح، أما اليوم فان عددهم تجاوز 100 مليون شخص، ناهيك عن آلالاف الأخرى الذي يسافرون من أجل تعليم اللغات الأجنبية والدراسات الجامعية للتخصص في المجالات العلمية في العالم، بحيث أصبحت الجامعات العالمية تستقبل كل عام مئات من الطلبة الصينيين في مختلف التخصصات. .
ومن هذا المنطلق أصبحت الشركات السياحية الاجنبية تقوم بوضع برامج سياحية خاصة للصينيين لجذبهم واستقطابهم إلى دولها، وهذا ما يتطلب من الشركات السياحية العمانية القيام بها لجذب واستقطاب بعض الالاف منهم سنويا، خاصة وهناك بوادر من قبل شركة الطيران العماني بفتح خط طيران مباشر بين مسقط وإحدى المدن الرئيسية بالصين خلال الفترة المقبلة إن شاء الله، الأمر الذي سيعزز التبادل التجاري والسياحي بين البلدين مستقبلا.
أرقام الصينيين القادمين إلى المنطقة ليست بكبيرة، حيث يتوجه أكثر من 70% منهم إلى مناطق صينية تشمل هونغ كونغ وماكاو وتايوان، بينما هناك نسبة أخرى تتوجه إلى بعض دول شرق آسيا، فيما يبلغ أعدادهم إلى أوروبا حوالي 3.5%، وإفريقيا حوالي 3.0% ثم الأمريكتين الشمالية والجنوبية 2.7% ثم دول أوقيانوسيا بنسبة 1.1%، وأخيرا إلى مناطق أخرى ومنها منطقتنا الخليجية بنسبة ضئيلة تبلغ 0.2% من أجمالي العدد الزائر.
وحيث هناك العديد من الشركات الصينية تنظم سنويا رحلات لموظفيها كل عام، فهذا الأمر يجب استغلاله من قبل الشركات العمانية العاملة في مجال السفر والسياحة، خاصة وأنه تم عقد مؤتمر منذ أيام مضت لشركات السياحة والسفر في الصين والدول العربية فى منطقة نينغشيا أسفر بهدف فتح الاسواق العربية للسياح الصينيني حضرها مندوب 21 دولة عربية واسلامية، وتم خلاله توقيع اتفاقيات لتعزيز التعاون السياحي فيما بينها. ومن ضمن الدول العربية التي شاركت في هذا الحدث حضرت كل من الأردن والإمارات العربية المتحدة ومصر بجانب دول أخرى. الكل يأمل بأن تتمكن الشركات السياحية العمانية من جذب المزيد من السياح إلى السلطنة في ضوء العلاقات المتميزة التي تربط السلطنة بجمهورية الصين الشعبية، وهي علاقات تاريخية وأزلية ومتميزة في الكثير من المجالات التي تهم الطرفين. ويمنكن تعزيزها بوجود خط طيران مباشر بين البلدين قريبا.