سالم الحسيني - عمان اليوم-
قرارنا الصحيح في انتخاب من يمثلنا تحت قبة مجلس الشورى هو الذي يوجّه دفة السفينة اليوم نحو مسارها الصحيح لتشق طريقها بكل ثقة وعزيمة وإصرار لتمخر عباب البحار والمحيطات الشديدة العواصف المتلاطمة الأمواج حتى تصل إلى الشاطئ بسلام وأمان فلنكن إيجابيين في اتخاذ قرارنا وليكن التصويت من أجل الوطن لا من أجل القرابة والصداقة والقبلية، فكلنا أمل أن تفرز الانتخابات الشوروية في دورتها الثامنة النخب الكفأة المثقفة الواعية المدركة بكل ما يحيط بها من إخطار وما يحدق بمحيطها من فتن، والوطن أثمن وأغلى من كل اعتبار فهو في أمس الحاجة اليوم للوقوف بجانبه، فانتخاب الكادر الكفء الأمين سوف يضيف لبنة بناء جديدة إلى هذا الصرح العظيم الذي شيده بكل جدارة واقتدار عاهل البلاد المفدى – حفظه الله ورعاه – وبذل الآباء والأجداد دماءهم رخيصة في سبيل عزته وبنائه.
إن الواجب الوطني والمسؤولية الملقاة على عاتقنا يتحتم علينا أن نضع المصلحة الوطنية نصب أعيننا فالوطن ينادينا للوقوف بجانبه وترجيح كفته، وعلينا أن ندرك تماماً أن التفكير خارج هذا النطاق يعني إفراز شخصيات انتهازية لا تضيف إلى هرم البناء شيئا وبالتالي نكون السبب في ترهل الأفكار والمقترحات التي تصاغ تحت قبة المجلس فيكون انعكاسها سلبيا على بناء الوطن وتطوره وازدهاره.
الوطن أيها الأعزاء في حاجة ماسة للوقوف بجانبه أكثر من أي وقت مضى والحكومة اليوم بحاجة إلى شراكة مجتمعية فاعلة في رسم الخطط وتقديم المقترحات والحلول ولن يتأتى ذلك إلا من أولي العقول الحصيفة المثقفة الواعية المفكرة في المصالح العليا للوطن، وليس التي تفكر في مصالحها الضيقة والتي لا يتعدى تفكيرها نطاق الوجاهة الاجتماعية والجري وراء الأضواء والشهرة وتصدر المجالس.
أخواني الكرام نحن اليوم من أوكلت علينا الأمانة الوطنية فلنكن أهلًا لتحملها.. (إِنَّا عَرَضْنَا الْأَمَانَةَ عَلَى السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَالْجِبَالِ فَأَبَيْنَ أَنْ يَحْمِلْنَهَا وَأَشْفَقْنَ مِنْهَا وَحَمَلَهَا الْإِنْسَانُ إِنَّهُ كَانَ ظَلُومًا جَهُولًا).. والوطن لا يقوم إلا بسواعد أبنائه المخلصين العاملين.
وبلادنا العزيزة تعوّل كثيراً على النخوة العربية الأصيلة التي صقلتها المواطنة الحقة وغذتها العقيدة الإسلامية الصحيحة فأنار الله قلوبها بنور الإيمان وثبتت على ذلك منذ عهد سيد البشرية وخاتم الأنبياء والمرسلين محمد بن عبدالله عليه وعلى آله وصحبه أجمعين أفضل الصلاة وأزكى التسليم.. فكفانا ما قاله أبو بكر الصديق رضي الله عنه في خطبته حينما قال: «معاشر أهل عمان إنكم أسلمتم طوعاً لم يطأ رسول الله ساحتكم بخف ولا حافر ولم تعصوه كما عصيه غيركم من العرب ولم ترموا بفرقة ولا تشتت شمل، فجمع الله على الخير شملكم ثم بعث إليكم عمرو بن العاص بلا جيش ولا سلاح فأجبتموه إذ دعاكم على بعد داركم وأطعتموه إذ أمركم على كثرة عددكم وعدتكم فأي فضل أبر من فضلكم وأي فعل أشرف من فعلكم ، كفاكم قوله عليه السلام شرفاً إلى يوم الميعاد، ثم أقام فيكم عمرو ما أقام مكرما ورحل عنكم إذ رحل مسلما وقد منّ الله عليكم بإسلام عبد وجيفر ابني الجلندى وأعزكم الله به وأعزه بكم ، ولست أخاف عليكم أن تغلبوا على بلادكم ولا أن ترجعوا عن دينكم، جزاكم الله خيراً».
إن المشهد اليوم لتتجلى فيه الوطنية في أروع صورها حيث الحس الوطني حاضر في كل شاب وشابة يدفعهما الحماس نحو تحقيق المزيد من التقدم والنماء لهذا الوطن المعطاء في وقت أصبح فيه المجلس فاعلا في رسم الخطط وإبداء الآراء والمقترحات خصوصا بعدما أعطي المزيد من الصلاحيات التشريعية والرقابية، الذي أهلته بأن يكون نبض المواطن الحريص على المشاركة الفاعلة في مسيرة البناء والتطور والنماء ودفع عجلة التنمية إلى المزيد من الإنجازات التي تواكب متطلبات العصر الحديث بكل ما تعنيه هذه الجملة من معنى.