زهير ماجد- الوطن العمانية-
الأمين العام لحزب الله حسن نصرالله يرى ان ” داعش “عمره قصير فيما يرى وزير الخارجية الاميركي جون كيري ان هذا التنظيم باتت ايامه معدودة .. اتفاق حول جوهر واحد، تأكيد على نقطة مؤكدة.
الاستراتيجيون يعرفون ان تنظيمات من هذا النوع تستمد حياتها من الرأس الذي يديرها، وانها تخضع لكي تعيش على اعانات مدبر مالي، وانها امام انسداد اي افق عسكري لها لأنها في الاساس عسكرية، سوف تفتش عن مخارج اخرى في امكنة اخرى، او تتقاتل في مابينها ليثبت كل اجتهاده. فاذا قتل الرأس تلاشى التنظيم لأن الاحزاب الفاشية عندما تخسر رأسها تتبدل معالمها وتتغير، واذا توقف المال عنها تحاول عبثا ثم تنأى بنفسها عن خططها وتتوقف..
بعض من هذا يحصل اليوم يدفع ” داعش ” الى ظهور اعلامي فاقع للغاية .. فحين تتالى خسائره في العراق من الانبار الى الرمادي الى قرى اخرى الى سنجار وقراها ثم خسائره في سوريا وخصوصا في ريف حلب، يشعر هذا التنظيم بخلخلة في قدراته سرعان مايعبر عنها في امكنة اخرى ويختارها اعلاميا كي تذكر بحضوره الفاعل وبانه ليس كما يحصل له بل قدراته مازالت تصيب وتفعل.
تقدم ” داعش ” في الميدان مشكلة لأنه يغتصب ارضا وشعبا ويضعه على حد السكين على مدار الساعة، وخسارته مشكلة ايضا لأنه يعالج اختناقاته بالبروز في اماكن اخرى، وهو قادر على ذلك بالنظر لمجموعاته النائمة في كل مكان تقريبا ضمن حسابات من هذا النوع. ففرنسا مثلا قيمة معنوية له، هي ليست تفجيرات لبنان التي لاتفرقع اعلاميا .. والشارع الباريسي تحديدا له ميزاته وتأثيراته العالمية، وخصوصا عند اختيار اهداف متعددة في عملية مباغتة يصعب جدا معرفتها قبل وقوعها، اي استباق الحدث الدموي قبيل حصوله كما يطالب البعض.
صحيح ان عملية باريس انتهت لقتل الارهابيين المنفذين جميعا، لكنها تركت وراءها واقعا داخليا فرنسيا سيكون مؤثرا في الانتخابات القادمة ويرشح ان ينحصر بين التطرف والتطرف جدا .. اضافة الى التعقيدات التي ستنشأ حتما في بقية اوروبا، اي حالة الاستنفار الشعبي والحكومي وحسابات صحوة مفاجئة للارهاب عنده. فيما لم تتمكن متفجرات برج البراجنة في بيروت في احلى حالاتها من تغيير واقع ثابت في لبنان حتى الآن ويقوم على محاربة هذا الارهاب ايا كانت صناعته، وانه لن يتمكن من الضغط على الداخل اللبناني بتفجيرات مذهبية وطائفية من اي نوع كان.
من حيث المبدأ فان قول نصرالله وكيري قراءة دقيقة لكل منهما خلفياته الخاصة واجتهاداته. ولهذا فان حالة ” داعش ” مؤقتة في شتى الاحوال، واي اتفاق جدي حول وقف النار في سوريا لابد ان يؤدي الى تجفيف منابع هذا التنظيم، وبالتالي ان لم يتوقف بناء على التطور الجديد الذي سيصيبه فهو سيتوقف عنوة بعدها لأنه لن يتمكن من القتال طويلا بحكم عملية الصرف المالي الذي يعتمد على بحبوحة مالية سوف لن تكون موجودة.
مهما كبر هذا التنظيم او تعاظم امره او سطا على اراض جديدة او قتل او ذبح او اقام الدنيا في اوروبا وغيرها، فهو لن يكتب له النجاح واما الاضمحلال فهو حقيقته. ثم لماذا لايضرب الا في اوروبا فيما اميركا محيدة!!!!.