زهير ماجد- الوطن العمانية-
على الرغم من إحساس قيادات ومقاتلي “داعش” بأنهم لن يبقوا طويلا في سوريا والعراق، إلا أن السؤال الذي نطرحه ويطرحه هؤلاء: إلى أين التوجه الجديد الذي سيتم عاجلا أم آجلا خارح سوريا والعراق؟!..
مسؤول لبناني يرد: إلى دول الخليج .. آخر يقول بأن أوروبا مستقره .. ثالث يحاول التأكيد إلى تحت الأرض من جديد، أي إلى العمل السري .. تنظيم كهذا لا يفنى بشكل نهائي، سيجد له طريقة إقامة بعيدا عن الأضواء والأدوار والعلانية..
هذا الرأي سابق لأوانه، فلطالما آمن الناس بما يرونه، وأنهم كالعادة لا يصدقون ما لم تره العيون وهو في عالم الغيب، فلا بد بالتالي من رصد الواقع المرئي بما هو معلوماته وبما يمكن الحكم عليه.
حاليا هنالك تقدم للجيش العربي السوري على الأرض مدغوما بطيران روسيا كما اعترف الرئيس السوري بشار الأسد. وهو أمر لم يعد جديدا، ولسوف يظل محكوما بالفعالية الحالية التي لن تتغير. لكن ثمة نقلات لها توقيتها، سيقوم بها الروس .. وكما هي المعلومات فإنه (الروسي) نصب مدافعه على الأراضي السورية في الوقت الذي يقوم فيه بقصف بصواريخ كروز.. فإذا صدقت المعلومة، فإنه إضافة لطيرانه الذي لم يتوقف منذ مشاركته، ستكون المدفعية بهمة الهجمات التي يقوم بها الجيش العربي السوري، دون أن نعفي أنفسنا من السؤال عما إذا كان الروسي يهيئ المسرح لأبغض الحلال وهو مشاركته الميدانية التي لا تبدو قائمة وقد لا تكون واردة في المدى القريب أو البعيد إنما هي احتمال سيظل قائما.
الرئيس الروسي بوتين وجد أن ما فعله الطيران في البدايات لم يكن كافيا، فجيء بتلك العملاقة القاذفة .. لكن الروسي ما زال يتمنى لو أن كل أوروبا تشارك في قتال “داعش” وغيره على الأراضي السورية، هنالك متسع من المساحة لدخول الأوروبي على هذا الخط، إلا إذا استنفرت فرنسا أمام الإعلام ثم هدأت طالما أن الدنيا بخير حاليا في فرنسا، لكن من يضمن أن تظل كذلك والتهديدات الداعشية قائمة على قدم وساق.
إذن، الداعشيون يبحثون عن مستقر بعد الرقة التي تتجهز للخروج من يدهم .. إذ لا بد من الاعتراف أن ما يجري على الأراضي السورية من ضغوط على الداعشيين لترك مواقعهم الحالية، يجعل من الرقة بديلا، فتكون بالتالي الخطط الرئيسية للتجميع في هذا المكان مقدمة لضربهم بالجملة، لكن هؤلاء باتوا على دراية بأن الرقة هي الهدف الأكبر في خطط روسيا والدولة السورية، وأنه لا بد من الرقة مهما طال الزمن، لذلك يلجأ الداعشيون إلى الموصل ومناطقها ظنا أنها باقية في عهدتهم، لكنهم لا بد أن يطرحوا السؤال الخطير على أنفسهم: وماذا بعد الموصل التي يضعها العراقيون في رأس أولويات التحرير؟
لا بد أن “داعش” يضع في حسابه جوابا على هذا السؤال طالما أن هنالك عقلا يتحكم فيه .. لا بد من تهيئة أمكنة بديلة، فعاجلا أم آجلا سيحمل “داعش” قواه ويرحل، وسيجد نفسه خارج المساحة الجغرافية التي اعتقد أنها باقية له إلى الأبد.