فوزي حديد- عمان اليوم-
قبل سنوات من الآن وفي الزاوية نفسها كتبت مقالا عن البوابة التعليمية، عنونته البوابة التعليمية مقفلة، واليوم وبعد هذه المدة ما زال الكثير يشكو بطء التعامل معها وكأنها بقيت على حالها منذ ذلك الوقت، أخبرني صديق لي أنه حاول عدة مرات ليسجل ابنه عبر هذه البوابة ولم يفلح في تسجيل ابنه في الصف الأول حسب الإعلان المرفق، ويظل هذا الموقع يسبّب توترا للذين يريدون التعامل معه، غير أنه كما يبدو لا يستجيب لمطالب الداخلين عليه، بل إن المدارس نفسها تشكو هذا البطء الذي يدخلها في حسابات جديدة مع أولياء الأمور، فلقد اتصلت بي المدرسة التي تدرس بها ابنتي ذاكرة أن رقمها المدني لا تقبله البوابة التعليمية، فقلت ما الحل؟ قالت: إن الحل أن تذهب للأحوال المدنية وتتأكد من الرقم، ذهبت ومعي طفلتي، ذكر لي الموظف أن الرقم صحيح حسب ما تبين له من خلال بطاقة الميلاد، ختم لي الورقة بالرقم نفسه وعدت إليها ذاكرا لها ما قال لي الموظف، حاولت الموظفة بالمدرسة مرارا وتكرارا لتدخل الرقم المدني وتخزّنه في الجهاز، لكن البوابة التعليمية ترفض، سألتها هل هي بطيئة إلى هذه الدرجة، أجابت نعم وبكل أسف فهذا ما نعاني منه كثيرا، بادرتها بالسؤال: هل أخبرتم المسؤولين عن هذه البوابة بالعطل القائم فيها، أجابت طلبت ذلك مرارا وتكرارا ولكن يبقى الحال كما هو.
فالبوابة التعليمية مهمة جدا خاصة وأن السلطنة تتحول تدريجيا نحو الحكومة الإلكترونية، فكيف نتصور هذا البطء والعطل بعد ذلك، لأن البوابة يصعب فتحها والتعامل معها باعتبارها همزة الوصل بين ولي الأمر والمدرسة، وإذا كانت تسير ببطء وتعطل مصالح الناس في تسجيل أبنائهم واختصار الوقت والجهد، عليها أن تبحث عن طرق ووسائل مجدية للخروج من أزمة التوقف المستمر مما يضطر ولي الأمر إلى تكبّد المسافة والذهاب إلى المدرسة نفسها للتسجيل أو الاستفسار عن أي موضوع.
فمتى تفعّل البوابة التعليمية التابعة لوزارة التربية والتعليم، حتى تستقبل الطلبات بكل سرعة وتنجز الملفات بكل إتقان؟ متى نستطيع أن نتعامل مع هذا الموقع بأريحية ودون عناء؟ فإلى جانب أنها لا تكمل المشوار تصيب المتعامل بتوتّر وانهيار، لأنه ربما فقد أعصابه لعدم استجابة هذا الموقع لطلبه، فيتأفف ويزمجر، ويغضب ويضطر أحيانا إلى الذهاب إلى المدرسة حاملا معه همومه، مستشيطا غضبا مما حلّ به قبل ذلك، وبالتالي نطالب المسؤولين على الموقع والقائمين عليه بإيجاد وسائل حديثة وتطعيم الموقع بواجهات جديدة قابلة للاستجابة عندما يضغط ولي الأمر على زرّ الأمر.
نرجو أن يتم تفعيل الموقع بما يتماشى مع الأحداث التربوية المستمرة وحتى يكون ولي الأمر مطلعا على الجديد من خلال هذه البوابة التي كما يبدو أنها لا تفتح، وبالتالي يصعب التعامل معها من قريب أو من بعيد، وقد جرّب ذلك غير واحد من الناس وهم يعانون نفس المشكلة التي نتمنى أن لا تطول حتى لا تتسبّب في مشكلات، لأن المهمّات الالكترونية تستوجب التعامل إلكترونيا، ولم يعد للورق أهمية تذكر، لذلك نرجو من وزارة التربية والتعليم أن تكون حريصة على جعل هذا الموقع أكثر مرونة وتضفي عليه نوعا من المرح التعليمي الذي يجذب الزوار إليه، ومن ثم الحصول على المعلومة بكل يسر وسهولة ودون عناء ولا تذمّر.
هذه ملاحظة بسيطة أرفعها للقائمين على البوابة التعليمية مرة أخرى وكلّي أمل أن تؤخذ بعين الاعتبار حتى تنتهي هذه المشكلة وتنقضي هذه المعضلة، ويصبح الموقع مرنا في التعامل معه في كل وقت وفي كل حين.