أخبار مجلس الامة لم تنقطع مع أن المجلس دخل في عطلته الصيفية وغالباً ما تهدئ الساحة، الا في الحالات التي يكون هناك شيء في نفس يعقوب كالتي نحن بصددها!
من يتابع الساحة يجدها ساخنة على جبهات عدة.
الاولى واكثرها حظاً موضوع رفع اسعار البنزين وتخفيض الدعوم. طبعاً وكالعادة اجتمع المجلس في شكل ودي في مكتب رئيس المجلس وتبادل المتحاورون الحديث عن المشكلة ولم يتوصلوا لشيء وظل الامر كما هو سارياً. ليس في الموضوع مفاجأة ولا صدفة لان مجلسا حمائمياً كهذا لا نتوقع منه أن يغير توجه حكومي بهذه الحماسة. ولا يُستبعد أن يكون ما حصل كله تكتيكاً مُتفقاً عليه بين المجلسين، هذا يدخل في اجازة وذاك يعلنها صراحة ويقرر رفع الدعم.
والامر الذي يجعلنا نقتنع بزيادة انه مجلس حمائمي من الدرجة الممتازة، أن رئيس الوزراء لم يكتف فقط بعدم التراجع والاصرار على ما ذهبت اليه الحكومة، بل ابتعد اكثر من ذلك ومهّد الطريق للمزيد من القرارات المثيرة وبالنمط نفسه في المستقبل. فتصريح رئيس الوزراء بعد اجتماعهم مع المجلس بأن الحكومة لن تتراجع عن المزيد من القرارات «غير الشعبية» والتي تصب في مصلحة المواطن، يكشف عن التوجهات الحكومية المستقبلية وأن الحاجة لمد اليد على جيب المواطن أصبحت حقيقة واقعة وبعض النواب لن يبيعوا الناس سوى الاوهام.
كما قُلت، توقيت قرار الحكومة برفع الدعم معظم الظن أنه تكتيك تريد منه السلطة التنفيذية شيئين: الاول أن تمرر القانون أثناء غياب المجلس لان العجز اصبح واقعاً والسكين وصل العظم، والثاني شراء ماء وجه المجلس وتخفيف الضغط عنه بحجة غيابه. فمن زاوية يكسبون الجولة الاعلامية لتصوير أنفسهم إعلامياً بانهم الابطال المدافعون الحقيقيون عن حقوق المواطنين، ومن زاوية يعودون إلى كراسيهم وإلى تجديد العهد بـ «تعاونهم» مع الحكومة، طالما أن الحكومة لن تجد أفضل من مجلس كهذا يجاريها ويعينها على تسليك أمورها.
لهذا حينما يقول عبدالله المعيوف انه يشم ريحة الفساد في وزارة الصحة وهدد لاجل ذلك الوزير العبيدي بمنصة الاستجواب وطرح الثقة فيه، أو التهديد المتكرر من النائب الزلزلة للكندري بخصوص «الكويتية»، وغيرها من التهديدات، ما هي الا تحصيل حاصل ولزوم تكتيك التعامل مع ملفات المجلس والتحضير والاستعداد للحملات الانتخابية المقبلة والاعداد الجيد لها لا غير.
د. حسن عبدالله عباس- الراي الكويتية-