السلطة » خلافات سياسية

حملة تبديل... نواب

في 2016/09/10

من الملاحظ هذه الايام، أن الحملات الانتخابية بدأت تسخن شيئاً فشيئاً، استعداداً للدورة البرلمانية المقبلة. وبالتالي يحق للناس أن يُراجعوا أداء نوابهم ويقيّموهم قبل يوم التصويت.

الصورة العامة، كثرة وتكرار المواقف السلبية لبعض نواب المجلس الحالي. فمن يعدد السلبيات يجدها أكثر من مجرد هفوات وزلات، بل تجدها سياسة وخطة ممنهجة لقتل شعور الناس بالأمل واقناعهم بأن ليس في مستقبلهم، الا المزيد من التدهور والفشل. فإلى جانب تدهور الوضع الاقتصادي وانعدام أُفق الانتعاش المالي من وحي تصرفات وتصريحات المجلسين، كذلك تجد آفاق التوافق السياسي واحتواء المعارضة في شكل سلمي وهادئ تكاد تكون محدودة. فلا تزال التوافقات السياسية غير واضحة، والكثير من التشاحنات موجودة خصوصاً الطائفية والطبقية.

المزعج حقاً من بين ذلك، كلام النواب بأنه مجلس الانجاز، وكأنهم جاءوا لكي لا ينجزوا من البداية. من الطبيعي أن يُنجز المجلس، ومن المُفترض أن يجلس النائب على الكرسي الاخضر، لكي يقدم خدماته التشريعية والرقابية للشعب. فلهذا السبب الناس اختاروكم، ولهذا السبب قبل الناس بالدستور، ووافق الشعب ليكون لديه مجلسان لأغراض التشريع والرقابة والتنفيذ. فترديد مقولة مجلس إنجاز، كلام بسيط ان لم يُقرن بالادلة والبراهين على ذلك. فأنتم تريدون كسر عين الشعب الكويتي بأنكم أنجزتم، ولا تريدون أن تتحملوا انتقاد الناس لكم لتفريطكم بجوانب كثيرة في العمل السياسي.

لو أردنا الدقة والانصاف، لقلنا ان غالبية المجلس سيئة والقلة من النواب، ممن يوثق بكلامهم ومواقفهم. فمثلاً يُصرّح النائب فيصل الكندري الأربعاء الماضي، بأنه لا يقبل بتراجع الوزارة عن اصلاح ظاهرة الحصى المتطاير ويهدد الحكومة بالاستجواب! مضى على ظاهرة الحصى المتطاير اكثر من ثلاث سنوات، الآن أخينا تذكر وقبل الانتخابات بكم شهر، بأنه سيحاسب الحكومة! هذه الظاهرة النيابية باستجواب الحكومة، كلما اقتربنا من النهاية، أثارها أيضا النائب القضيبي قبل اسبوع تقريباً. فعلاً الكثير من الاستجوابات (إن لم يكن كلها) التي اعلن عنها النواب اخيراً، ما هي إلا دعاية انتخابية، أما الناس ومصالح البلد فهي بعرض الجدار.

الفساد - عموماً - له اشكال اعزائي، منه المُعلن كمن يسرق او يقبض تحت الطاولة للتصويت وللاستجواب (من بين النواب من قالها صراحة بأن لكل تصويت قيمة ورقما)، ومنه من يقبض بحجة مناقصات رسمية، ومنهم من يُرضى عنه فيُعاد انتخابه بفضل المال السياسي، ومنهم من يسكت عن الجريمة بحجة مصالح مشتركة.

الفساد له اشكال متعددة ومتنوعة ونأمل من الناس أن يعلموا ويعملوا من الآن بتحليل مواقف اولئك، ويتساءلون مثلاً، عن الاعلام الالكتروني، ورفع الاستجوابات من جدول الاعمال، واسعار البنزين، وعقد صفقات مليارية للاسلحة في وقت الكساد ودعوات الحكومة بالترشيد، والى آخره من عثرات هذا المجلس. نريد منكم وقفة ومحاسبة وطرد السيئين من المجلس.
د. حسن عباس- الراي الكويتية-