السلطة » خلافات سياسية

وزير سعودي: الإعلام يعاني من الدخلاء.. و الاعلاميين نحن بخير ارعى وزارتك

في 2017/01/25

شن وزير التعليم الدكتور أحمد العيسى هجوما حادا على الإعلاميين على هامش افتتاح منتدى الإعلام صديق الطفولة، الذي انطلق أمس في الرياض، وخص الوزير بالهجوم من أسماهم «الإعلاميين غير المحترفين»، الذين تتسم أخبارهم بالتسرع وعدم المصداقية وحب الإثارة! وأضاف في إجابة على سؤال عن موقف وزارته حول الاعتداءات المتبادلة بين الطلاب والمعلمين، أنها حالات محدودة وأن وزارته تتابع كل هذه الحالات للحد منها وتحجيمها. مناشداً وسائل الإعلام بعدم تضخيم هذه الحالات! وعاد الوزير ليؤكد أن الإعلام صديق للطفولة. معربا عن أمله في أن يحقق المنتدى أهدافه لتعميق العلاقة بين الإعلاميين وحقوق الطفل بما يسهم في خدمتهم من خلال البرامج التعليمية التي تقدمها الوزارة. وأكد العيسى في تصريحات بعد تدشين المنتدى أن اللجنة الوزارية المكلفة بدراسة لائحة الوظائف التعليمية، رفعت توصياتها ولا تزال محل النظر والدراسة من الجهات العليا. نافياً في ذات الوقت ما أشيع أخيرا عن إيقاف العمل بالدراسة.

المنتدى الذي نظمته اللجنة الوطنية للطفولة وشهد حضورا نسائيا لافتا وحضورا محدودا من الرجال، بمشاركة محلية ودولية، تناول محاور عدة تتعلق بهموم الإعلام والطفولة، ودعا الوزير المؤسسات الإعلامية والإعلاميين المحترفين إلى المساهمة مع المؤسسات التعليمية في مناقشة وتناول قضايا الطفولة بواقعية وموضوعية. من جانبها، أوضحت الأمين العام للجنة الوطنية للطفولة الدكتورة وفاء الصالح، أن المنتدى فرصة للقاء الإعلاميين مع متخصصين في قضايا الطفولة لتسليط الضوء على تعامل الإعلام العربي عموماً والسعودي خصوصاً مع قضايا وحقوق الطفل، لافتة إلى أن محاور اليوم الأول تناولت المهنية الإعلامية في مناقشة قضايا وحقوق الطفل، التي ترتكز على التمكين والمواطنة والعدل الاجتماعي، والحرية والشفافية، وتعزيز مبادئ المساواة وعدم التمييز وحرية الرأي والتعبير، إضافة إلى المصداقية والوضوح، وضمان الحق في الخصوصية، وحق الرد والتصحيح. وشددت الصالح على أهمية وضع سياسة إعلامية موحدة تجاه قضايا الطفل، وإعطائها أولوية في أجندة الإعلام السعودي بكافة تصنيفاته، والاستمرار في عقد ورش العمل والمنتديات والدورات التدريبية للإعلاميين على المستويات الوطنية والإقليمية والعالمية، بما يسهم في تعزيز ثقافة حقوق الطفل، فضلا عن الاهتمام بالتربية الإعلامية بين الأطفال والأسر. ودعوة المجالس المتخصصة بالإعلام بالاضطلاع بدورها الريادي في عملية الرصد والمتابعة والتحليل والمحاسبة تجاه الخروقات المهنية التي تتعدى على الطفولة.

وأشارت الأمين العام للجنة الوطنية للطفولة إلى ضرورة إشراك الأطفال الموهوبين وذوي الإعاقة في إعداد وبث البرامج الإعلامية، والمحتوى الإعلامي، والتغطية الإخبارية لقضاياهم والمواد الإعلانية وتحقيق مبدأ المشاركة والحوار. لافتة إلى أن ارتفاع مستويات استخدام الأطفال وانخراطهم في وسائل الإعلام ومنصات التواصل الاجتماعي يجب أن يرافقه فهم الآباء والأمهات لهذه المواقع وكيفية التعامل معها.

وأضافت الصالح أن المنتدى يناقش في الأيام الثلاثة القادمة محاور مهمة ترتبط بالاتفاقيات والمواثيق المعنية بحقوق الطفل، وواقع تطبيقها، فضلا عن معالجة الإعلام لقضايا الطفل وحقوقه، إضافة إلى إدماج الطفل في أخلاقيات الإعلام عبر عرض تجارب واقعية لإعلام وثقافة الطفل.

رد الاعلاميين:

رد إعلاميون بعنف على تصريحات الوزير أحمد العيسى، واعتبروا ما قاله في منتدى الإعلام والطفولة ضربا من ضروب الهروب إلى الأمام من القضايا الملحة التي تواجهها وزارته. وأشاروا إلى أن التصريحات جاءت في غير زمانها ومكانها. ويرى أستاذ الصحافة في كلية الإعلام والاتصال الكاتب الصحفي الدكتور أحمد الجميعة ضرورة تأسيس مفهوم متوازن في العلاقة بين السلطة التنفيذية ووسائل الإعلام، خصوصا أن الإصلاحات الاقتصادية ورؤية 2030 وأجندات التحول الوطني أفرزت مستوى عاليا من حرية التعبير في المجتمع، فضلا عن توافر الوسائل الحديثة. وحين ارتفعت الشفافية للتعبير يحدث أحيانا اختلاف وجهات النظر بين السلطات التنفيذية ووسائل الإعلام. وأضاف: «صحيح قد تكون هناك ملاحظات على أداء البعض ولكن هذا البعض الذي نذكره لا يعمم ولا ينتقص من جهد الآخرين، ولا يهمش دور وسائل الإعلام لأنها ستبقى شريكة مع السلطة التنفيذية». وانتقد الجميعة إطلاق مثل هذه التصريحات في توقيت كهذا، «فالمأمول تأسيس مرحلة تكاملية بين وسائل الإعلام والجهات المختلفة تناسب المرحلة الحالية وتوجهاتها. كما يجب ألا نتبادل الاتهامات على المنابر، ولا ينبغي التقليل من الجهود.. علينا أن نسعى لمشروع شراكة تقوده وزارة الثقافة والإعلام ولا يمنع ذلك من تعزيز البنية التحتية للمهنة وحمايتها».

وعلى ذات النسق، حمل الكاتب الصحفي خالد دراج بعض العاملين في الصحف الإلكترونية الذين حولوا المهنة إلى «مأساة» على حد قوله، وينطبق ذات الأمر في وزارة التعليم، إذ أساء بعض المعلمين إلى المهنة، وهؤلاء قلة، والأهم من كل ذلك أن يتسع صدر الوزير أو المسؤول مهما كان موقعه، ويتلقى الانتقادات والملاحظات بأريحية، وعلى الوزير أن يعمل على تصحيح الأمور، وتقبل النقد الموضوعي، وعلى وزارة التعليم أن تسعى إلى تحسين أخلاقيات مهنة التدريس. أما الكاتب الصحفي جمال بنون فاعتبر العلاقة بين الإعلام والتعليم مفقودة وضائعة، «فمعظم الاهتمام الإعلامي بالتعليم يتركز على العنف والاحتكاك المتزايد بين الطلاب والمعلمين، ومعظم الأخبار المتناقلة سلبية وناجمة من تصرف المعلم تجاه الطالب» ويضيف جمال بنون: «لا علاقة تعاون بين الوزارة والإعلام، هناك قصور كبير في توجه الوزارة نحو الطفل سواء في المجال التلفزيوني أو غيره، ويكاد يكون دورها معدوما، وما يثير الاستغراب غياب الطفل عن المنتدى الذي افتتحه الوزير». ويرى مدير التحرير في «عكاظ» زياد العنزي أن وزير التعليم تفرغ للمماحكة مع الإعلاميين، واستعراض معرفته بدهاليز العمل الإعلامي، وتنكر لما ظل يقدمه الإعلام للحقل التعليمي والتربوي في وقت كان ينبغي فيه إصحاح حال وزارته التي تعج بعشرات الأزمات!.

عكاظ السعودية-