السلطة » خلافات سياسية

استراتيجية السعودية للبقاء!

في 2017/04/13

راصد الخليج-

نشر معهد «ستراتفور» الأمريكي تقريراً حول  توقعاته للربع السنوي والذي يتنبأ فيه بمسار الأحداث السياسية حول العالم خلال الربع الثاني من العام. وأفرد المعهد كعادته مساحة خاصة لمنطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، موقع راصد الخليج ينقل لكم الشق المتعلق بالسعودية وحربها على اليمن حيث عرض المعهد رؤيته لإستراتيجية السعودية للبقاء والخلافات الواقعة ضمن التحالف العسكري بقيادتها والوساطة التي تتمنها المملكة من الولايات المتحدة الامريكية لمساعدتها بها.

استراتيجية السعودية للبقاء

بالنسبة للمملكة العربية السعودية، فإنّ الربع الثاني سيتوقف على اجتماع أوبك في 25 مايو/أيار. وستكون القمة التي ستبحث خلالها الرياض مع زملائها في منظمة أوبك تمديد قرار خفض الإنتاج الذي تمّ التوقيع عليه في نوفمبر/تشرين الثاني عام 2016، نقطة تحولٍ بالنسبة  لمبادرات الإصلاح الاقتصادي للحكومة السعودية. وعلى الرغم من أن تقليص الإنتاج لم يعزز أسعار النفط كما كانت تأمل الرياض، إلّا أنّ المملكة ليست في وضعٍ يسمح لها بمخاطرة الإفراط في مراقبة السوق من خلال إلغاء الاتفاق. ومن شأن القيام بذلك، بعد كل شيء، أن يزيد من زعزعة استقرار أسعار النفط، مما يهدد عائدات النفط السعودية. ويبقى أن نرى ما إذا كانت البلاد قادرة على إقناع بقية الأعضاء في منظمة أوبك باستمرار خفض الإنتاج، وسوف يحدد ذلك كل الإجراءات الاقتصادية الأخرى التي ستتخذها الحكومة السعودية لبقية العام.

حرب اليمن

مع دخول جميع أطراف النزاع إلى طريقٍ مسدود، ستدخل الحرب في اليمن في الربع الثاني حالة من الركود إلى حدٍ ما. وقد أصبحت الانقسامات داخل التحالف العسكري لدول مجلس التعاون الخليجي ضد الحوثيين في اليمن أكثر وضوحًا من أي وقتٍ مضى. وتركز دولة الإمارات العربية المتحدة على تدريب ودعم قواتها في الجنوب. ومن ناحيةٍ أخرى، تتطلع السعودية إلى الولايات المتحدة للمساعدة في التفاوض على حلٍ سياسيٍ لإنهاء القتال. ولكن حتى تتساهل الرياض في دعمها الراسخ للرئيس اليمني «عبد ربه منصور هادي»، ويوافق الحوثيون على التخلي عن الأراضي لصالح الحكومة، فإنّ آفاق السلام ستكون ضئيلة. وعلى الرغم من أن الأمم المتحدة ستبذل محاولة أخرى لوضع خطة سلام للبلاد، فإنّها لن تحرز تقدمًا يذكر في هذا المسعى.

وقد دفعت الأدلة على ضلوع إيران في تدريب وتجهيز الحوثيين البنتاغون إلى طلب تقديم المزيد من الدعم للتحالف السعودي والإماراتي. وإذا وافق البيت الأبيض على ذلك، فإنّ الولايات المتحدة ستشارك المزيد من المعلومات الاستخباراتية وستعزز التنسيق اللوجستي مع التحالف الخليجي، فى محاولة للحد من نفوذ إيران فى اليمن الذي مزقته الحرب، ومحاولة جلب الاستقرار لمضيق باب المندب الاستراتيجي. وفي الوقت نفسه، ستواصل واشنطن اتباع استراتيجية أكثر عدوانية ضد تنظيم القاعدة في الربع الثاني من العام، نظرًا لأنّ النهج البطيء والمطرد في مواجهة التنظيم، قد مكنه من النمو في اليمن وكذلك في سوريا.