ألغى الملك «سلمان» عاهل المملكة العربية السعودية تخفيضات رواتب الوزراء وأعاد الامتيازات المالية للعاملين في القطاع العام في سلسلة من المراسيم الملكية في وقتٍ متأخر من يوم السبت.
كما قام بتعيين اثنين من أبنائه في مناصب هامة، حيث عين الأمير «خالد بن سلمان» سفيرًا للمملكة في واشنطن، والأمير «عبد العزيز بن سلمان» وزيرًا للدولة لشؤون الطاقة.
وتعتبر المراسيم التي صدرت من خلال وسائل إعلام الدولة خطوة جديدة في جهود القيادة السعودية لضبط الأوضاع المالية التي تقوضها أسعار النفط المنخفضة.
وفي سعيهم لتحقيق الاستقرار في ميزانية البلاد، كان على الحكومة الموازنة بين الحاجة إلى خفض الإنفاق والرغبة في الحفاظ على دعم السكان الذين اعتادوا الاعتماد على الإعانات والعلاوات السخية.
وألغت المراسيم خفضًا بنسبة 20% من رواتب ما يقرب من عشرين وزيرًا، وأعادت مكافآت المئات من الآلاف من الموظفين المدنيين كانت قد ألغيت فى سبتمبر/أيلول.
وكانت هذه التخفيضات قد تسببت في تعثر واسع النطاق في المملكة، حيث يعمل حوالي ثلثي المواطنين العاملين في وظائف الدولة. وبالنسبة للكثيرين، كانت المكافآت والعلاوات تمثل قدرا كبير من نفقاتهم المنزلية، حيث بلغت العوائد 20% أو أكثر من المرتبات الشهرية.
وقال مسؤولون سعوديون أنّ قرار إلغاء تخفيضات الأجور واستعادة العلاوات يعكس الوضع المالي الماضي في التحسن بالنسبة للحكومة. وقال بعض المحللين أنّ هذه التحركات تسعى أيضًا إلى تخفيف السخط العام تجاه إجراءات التقشف الأخيرة والتي شملت زيادة في تكاليف الطاقة والمياه والوقود.
كما أفادت المراسيم بترقية اثنين من أبناء الملك «سلمان»، وتمكين فرعه من العائلة المالكة الكبيرة التي حكمت البلاد منذ الثلاثينات.
ومنذ صعوده إلى العرش عام 2015، قام الملك «سلمان» بتفويض سلطة هائلة لواحدٍ من أبنائه، وهو الأمير «محمد بن سلمان»، البالغ من العمر 31 عامًا، وهو وزير الدفاع والثاني في خط ولاية العرش.
ويقود الأمير «محمد» جهودًا لتحديث المملكة من خلال تقليل اعتمادها على النفط وتنويع الاقتصاد وتحسين حياة المواطنين السعوديين. وهو المسؤول أيضًا عن التدخل السعودي في الحرب في اليمن، حيث تسعى المملكة بمساعدة ائتلاف من الدول العربية إلى دفع المتمردين المتحالفين مع إيران خارج العاصمة صنعاء.
والأمير «خالد»، السفير الجديد في واشنطن، هو طيار مقاتل سابق في سلاح الجو السعودي، وكان قد أنهى عملًا أكاديميًا وتدريبًا عسكريًا في الولايات المتحدة، وفقًا لما ذكرته قناة العربية السعودية. وقد عمل مؤخرًا كمستشار في السفارة السعودية في واشنطن.
وستكون مهمة الأمير «خالد» الأساسية هي تحسين علاقات المملكة مع الولايات المتحدة، والتي زاد توترها خلال إدارة الرئيس «باراك أوباما» بسبب الخلافات حول سوريا ومصر، والسعي من جانب «أوباما» إلى التوصل إلى اتفاقٍ للحد من البرنامج النووي لإيران، المنافس الإقليمي للسعودية.
وتحدث المسؤولون السعوديون بشكلٍ إيجابيٍ عن انطباعاتهم تجاه الرئيس «ترامب»، ويأملون في أن يزيد من دعم التحالف الذي تقوده السعودية في اليمن، في الوقت الذي يتخذ فيه أيضًا خطًا متشددًا تجاه إيران.
وقبل تولي الأمير «عبد العزيز» منصب وزير الدولة لشؤون الطاقة، كان يشغل منصب نائب وزير النفط.
نيويورك تايمز- ترجمة وتحرير شادي خليفة - الخليج الجديد-