السلطة » خلافات سياسية

الاختراق في قطر... محاولة للفهم

في 2017/05/27

ليس هناك من تفسير لردود فعل وسائل إعلام سعودية وإماراتية مختلفة ومتعددة على تصريحات أمير دولة قطر ووزير خارجيته، إلا أن هناك يقيناً بأنها تعبر عن مواقف سياسية مستمرة لدولة قطر، لذا لم يكن مقنعاً التعذر باختراق إلكتروني لوكالة الأنباء القطرية تم على إثره نشر تصريحات مفبركة للأمير، وتصريحات لوزير الخارجية قال لاحقاً عنها إنه تم إخراجها من سياقها.

وفي تصوري أن صحة الاختراق لوكالة الأنباء القطرية من عدمه، حدث أم لم يحدث، ليس مهماً كأهمية التراكم التاريخي المتصاعد لعمل وسائل إعلام تبث من قطر أو تدعمها قطر في مناطق جغرافية أخرى، ومنذ إنشاء قناة «الجزيرة» وحملها لواء الترويج لأشرطة القاعدة ورموزها من أسامة بن لادن إلى الظواهري، بدأت العلاقات بين الرياض والدوحة تتدهور، يضاف إلى هذا توظيف إعلاميين عرب من جنسيات مختلفة في قنوات ومواقع إلكترونية وصحف، ولهم حسابات ومتابعون في وسائل التواصل، درج أغلبيتهم على الغمز واللمز والتصريح أحياناً بمواقف ضدية في مراحل مختلفة تشتد أحياناً وتخف أحياناً أخرى بحسب الموجات، وهي تتعلق إما بسياسات السعودية أو بالشؤون الأخرى الاجتماعية والاقتصادية، ولم تكن لهؤلاء الأشخاص قيمة أو حضور وتأثير في المشهد الإعلامي الخليجي وحتى العربي أيضاً إلا بعد هذا التوظيف القطري.

والموقف الذي عبّرت عنه وسائل إعلام سعودية، على رغم أنه صادم للبعض، يحمل في طياته رسالة يمكن اختصارها بالمثل العربي الشهير: «بلغ السيل الزبى».

ولا شك أن الأزمة مزعجة لكل من يحرص على وحدة الصف الخليجي وعلى مصلحة العرب في هذه الظروف الصعبة، بخاصة أمام أطماع نظام خامنئي في إيران، الذي لم يعد ممكناً التعامل معه بحسن النوايا، ولا بالعبارات الديبلوماسية، بعد أن استنفر وحشد كل إمكاناته بالأقوال والأفعال والقتل والتهجير لزعزعة الاستقرار في كل بقعة عربية استطاع الوصول إليها.

عبدالعزيز السويد- الحياة السعودية-