السلطة » خلافات سياسية

فضيحـة إعلامـية بامـتياز

في 2017/05/29

تعرضت دولة قطر قبل أيام لحملة إعلامية شنيعة، بالتزامن مع اختراق موقع وكالة الأنباء القطرية، ونسبة تصريحات كاذبة إلى سموالأمير الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، وسرعة تغطية بعض القنوات العربية تلك التصريحات الملفقة واستضافتها وجوهاً محسوبة على تيار معروف بعدائه لسياسات الدوحة للتعليق عليها دون التأكد من صحتها، الأمر الذي يؤكد أن العملية برمتها تم تدبيرها مسبقاً في ليل مظلم. 

من الذي يستهدف قطر؟ ولماذا يستهدفها؟

أسئلة كثيرة بحاجة إلى أجوبة منطقية، لأن ما نشاهده منذ أيام أمر محيِّر للغاية، وبعيد كل البعد عن العقل والوعي والحكمة، ولا يخدم أي دولة من دول الخليج العربي، ولا حتى المروِّجين للتصريحات الملفقة، بل يخدم فقط من لا يريد الخير للمنطقة، ويسعى إلى إثارة الفتن بين أبنائها، وهو بمثابة إطلاق المرء النار على نفسه، لأن قطر جزء من الخليج، وعضو في مجلس التعاون، وما يصيبها يؤذي دول الخليج كلها.

المثل العربي الشهير يقول إن الكذب حبله قصير، ليؤكد أن الحقائق سرعان ما تظهر وتفضح الكذابين المفترين، وهل كانوا يظنون حين اخترقوا موقع وكالة الأنباء القطرية ودبروا هذه الحملة الصبيانية أن كذبهم لن ينكشف وينطلي على الناس في عصر لم يعد فيه الوصول إلى الحقائق حكراً على وسائل الإعلام التي تسيطر عليها الأنظمة؟

الصحافي الذي يحترم نفسه يتحرى الصدق ويسعى للتثبت من صحة ما ينشر، ويلتزم بمبادئ المهنة. وإن تسرع وأخطأ واتضح عدم صحة ما نشر يتراجع عن خطئه ويعتذر ويبين الحقيقة، احتراماً لقرائه ومشاهديه، بخلاف الأبواق الرخيصة والأقلام المأجورة التي تمتهن الكذب والتضليل والمغالطة للاسترزاق. 

القنوات والصحف التي تشنّ هجوماً لاذعاً على قطر وأميرها وشعبها، بناء على التصريحات الملفقة، وتتجاهل النفي القطري الرسمي، وصمة عار في جبين الصحافة. وعلى كل صحافي حر وشريف أن يستنكر هذه السقطة المدوية ويرفضها، كي نحافظ على شرف المهنة. 

الحملة الإعلامية التي تستهدف قطر فضيحة بامتياز، ويجب تدريسها في كليات الإعلام كنموذج بارز للصحافي السيء والفاشل، ومثال لافت لانتهاك مبادئ الصحافة وقيمها وأخلاقياتها، كي يتجنب الصحافيون الشباب في المستقبل الوقوع في مثل هذه الفضائح والكوارث. 

الشعوب اليوم أكثر وعياً مما مضى، ولا يمكن أن يخفى عليها عدم صحة التصريحات المنسوبة إلى الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، وسوء نية المصرِّين على ترويجها، رغم نفي المسؤولين القطريين. وحتى الذين ظنوا في الوهلة الأولى أنها صحيحة بسبب نشرها في موقع وكالة الأنباء القطرية، تراجعوا عن ذلك بعد أن اتضح أن الموقع مخترق، أما وسائل الإعلام التي طارت فرحاً بالتصريحات الملفقة وبادرت بنشرها على نطاق واسع، فتشتهر بالكذب والدجل، وتفتقر إلى أدنى مصداقية ومهنية، وما قامت به لم يكن غير ترسيخ هذه السمعة السيئة لدى القراء والمشاهدين.

لا خوف على قطر، بإذن الله، لأن أياديها بيضاء، ومواقفها من قضايا الأمة مشرفة. وستكون الأموال التي توزع على اللوبيات المتطرفة وغيرها للتحريض ضد قطر، حسرة على الذين ينفقونها، وسيعرفون أن قطر ليست وحدها، وأن كل ذي عقل وضمير لن يتردد في الوقوف إلى جانبها ضد هذه الحملة القذرة.

إسماعيل ياشـا-