السلطة » خلافات سياسية

هجوم مبكر على وساطة الكويت لأزمة قطر.. و«العذبة»: ألا يوجد صوت للحكمة؟

في 2017/05/31

هجوم شرس، وجهته أطراف خليجية، إمارتية وكويتية، على الوساطة المرتقبة المقرر أن يقوم بها أمير الكويت «صباح الأحمد الجابر الصباح»، خلال زيارة أمير قطر «تميم بن حمد آل ثاني» له، الأربعاء، في زيارة أعلن انها ستكون لساعات.

صحيفة «العرب» اللندنية، الناطقة بلسان حال الإمارات، أفردت تقريرا اليوم بعنوان «استبعاد نجاح الوساطة الكويتية في إيجاد حل لأزمة قطر في الخليج».

ونقلت الصحيفة عن مراقبين خليجيين، لم تذكرهم، تشكيكهم في إمكانية أن تنجح زيارة أمير قطر إلى الكويت الأربعاء، في رأب الصدع الذي أصاب العلاقات الخليجية.

وزعمت المصادر أن «الدوحة لم تظهر أي استعداد في السنوات الأخيرة للتراجع عن خيارات سياسية تعتبرها بقية العواصم الخليجية مهددة لأمن واستقرار دول المجلس، وأن تعهدات قطر السابقة، لا سيما بعد أزمة عام 2014، لم تكن سوى محاولة لتهدئة الغضب الخليجي الذي أدى إلى سحب السفراء من الدوحة».

وأضافت الصيفة في تقريرها: «تعتقد مراجع دبلوماسية خليجية أن أمير قطر سيحاول في الكويت تخفيف التوتر الذي أربك قطر في الأيام الأخيرة من خلال اتخاذ إجراءات تجميلية ظرفية، لكن الظروف تغيّرت والعالم قد تغيّر، وأن دول الخليج لن تقبل بوعود سبق أن نكثت الدوحة بها، وأن هذه العواصم لن تخضع لتعهدات جديدة سبق أن التزم بها أمير قطر أمام العاهل السعودي الراحل الملك عبدالله بن عبدالعزيز عام 2014 ولم يف بها».

ونقلت الصحيفة، تغريدات وزير الدولة للشؤون الخارجية الإماراتي «أنور قرقاش»، التي قال فيها إن عن دول الخليج: «‏تمر بأزمة حادّة جديدة وفتنة تحمل في ثناياها خطراً جسيماً، ودرء الفتنة يكمن في تغييّر السلوك وبناء الثقة واستعادة الصدقية».

وأضاف في تغريدات عبر حسابه على «تويتر»: «‏في خضم الأزمات الإقليمية الحالية والأخطار المحدقة لنحرص على وحدة الصف، فالصبر والتغاضي له حدوده، والطريق السوي عبر المصارحة والصدقية والثقة».

وتابع: «‏حل الأزمة بين الشقيق وأشقائه طريقه الصدق في النوايا والتزام التعهدات وتغيير السلوك، الذي سبب ضرراً وفتح صفحة جديدة لا العودة إلى البئر ذاتها».

في الوقت نفسه، شن مغردون على موقع التواصل الاجتماعي «تويتر»، هجوما على أمير قطر، تحت وسم «الكويت لا ترحب بخائن الخليج».

واتهم المشاركون في الوسم أن «تميم» إخواني، يحلم بقيادة الخليج، مشيرين غلى أنه ورث الخيانة عن أبيه، بحسب وصفهم.

كما غرد آخرون باتهام «إخوان الكويت»، بالتدخل للوساطة، مشيرين إلى أن خطواتهم لن تنجح.

فيما هاجمت صحيفة «عكاظ» السعودية، الوساطة الكويتية، وقالت في عددها الصادر اليوم، إن «أمير قطر يحاول الخروج من العزلة التي فرضها على نفسه من خلال الاستعانة بدولة الكويت للعب دور الوساطة مع دول الخليج، وذلك بعدما انكشف عنه القناع وانفضحت سياساته ضد دول الخليج ودعمه الفاضح للتنظيمات الإرهابية، والنظام الإيراني الطائفي، وأصبح وحيدا يغرد خارج السرب».

وواصلت هجومها ابلقول: «يحاول تميم الخروج من دائرة العزلة التي فرضها على نفسه، بسبب سياساته الطفولية ومراهقاته السياسية، إذ يرغب اللجوء إلى الوساطة لإنهاء الأزمة التي هندسها وأغرق قطر بسببها في مستنقع لا يمكن الخروج منه».

في المقابل، انتقد الكاتب القطري «عبد الله العذبة»، هذا الهجوم على الوساطة، وقال في تغريدة له على «تويتر»: «هجوم مبكر عى وساطة بلسم الجروح ورجل إطفاء المنطقة الشيخ صباح الأحمد أمير الكويت وطن النهار».

وتساءل «العذبة»، تعليقا على هذا الهجوم: «ألا يوجد صوت للحكمة يعيد خليجنا واحد؟».

فيما وجه الأكاديمي «صنهات بدر العتيبي» رسالة لمهاجمي الوساطة، قائلا: «من يقول لهؤلاء الليبراليين الهمج إن قطر شاركت بقواتها في تحرير الكويت».

يشار إلى أن يوم أمس، تصدر وسم «تنور الكويت يا تميم»، قائمة الوسوم الأكثر تداولا في الكويت، حيث رحب مغردون كويتيون، بالزيارة المقررة غدا.

وأمس الأول، كشفت مصادر دبلوماسية كويتية مطلعة، أن أمير قطر الشيخ «تميم بن حمد آل ثاني» سيقوم بزيارة دولة الكويت، الأربعاء المقبل، في زيارة لن تستغرق سوى ساعات فقط.

وأوضحت مصادر لوكالة «الأناضول» أن زيارة الأمير «تميم» إلى الكويت ستكون لتهنئة أميرها الشيخ «صباح الأحمد الجابر الصباح»، بمناسبة حلول شهر رمضان المبارك.

يأتي ذلك بعد أيام، من زيارة الجمعة، للنائب الأول لرئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية الكويتي الشيخ «صباح خالد الحمد الصباح»، إلى قطر حيث التقى بالأمير «تميم» في قصر البحر.

وقال بيان صادر عن المكتب الاعلامي للخارجية القطرية إن «المقابلة استعرضت العلاقات الأخوية القائمة بين البلدين الشقيقين وسبل تنميتها وتطويرها إضافة إلى مناقشة عدد من القضايا الإقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك».

وأتت زيارة وزير الخارجية الكويتي لقطر في أعقاب تصريحات صحفية لنائبه «خالد الجار الله» وصف فيها التداعيات الأخيرة على خلفية اختراق وكالة الأنباء القطرية الرسمية ونشر تصريحات كاذبة منسوبة لأمير قطر بأنها «مؤسفة».

وأعرب عن استعداد بلاده «التقريب بين وجهات النظر بين الأشقّاء واحتواء أي احتقان».

ووصف «الجار الله» تصريحات وزير الخارجية القطري الشيخ «محمد بن عبد الرحمن آل ثاني»، وتوضيحه لموضوع اختراق موقع وكالة الأنباء القطرية الرسمية، بـ«الإيجابية».

جدير بالذكر أنه يوم الخميس الماضي، أكد وزير خارجية قطر الشيخ «محمد بن عبد الرحمن آل ثاني» أن «هجومًا إلكترونيًا تم على موقع وكالة الأنباء القطرية (مساء الثلاثاء الماضي) وبث تصريحات كاذبة لأمير البلاد.. تصريحات لم يقلها».

فيما ذكرت «رويترز» أمس، أن الخلاف الخليجي مع قطر، ينبع من اتهامات قديمة تعود إلى عام 2014، تشير إلى أن قطر تدعم جماعات تصنفهم السعودية والإمارات منظمات إرهابية.

وعانت العلاقات بين قطر وبعض دول مجلس التعاون الخليجي توتراً استمر 8 أشهر بسبب دعم قطر لجماعة «الإخوان المسلمين».

وانتهى الخلاف بعدما قال دبلوماسيون وقتها، إن قطر تعهدت للإمارات بعدم السماح للإخوان بالعمل من أراضيها.

الخليج الجديد-