السلطة » خلافات سياسية

قطر.. أمننا الوطني أهم

في 2017/06/06

بتاريخ المملكة العربية السعودية منذ تأسيسها على يد المغفور له بإذن الله الملك عبدالعزيز، لم تتدخل أو تعتدي المملكة على دولة من الدول، بأي صورة كانت، وتحترم سيادة الدول التي أقرها القانون الدولي والأمم المتحدة، ولكن كل ذلك لم يضع المملكة بعيدة عن تدخلات الدول الأخرى خاصة الدولة الثورية منذ بدأت ثورة إيران في بداية الثمانينات وحتى اليوم، أصبحت تعمل على زرع القلاقل في المنطقة بعدة صيغ وصور، سواء بحرب مباشرة كما حدث للعراق، أو حروب بالوكالة من خلال تنظيمات وعملاء كما تفعله مع حزب الله أو الحوثيين أو دعم القاعدة والإخوان المسلمين وغيرها، وحتى تمويل الإرهاب والقتل كما حدث بتفجير الخبر، وغيرها من تفجيرات، وأصبحت إيران تفرض سطوتها وعدم الاستقرار بالشرق الأوسط من العراق وسوريا ولبنان واليمن وتدعم كل تنظيمات تكون ضد دول ذات سيادة ومستقرة مثل مصر أو البحرين وغيرها. هذا الجو العام الذي تعيشه المنطقة خاصة أنها تحتل جزراً إمارتية ولازال، يفرض على دول مجلس التعاون الخليجي أن تصبح أكثر اتحاداً وأكثر انسجاماً أمام التحديات، خاصة أنها دول تكون أكثر قوةً وتأثيراً بتوحدها بكلمة واحدة وقرار واحد وتحديات واضحة أمامها وتهديدات لا تنتهي سواء مباشرة أو من خلال دعم للتنظيمات الإرهابية بلا هواده من قبل إيران، وخطر دول الخليج وعدوها واضح وواحد هي إيران.

فلا مجال لدول الخليج إلا العمل على الحفاظ على أمنها واستقرارها، من كل دول المجلس، ولكن الغريب والأغرب أن تكون قطر هي من "يطعن" بخاصرة دول المجلس والمملكة خصوصاً، والبيان الرسمي الصادر من المصدر المسؤول بالأمس أوضح بكل شفافية وجلاء ماذا فعلت وتفعل قطر ومنذ 1995 ميلادية، فنحن إذا نتحدث عن 22 سنة، وقطر تمارس "زعزعة الأمن الوطني السعودي" قد يدهش الكثير ذلك ولكنه هذا هو الواقع والحقيقة ووضح المصدر المسؤول كل ذلك في البيان، وقطر الجارة وذات الحدود الوحيدة مع المملكة ضربت بكل مصالحها "السياسية والاقتصادية" مع المملكة وهي التي تعتبر العمق الحقيقي والاستراتيجي لها، قطر الجار هي من يقوم بـ"للانتهاكات الجسيمة التي تمارسها الدوحة، سراً وعلناً، طوال السنوات الماضية بهدف شق الصف الداخلي السعودي، والتحريض والخروج على الدولة، والمساس بسيادتها" هذه هي قطر الشقيقة هي من يقوم بذلك وليست إيران، الدولة الشقيقة التي يفترض أن تكون ضمن نسيج خليجي واحد لمواجهة تحديات كبرى تهدد دول المجلس وخاصة المملكة، سواء إيران أو الإرهاب أو من يدعم المنشقين وكل ما يزرع الفتنة وشق الصف، قطر هي من "تحتضن جماعات إرهابية وطائفية متعددة تستهدف ضرب الاستقرار في المنطقة ومنها جماعة الإخوان المسلمين، وداعش، والقاعدة والترويج لأدبيات ومخططات هذه الجماعات عبر وسائل إعلامها بشكل دائم "السؤال لماذا تقوم قطر بكل ذلك وبإصرار وسبق وترصد؟! تستغرب أن تكون دولة شقيقة تفعل كل ذلك "لزعزعة" المنطقة وأمن المملكة خصوصاً ماذا تريد قطر من كل ذلك؟ هل تعتقد أن ذلك يزيد هيمنتها أو ستمتلك زمام الأمور مستقبلا؟ هو لعب بالنار من قطر فهي لم تقدر حلم وصبر المملكة التي اتخذت بقيادة ملك الحزم الملك سلمان قراراً حاسماً ومباشراً ليصوب منهج دولة قطر في المس بأي صورة كانت بأمن المملكة، قطر هي من "دعم نشاطات الجماعات الإرهابية المدعومة من إيران في محافظة القطيف من المملكة العربية السعودية، وفي مملكة البحرين الشقيقة وتمويل وتبني وإيواء المتطرفين الذين يسعون لضرب استقرار ووحدة الوطن في الداخل والخارج" هذا ما يمكن أن يكون آخر شيء يخطر بذهنك أو تحليل أن تكون قطر هي من" يدعم نشاطات إرهابية داخل المملكة "فهي دولة افترضنا أنها شقيقة وحليف ونسيج خليجي، ولكن جاءت الطعنة من الخلف من هذا الشقيق، وهذا ما يفرض أن يكون رد الفعل أكثر قوةً وحسماً وفاعلية وهو ما تم بقطع العلاقات وإغلاق الحدود البرية والجوية والمائية وكل ما تبعها من قرارات، فهو مس أمن وطني لا مجال لأي حوار أو تهدئة أو انتظار وهو ما فعلته المملكة بحسم تام. اتضح للمملكة أن قطر هي من "يدعم ويساند المليشيا الحوثيين الانقلابيين حتى بعد إعلان تحالف دعم الشرعية في اليمن" وهذه أيضاً طعنة أخرى في الظهر من دولة افترض أنها "حليف" للتحالف الدولي، ولكن اتضح أنها من يدعم ويساند الحوثيين، لمزيد من عدم الاستقرار وإنهاء الحرب واستنزاف المملكة كما تريد قطر.

وختم البيان الرسمي "إنه منذ عام 1995م بذلت المملكة وأشقاؤها جهوداً مضنية ومتواصلة لحث السلطات في الدوحة على الالتزام بتعهداتها، والتقيد بالاتفاقيات، إلا أن هذه السلطات دأبت على نكث التزاماتها الدولية، وخرق الاتفاقات التي وقعتها تحت مظلة دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية بالتوقف عن الأعمال العدائية ضد المملكة، والوقوف ضد الجماعات والنشاطات الإرهابية، وكان آخر ذلك عدم تنفيذها لاتفاق الرياض" وهذا هو منهج المملكة بمنح الوقت والصبر والحلول وكل المبادرات الممكنة ولأقصى درجة ممكنة، ولكنها "قطر" ترفض كل ذلك وتستمر بمنهجية نزع الاستقرار ودعم كل تطرف مناهض ونكث كل العهود، فلا بد في النهاية من تصويبهم لجادة الصواب والحلول الحازمة بعزم وقوة وهذا ما صدر عن المملكة، التي نفذ صبرها من تصرفات قطر وما تمارسه، والآن جاءت ساعة الحزم والعزم بكل قوة، لا مساس بأمن المملكة.

راشد بن محمد الفوزان- الرياض السعودية-