السلطة » خلافات سياسية

أزمة قطر.. هل تمادى «محمد بن سلمان»؟

في 2017/06/17

مواطنو الخليج مازالوا في حالة صدمة.. هكذا بدأت هيئة الإذاعة البريطانية (بي بي سي) تقريرا لها نشرته اليوم السبت عن أزمة قطع علاقات دول خليجية مع قطر.

وأفاد التقرير بأن دولة قطر تعرضت لعقوبات غير مسبوقة من جيرانها الخليجيين، بقيادة السعودية، مشيرا إلى أن هذه العقوبات الاقتصادية والدبلوماسية جاءت بسبب المزاعم التي قالت إن قطر واصلت تمويل مجموعات إرهابية، وأثرت على استقرار المنطقة، وهو ما تنفيه الدوحة.

واعتبر التقرير أن مظاهر الوحدة الخليجية التي يجسدها مجلس التعاون الخليجي قد ذهبت، وقال إن الخليج لن يعود كما كان، حتى لو تم حل الأزمة عبر المفاوضات، كما أن هناك مخاوف من أن هذا الأمر قد يدفع المنطقة نحو منعطف خطير.

عامل ترامب

 وترى الدول التي أقدمت على عزل قطر وهي السعودية والإمارات والبحرين ومصر أنها تواجه تهديدين أساسيين، وهما إيران والإسلام السياسي، وإن الدوحة ساعدت الطرفين.

 وفي ما يتعلق بإيران، فيبدو أن الدول الأربع المقاطعة قد تجاوزت الحدود، فقطر تتقاسم مع إيران أكبر حقل غاز طبيعي في العالم، وهو حقل غاز الشمال/حقل القبة الشمالية، الواقع قبالة السواحل القطرية والإيرانية، فالجغرافيا حكمت علاقة جوار على البلدين، ولهذا يجب عليهما التعايش. 

لكن حكام السعودية بتشجيع من زيارة الرئيس الأمريكي «دونالد ترامب» للرياض الشهر الماضي وإدانته القوية لإيران جعلتهم يرغبون في اتخاذ موقف خليجي موحد، وأن قطر قد خذلتهم. 

 وبالنسبة للإسلام السياسي، فمن السهولة أن ترى لماذا تشعر الدول ذات النظام الملكي بالتهديد من تصرفات قطر، حيث دعمت قطر لوقت طويل جماعة الإخوان المسلمين التي تتبنى الخلافة الإسلامية التي من شأنها أن تطيح في نهاية المطاف الحكام الحاليين

كما أيدت قطر الحركات الإسلامية في مصر وليبيا وغزة وسوريا، وفتحت المجال أمامهم للتعبير عن موقفهم، عبر قناة (الجزيرة).

وأخبر ولي عهد أبوظبي الشيخ «محمد بن زايد آل نهيان»، المحرر الأمني الذي أعد تقرير البي بي سي بأن جماعة الإخوان المسلمين تشكل خطرا وجوديا على المنطقة». 

مشاكل سعودية

وفي ما يتعلق بالإرهاب، فإن الصورة قد تبدو أكثر غموضا، فالسعودية وحلفاؤها يتهمون قطر بتمويل الجماعات الإرهابية، خاصة في سوريا والعراق والكثير من الناس يرون أن في موقف السعودية نفاقا، حيث ضخت السعودية ملايين الدولارات لصالح جماعات متشددة في سوريا، في محاولتها الفاشلة للإطاحة برئيس النظام السوري «بشار الأسد»، وانتهى أمر بعض هذه الجماعات في صفوف ما يسمى تنظيم «الدولة الإسلامية». 

 ولا يمكن نفي صلات قطر بجبهة النصرة في سوريا (المصنفة إرهابية).

وقال معد التقرير إنه في إحدى زياراته للدوحة، أخبره مسؤولون في جهاز الاستخبارات القطرية عام 2014، بشكل شخصي، إنهم نجحوا في تأمين الإفراج عن رهائن كانوا محتجزين عند النصرة، ومن الطبيعي أن هذه المجموعة طالبت بمبالغ هائلة مقابل الإفراج عن الرهائن.

وفي أبريل/ نيسان هذا العام تواردت أنباء عن قيام قطر بدفع فدية تقدر بمليار دولار لجماعات إرهابية في العراق جزء منها  لإيران لإطلاق سراح 26 أميرا اختطفوا بينما كانوا يصطادون.

وخلص التقرير إلى أنه في الوقت الذي تعكس فيه عملية محاصرة قطر رؤية هذه الدول الأربع، إلا أن من وجه وقاد الأمر هو ولي ولي العهد السعودي، ووزير دفاعها، «محمد بن سلمان.

 وقال إن السؤال الذي يطرحه الكثيرون عما إذا كان «ابن سلمان» قد ذهب بعيدا جدا في موقفه، خاصة أن السعودية لديها ما يكفي من المتاعب على يديه، مشيرا إلى مشاركة السعودية والإمارات خلال العامين الماضيين في حرب غير حاسمة ومدمرة جدا في اليمن. 

ويضاف إلى ذلك، المتاعب التي تعانيها الدولة من التمرد الشيعي في شرق السعودية، حيث تواجه السعودية غضبا تشهده المنطقة الشرقية التي يسكنها الشيعة بشكل أساسي.

وتعد السعودية جزء من التحالف الدولي الذي تقوده أمريكا ضد تنظيم «الدولة الإسلامية».

وذهب التقرير إلى أن الخسارة الحقيقية على المدى البعيد من حصار قطر ستكون اقتصادية، فدول الخليج بحاجة للاستقرار حتى تكون قادرة على توفير فرص عمل لمواطنيها الشباب، فالخليج بحاجة للاستقرار وبيئة صديقة لمجتمع الأعمال.

ولا يعرف أحد كيف ستلحق الأزمة الحالية ضررا بالوضع الحالي أكثر من الضرر القائم فعلا، فكلما زادت الأزمة كلما تعمقت الجراح ليس فقط لقطر ولسكانها قليلي العدد، لكن للمنطقة كلها بشكل عام.

وقطعت 7 دول عربية علاقاتها الدبلوماسية مع قطر، وهي: السعودية والإمارات والبحرين ومصر واليمن وموريتانيا وجزر القمر، واتهمتها بـدعم الإرهاب»، فيما نفت الدوحة تلك الاتهامات.

فيما لم تقطع الدولتان الخليجيتان: الكويت وعمان علاقتهما مع الدوحة.

وشدّدت قطر أنها تواجه حملة افتراءات وأكاذيب تهدف إلى فرض الوصاية على قرارها الوطني.

هند القديمي- الخليج الجديد-