السلطة » خلافات سياسية

محاولة لزعزعة الثقة بـ«الريال القطري» تمنى بفشل سريع

في 2017/07/01

خالد المطيري- الخليج الجديد-

في تحرك جديد وممنهج من قبل الدول المحاصرة لتشديد ضغوطها على قطر، أعلنت عدة بنوك وشركات صرافة في بريطانيا، بشكل مفاجئ، وقف تعاملها بالريال القطري.

لكن لم يمض سوى فترة قصيرة كي تتراجع غالبية تلك المؤسسات المالية عن خطوتها، معلنة استئناف العمل بالعملة المحلية القطرية.

وحسب وكالة «رويترز» للأنباء، فإن تحرك وقف التعامل بالريال القطري انخرطت فيه عدة شركات صرافة وبنوك بريطانية، ومن بينها، شركة «ترافليكس» للصرافة، ومجموعة «لويدز» المصرفية البريطانية، وبنك «هاليفاكس»، وبنك «تيسكو»، و«رويال بنك أوف سكوتلند».

غياب المبررات المنطقية

ولم تقدم تلك المؤسسات المالية أية مبررات واضحة ومنطقية لخطوتها.

فقط تحدث بعضها، وبينهما «رويال بنك أوف سكوتلند»، ومجموعة «لويدز» المصرفية، عن أن طرفاً ثالثاً معنيا بتقديم خدمات البنك الخاصة بالصرف أوقف التداول على العملة القطرية، دون أن يكشف عن هوية هذا الطرف الثالث.

لكن هذا الطرف، على ما يبدو، له علاقة بشركاء من الدول المحاصرة لقطر مع تلك المؤسسات.

فشركة «ترافليكس» على سبيل المثال معروف عنها شراكتها مع «مركز الإمارات للصرافة»؛ إحدى الأذرع المالية للإمارات.

القرار إذن سياسي في المقام الأول، وليس له أي علاقة بشق اقتصادي؛ فبديهيات وقف التداول على عملة ما لا تنطبق على الريال القطري.

إذ أن الريال القطري عملة لا تزال مرتبطة بالدولار الأمريكي، ما يعزز من قوته، ويضيف إليه عامل أمان واستقرار في الأسواق المالية.

وعلى خلاف ما يدعيه إعلام الدول المحاصرة من تدهور في قيمة العملة القطرية؛ تشير بيانات حديثه أوردتها وكالة «رويترز»، الثلاثاء الماضي، إلى ارتفاع قيمة الريال القطري أمام الدولار في سوق التعاملات الآجلة.

ووفقا تلك البيانات، تظهر عقود شهر ارتفاع العملة القطرية إلى 3.751 ريال للدولار، بعدما سجلت مستوى منخفضا بلغ 3.793 ريال، الإثنين الماضي.

كما سجلت عقود ثلاثة أشهر ارتفاعا في العملة القطرية إلى 3.755 ريال مقارنة مع 3.796 ريال، الإثنين الماضي.

فشل سريع

في ظل تلك الظروف كان من الطبيعي أن تعلن البنوك وشركات الصرافة البريطانية سريعاً التراجع عن قرار وقف التعامل بالعملة القطرية، وذلك في ردود على استفسارات وردت من عملائها.

إذ ردت شركة «ترافليكس» للصرافة على أحد عملائها، في رسالة قصيرة عبر الهاتف الجوال، قائلة: «لقد استأنفنا شراء الريال القطري على مستوى العالم. بسبب تحديدات تجارية، توقف شراء هذه العملية في بعض الأسواق لفترة قصيرة».

الخطوة ذاتها صدرت عن بنك «هاليفاكس».

إذ أرسل «غسان» سؤالا على حساب البنك على «تويتر» نصه «هل أوقفتم التعامل بالريال القطري؟».

وجاءه الرد بالنفي: «لا زلنا نتعامل بالريال القطري».

أيضاً أرسل «عبدالرحمن الشرهان» سؤالا على حساب بنك «لويدز» على «تويتر» نصه «هل صحيح أنكم أوقفتم التعامل بالريال القطري؟».

وجاءه الرد بالنفي: «لا. لا زلنا نتعامل بالريال القطري».

حملة باءت بالفشل

ما سبق كان، إذن، حملة ممنهجة من دول الحصار لخلق حالة من عدم الثقة في الريال القطري على المستوى العالمي، لكن يبدو أنها باءت بالفشل.  

ووفق تليفزيون «قطر» الرسمي، فإن البنك المركزي في بريطانيا تدخل لضبط تداول العملة القطرية.

ووصف التليفزيون محاولة دول الحصار زعزعة الثقة في العملة القطرية بأنها تعبر عن «إفلاس واضح لصانعي القرار الاقتصادي في تلك الدول».

واعتبر أن إقدام مؤسسات مالية بريطانية على وقف التعامل على الريال القطري بضغوط من دول الحصار «قرارات عشوائية من مؤسسات مالية تناست أنها تعمل في منظومات تحترم القوانين والتشريعات».

المركزي القطري حاضراً

وفي الدوحة، كان مصرف قطر المركزي حاضراً للرد على محاولة زعزعة الثقة في العملية المحلية.

إذ أصدر في وقت مبكر من يوم الجمعة بياناً أكد فيه  أنه سيضمن كل عمليات تحويل العملة للجمهور داخل قطر وخارجها بدون تأخير وأن كافة البنوك وشركات الصرافة المحلية ملتزمة بإجراء التحويلات حسب ما هو معتاد.

وقال البنك المركزي: «سعر صرف الريال القطري مستقر تماما مقابل الدولار الأمريكي وقابليته للتحويل داخل قطر وخارجها مضمونة في أي وقت بالسعر الرسمي».

وأضاف أن الريال يبقى مضمونا أيضا من اعتراف صندوق النقد الدولي به كعملة رسمية ولأنه مغطى من جانب مصرف قطر المركزي باحتياطيات نقدية ضخمة.