السلطة » خلافات سياسية

إحباطات سبقت «الجبير» إلى إثيوبيا.. أبرزها «الصخرة الجزائرية»

في 2017/07/06

الخليج الجديد-

وصل وزير الخارجية السعودي «عادل الجبير»، الثلاثاء، إلى العاصمة الإثيوبية أديس أبابا، في محاولة لحشد موقف أفريقي مساند لدول الحصار في موقفها من قطر، لكن إحباطات عدة سبقته إلى هناك، حسب مصادر دبلوماسية عربية في أديس أبابا.

المصادر، التي تحدثت لـ«الخليج الجديد» مشترطة عدم الكشف عن هويتها، أوضحت أن زيارة «الجبير» التي تم الإعلان عنها، الإثنين، كانت على وشك الإلغاء بعد قرار تم اتخاذه على مستوى قيادة الاتحاد الأفريقي بالحياد وعدم التورط في موقف مساند لصالح طرف على طرف في الأزمة الخليجية، ورفض الاتحاد حضور وفود خليجية للقمة، استنادً لهذا الموقف.

وذكرت المصادر أن «الجبير» أدرك، على ما يبدو، بأن مهمته «مصيرها الفشل» قبل القدوم إلى أديس أبابا بعد موقف الاتحاد الأفريقي، والدبلوماسية الجزائرية النشطة المؤيدة لموقف الاتحاد من الأزمة الخليجية.

وفي هذا الصدد، لفتت المصادر ذاتها، لـ«الخليج الجديد»، إلى أن وزير الخارجية المصري «سامح شكري» اجتمع قبل مغادرته بعدة رؤساء أفارقة الذين أكدوا له على أن الأزمة الخليجية شأن يخص دول الخليج وحدها وليس الدول الأفريقية؛ الأمر الذي أدى إلى غضبه، ودفعه إلى مغادرة القمة، الإثنين، قبيل اختتامها، اليوم.

وكشفت المصادر أن الجزائر هي من قادت جهد دبلوماسي لإفشال جهود الوزير المصري؛ الأمر الذي أكده الصحفي الجزائري المعروف، «عياش دراجي».

إذ قال «دراجي»، عبر حسابه على «تويتر»: «خابت جهود اللوبي المصري في القمة الأفريقية واصطدم بصخرة اسمها الجزائر، بعد أن حاول بلورة موقف ضد قطر».

وأفادت المصادر الدبلوماسية العربية في أديس أبابا، لـ«الخليج الجديد» أن «الجبير» قرر في اللحظة الأخيرة اتمام الزيارة إلى العاصمة الإثيوبية، على أمل  عقد لقاءات من قادة بعض دول القارة السمراء، حتى لو كانت صغيرة، والحصول منها على موقف ضد قطر، لدعم خطوات التصعيد المقبلة، حتى لو كانت شكلية.

وذكرت المصادر أنه -على أي حال- فإن «الجبير» رأى أنه من الأفضل اتمام الزيارة إلى إثيوبيا، خاصة أنه سينتقل منها إلى القاهرة للمشاركة في الاجتماع الرباعي مع وزراء خارجية مصر والإمارات والبحرين للنظر في كيفية تصعيد الضغوط على قطر بعد معرفة ردها من المطالب.

ووفق المصادر ذاتها، فإن «الجبير» توجه عقب وصوله إلى أديس أبابا، اليوم، إلى مقر انعقاد قمة الاتحاد الإفريقي، والتقى ملك سويزلاند «مسواتي الثالث»، ورئيسة ليبيريا «ألن جوناسون»، ورئيس الوزراء الإثيوبي «هيلي ماريام ديسالين»، والرئيس الغامبي «آداما بارو»، ونائب الرئيس السوداني «حسبو محمد عبدالرحمن»، ورئيس الاتحاد الإفريقي «ألفا كوندي».

كان «كوندي»، الذي يرأس الدورة الحالية للاتحاد الأفريقي، دعا خلال كلمته في الجلسة الافتتاحية للقمة الإفريقية، الإثنين، إلى ضرورة أن تتحدث الدول الأفريقية بصوت واحد بشأن الأزمة الخليجية.

وطالب «كوندي» بضرورة إنهاء الأزمة الخليجية بشكل سلمي، وهو الموقف الأول للاتحاد الأفريقي، بعد أسابيع من اندلاع الأزمة الخليجية.

وانعقدت أعمال قمة الاتحاد الأفريقي في دورتها الـ 29، بأديس أبابا، على مدار يومي الإثنين والثلاثاء، بحضور رؤساء 24 دولة، وملك واحد، و9 رؤساء حكومات، و9 نواب رؤساء، وأمير واحد.

ومنذ بدء الأزمة الخليجية نشط وزراء خارجية الدول المعنية بها دبلوماسيا في واشنطن وعواصم أوروبية لشرح وجهات نظر دولهم.

وفي 5 يونيو/حزيران الماضي، قطعت السعودية والإمارات والبحرين ومصر علاقاتها مع قطر، وفرضت الدول الثلاث الأولى حصارا بريا وجويا على الدوحة لاتهامها بـ «دعم الإرهاب»، وهو ما نفته الدوحة بشدة.

وقدمت الدول الأربع في 22 يونيو/حزيران الماضي عبر الكويت، قائمة تضم 13 مطلبا إلى قطر لإعادة العلاقات معها.

وقالت الدوحة إن المطالب قدمت لترفض، مضيفة أنها مستعدة للتفاوض إذا توافرت الشروط المناسبة، واعتبرت مطالب الدول المقاطعة «ليست واقعية ولا متوازنة وغير منطقية وغير قابلة للتنفيذ».