السلطة » خلافات سياسية

الدوحة: دول الحصار طلبت تغيير النظام في قطر

في 2017/07/07

وكالات-

قال الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، وزير خارجية قطر، إن "دول الحصار"- في إشارة إلى المملكة العربية السعودية والإمارات والبحرين- طلبت تغيير النظام في قطر.

جاء ذلك في كلمة الوزير القطري في معهد "تشاثام هاوس" البريطاني، مساء الأربعاء، حيث قال: "لا ينتقد المسؤولون في دول الحصار سياسات قطر فقط، ولكنهم يدعون إلى تغيير النظام، وإحداث انقلاب، والتحريض على الكراهية والعنف في البلاد".

وأضاف: "طلب من قطر اتباع الرياض وأبوظبي في سياستها الخارجية، ما يؤكد إيمان دولة قطر بأن أي تهديد للمنطقة إنما هو تهديد لها".

وتابع قائلاً: "قطر تتمتع بأعلى مستوى من الشفافية، وتنعم بأعلى مستوى من الأمن والاستقرار في المنطقة، قطر لا تبني سياستها على القمع والخوف والرقابة".

وأشار الوزير القطري إلى أن بلاده "توسطت في حوالي 10 ملفات إقليمية ودولية في أقل من 8 سنوات".

ولفت محمد بن عبد الرحمن إلى وجود رسالتين مزدوجتين من الدول المحاصرة لقطر، "واحدة موجهة إلى المتلقي الغربي، وأخرى لشعوب المنطقة"، موضحاً أن "الرسالة الموجهة إلى شعوب هذه الدول جاءت بعد أن فشلت في تبرير إجراءاتها الظالمة ضد دولة جارة في شهر رمضان الفضيل"، واصفاً تجريم التعاطف مع قطر في دول الحصار بأنه "يدل على عدم القبول الشعبي لهذا التصعيد في داخل الدول التي بدأت هذا التحرك".

وقال إنه على الرغم من الكشف السريع لحادثة القرصنة (قرصنة وكالة الأنباء القطرية وبث أخبار مفبركة عن الأمير) فإن السعودية والإمارات استخدمتها كذريعة لإطلاق حصار غير مبرر على قطر في 5 يونيو/حزيران الماضي.

وتساءل وزير الخارجية القطري: "لماذا اتخذت الدول المحاصرة تلك الإجراءات غير المألوفة والمتعسفة والعدائية ضد قطر؟ ولماذا يعتبر استقلال قطر تهديداً لتلك الدول؟"، موضحاً: "أعتقد أن السبب هو أن لدينا أفكاراً مختلفة حول السياسة والحوكمة في الشرق الأوسط وحول السبيل الأمثل للمضي قدماً تجاه تحقيق مستقبلنا الجماعي".

وأضاف: "قطر تؤمن بأن المواطنين في كل مكان يجب أن يكون لهم الحق في حكومة تلبي احتياجاتهم وتمثل مصالحهم، نحن لسنا إحدى الديمقراطيات، وتلك حقيقة نحن لا ندعي خلافها، ولكن نظامنا الخاص بالملكية الشورية، يتمتع بدعم وتأييد واسع الانتشار من شعبنا، وييسر أيضاً لإيجاد قنوات مختلفة تسمح بمعرفة ردود فعل شعبنا بشأن السياسات التي ننتهجها، وذلك هو السبب الأساسي الذي يوضح لماذا لم تخش قطر من انتفاضات الشعوب العربية في عام 2011".

وتابع قائلاً: "هذا يفسر أيضاً لماذا لم تشعر الحكومة القطرية، على خلاف الكثيرين من جيراننا، بأنها مهددة بواسطة حركة الربيع العربي، وهو ذات السبب الذي جعلنا نفتح أبوابنا بكل ثقة للجماعات السياسية التي تنشد التغيير، بغض النظر عمّا إذا كنا نتفق معهم أم لا، ويفسر ذلك أيضاً سبب تنوير شبكة الجزيرة الإخبارية المستقلة العرب والعالم الأوسع بأسره، حول التطورات الاجتماعية والسياسية والاقتصادية في منطقتنا".

وبالحديث عن الجزيرة، شدد الوزير القطري على أنها كشبكة أخبار مستقلة، "ساعدت في توفير المعلومات للمشاهد العربي".

وبين أن "قناة الجزيرة واصلت، ولا تزال تواصل، النظر بعين النقد الفاحصة لكل الدول العربية، بما في ذلك قطر، وتستضيف الرأي والرأي الآخر يومياً، وهو أمر لا يوجد له مثيل في أي مكان آخر في المنطقة".

وبدأت الأزمة الخليجية في 5 يونيو/حزيران الماضي، حين قطعت السعودية والإمارات والبحرين ومصر علاقاتها مع قطر، وفرضت الثلاث الأولى عليها حصاراً برياً وجوياً، لاتهامها بـ "دعم الإرهاب"، وهو ما نفته الأخيرة.

وفي 22 يونيو/حزيران الماضي، قدمت السعودية والإمارات والبحرين، عبر الكويت، إلى قطر قائمة تضم 13 مطلباً لإعادة العلاقات معها، بينها إغلاق قناة "الجزيرة" والقاعدة العسكرية التركية، وأمهلتها 10 أيام لتنفيذها، إلا أن الدوحة أعلنت رفضها لهذه المطالب.