السلطة » خلافات سياسية

واشنطن تدعم وساطة الكويت لـ«كسر الجمود»

في 2017/07/11

وكالات-

باتت الكويت وجهة الدبلوماسية العالمية الهادفة إلى حل الأزمة الخليجية، وفي هذا الإطار استقبل سمو أمير البلاد أمس وزير الخارجية الأميركي ريكس تيلرسون الذي بدأ أول مهمة دبلوماسية مكوكية في دول الخليج، تستغرق أربعة أيام، ضمن مساعيه لدعم الوساطة الكويتية لحل الخلاف المتفاقم بين قطر من جهة والسعودية والإمارات والبحرين ومصر من جهة أخرى. وسيجعل الوزير الأميركي الكويت منطلقًا لمهمته كما أنه سيزور قطر والسعودية مدشنًا انخراطًا اميركيًا مباشرًا في الأزمة.

واستقبل سمو امير البلاد بدار سلوى مساء أمس وبحضور سمو ولي العهد الشيخ نواف الأحمد ورئيس مجلس الوزراء بالإنابة وزير الخارجية الشيخ صباح الخالد وزير خارجية الولايات المتحدة ريكس تيلرسون الذي بدأ من الكويت أول مهمة دبلوماسية مكوكية في دول الخليج، تستغرق أربعة أيام، ضمن مساعيه لدعم الوساطة الكويتية لحل الأزمة الخليجية بين قطر ودول أخرى.
ووصل تيلرسون الى الكويت الوسيط الرئيسي في الازمة، قادما من اسطنبول مدشنا انخراطا اميركيا مباشرا في الخلاف المتفاقم بين قطر من جهة، والسعودية والامارات والبحرين ومصر من جهة اخرى. وسيجعل الوزير الاميركي الكويت منطلقًا لوساطته في حل الأزمة كما انه سيزور قطر والسعودية.
وتلقى وساطة سمو أمير البلاد لحل الأزمة الخليجية دعما دوليًا، ويُعد تيلرسون خامس مسؤول دولي يزور الكويت والمنطقة منذ الأربعاء الماضي، وقد سبقه وزير الخارجية الألماني زاغمار غابرييل، وجيفري فيلتمان نائب أمين عام الأمم المتحدة ووزير الخارجية البريطانية بوريس جونسون.
واستقبل سمو أمير البلاد وبحضور سمو ولي العهد امس مستشار الأمن القومي البريطاني، مارك سيدويل، الذي اجتمع ايضا مع الشيخ صباح الخالد، بحضور وزير الدولة لشؤون مجلس الوزراء وزير الاعلام بالوكالة الشيخ محمد العبدالله في قصر بيان.
ويأمل مراقبون خليجيون ان تعطي زيارة تيلرسون دفعة قوية للوصول الى حل، خصوصا ان جولته على الاطراف الرئيسية للنزاع تدشن انخراطا مباشرا في الخلاف من قبل ادارة الرئيس دونالد ترامب التي تتمتع حاليا بعلاقات قوية مع الخليج بعد سنوات من الفتور في عهد الرئيس السابق باراك اوباما.

المطالب الـ13 انتهت
وقال آر.سي. هاموند، وهو مستشار كبير لتيلرسون، إن الوزير سيستعرض سبل كسر جمود الموقف بعد رفض قطر 13 مطلبا وضعتها الدول الاربع كشروط لرفع العقوبات.
وأضاف «زيارة السعودية وقطر تتعلق بفن الممكن» قائلا إن المطالب الثلاثة عشر «انتهت.. لا تستحق العودة إليها بشكل مجمل. هناك أمور يمكن أن تنجح من بينها».
وتضمنت قائمة المطالب إغلاق قناة الجزيرة وقاعدة عسكرية تركية في قطر. وتقول السعودية وحلفاؤها إن الجزيرة منبر للمتطرفين ووسيلة للتدخل في شؤونها وهددت بفرض المزيد من العقوبات على قطر. وتنفي الجزيرة هذه المزاعم.
وتتهم الرياض وحلفاؤها قطر بتمويل جماعات متطرفة والتقارب مع إيران. وتنفي قطر دعمها للتنظيمات المتشددة.

طريق يسير في اتجاهين
وتخشى واشنطن أن الأزمة قد تؤثر على تعاونها في المجال العسكري وفي مجال مكافحة الإرهاب وتزيد من النفوذ الإقليمي لإيران التي تدعم قطر عن طريق السماح لها باستخدام طرق جوية وبحرية عبر أراضيها.
وتستضيف قطر قاعدة العديد الجوية أكبر منشأة عسكرية أميركية بالشرق الأوسط التي تنطلق منها ضربات التحالف بقيادة الولايات المتحدة ضد تنظيم داعش في سوريا والعراق. وقال هاموند إن من الضروري أن تتخذ قطر وكذلك الرياض وحلفاؤها خطوات لوقف أي دعم مالي للجماعات المتطرفة، خاصة في أعقاب هزيمة «داعش» بمدينة الموصل العراقية.
وأضاف «إنه طريق يسير في اتجاهين. لا أبرياء هنا».
وتابع «نريد تقدما بشأن تمويل الإرهاب. يعتقد الرئيس (ترامب) بشدة أنك إذا قطعت التمويل فإنك تنهي قدرة الإرهاب على ترسيخ أقدامه في مناطق جديدة».
وقال «كلما طال أمد هذا الصراع تزيد الفرصة المتاحة لإيران. هدفنا هو أمن الولايات المتحدة وأمن حلفائنا».
وعشية الزيارة، قال متحدث باسم تيلرسون انه من المبكر «توقع التوصل الى نتائج»، مضيفا «نحن على ابعد اشهر مما نتصور انه سيكون حلا فعليا، وهذا الامر غير مشجع».
ويرى خبراء ان نجاح جولة تيلرسون في نزع فتيل الازمة التي تحمل ابعادا وتبعات اقتصادية كبرى يتوقف على مدى قدرته على اقناع قادة الخليج بوحدة الموقف الاميركي، من الرئيس ترامب، الى وزارتي الخارجية والدفاع.
وكان ترامب أكد في بداية الازمة دعمه لمقاطعة قطر، متهما اياها بتمويل الارهاب. وقال ان «دولة قطر للاسف قامت تاريخيا بتمويل الارهاب على مستوى عال جدا»، مضيفا «الوقت حان لدعوة قطر الى التوقف عن تمويل» الارهاب. لكن وزارة الخارجية اعتمدت مقاربة اقل حدة، اذ دعت الدول الاربع الى تخفيف الاجراءات المتخذة بحق الدوحة، بينما قامت وزارة الدفاع بإجراء تمارين عسكرية مشتركة مع القوات القطرية في الامارة وتوقيع عقود معها لبيعها طائرات مقاتلة.
وقال نيل باتريك المحلل الخبير في شؤون الخليج ان مدى تأثير تيلرسون يعتمد على ما اذا اقتنع قادة الدول المعنية بالأزمة «بان وزير الخارجية مدعوم من الرئيس ترامب».
ولا يتوقع مسؤولون في المنطقة ان تنتهي الازمة الدبلوماسية الاكبر في الخليج منذ سنوات، في وقت قريب.
وكتب وزير الدولة للشؤون الخارجية في دولة الامارات انور قرقاش في تغريدة على حسابه في تويتر «لن ينجح أي جهد دبلوماسي أو وساطة خيِّرة دون عقلانية ونضج وواقعية من الدوحة». وأضاف «الاختباء خلف مفردات السيادة والإنكار يطيل الأزمة ولا يقصرها».