السلطة » خلافات سياسية

جون مكين: حلفاؤنا العرب مشغولون بحصار قطر عن الخطر الأكبر

في 2017/10/27

ترجمة منال حميد - الخليج أونلاين-

انتقد السيناتور الجمهوري الأمريكي جون مكين حلفاء أمريكا من العرب، بأنهم مشغولون بنزاع دبلوماسي مع قطر عن مواجهة التهديدات الأكثر إلحاحاً.

وأوضح مكين، في مقالة له نشرها بصحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية، أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين يعيد تأسيس نفسه كقوة إقليمية معادية للنشاط والمصالح الأمريكية، دون أي اهتمام بحقوق الإنسان أو الحياة المدنية.

ويؤكد مكين أن الأمريكيين بحاجة إلى فهم التحدي الأكبر؛ وهو أن الشرق الأوسط ذو أهمية حيوية لمستقبل الأمن الدولي والاقتصاد العالمي، وكلاهما يعود بالنفع على الشعب الأمريكي.

وأضاف: "الآن هناك شبكة من الجماعات المناهضة لأمريكا، وهي في بعض الأحيان تعمل جنباً إلى جنب، وأحياناً بشكل تلقائي ومنفرد من أجل التخلص من النفوذ الأمريكي في الشرق الأوسط، وإعادة تشكيل الشرق الأوسط بطريقة تتعارض مع مصالح أمريكا وقيمها".

ويشير مكين إلى أنهم "يفعلون ذلك من خلال دعم الإرهابيين والمليشيات وتخريب أو ترهيب أصدقاء أمريكا، وحتى دفعنا للمغادرة دبلوماسياً، ونشر وتوزيع التكنولوجيا العسكرية التي تجعل من مهمة أمريكا في الحفاظ على وجودها بالشرق الأوسط أمراً صعباً".

ويحذر السيناتور الأمريكي من أن الولايات المتحدة "يمكن أن تستيقظ في المستقبل القريب وتجد نفسها وقد طردت من أهم أجزاء العالم".

وشدد على أن "أمريكا بحاجة إلى مزيد من الاهتمام بالشرق الأوسط، وهذا هو السبب الذي يجعلنا نكون متمسكين بأصدقائنا الحقيقيين مثل الكُرد، فنحن اليوم بحاجة أكثر من أي وقت مضى إلى استراتيجية جديدة".

ويتابع مكين: "ما زالت واشنطن تفتقر بشكل كامل إلى استراتيجية شاملة تجاه بقية الشرق الأوسط وتعقيداته، وهذا الإرث المؤسف الذي تركه الرئيس السابق باراك أوباما".

واستطرد قائلاً: "كانت استراتيجية الرئيس دونالد ترامب التي أعلنها مؤخراً لمواجهة تأثير الحرس الثوري الإيراني، والدور الخبيث الذي تلعبه إيران مؤشراً مشجعاً على أن الإدارة الحالية بدأت تكتشف المشكلة، ولكن بعد أيام ظهرت تقارير تؤكد أن قاسم سليماني قائد فيلق القدس التابع للحرس الثوري الإيراني كان بالقرب من كركوك، وقام بالتحضير لهجوم عسكري على مواقع كردية من خلال المليشيات العراقية المدعومة من قبل إيران".

ويؤكد مكين أن "تلك المليشيات هي التي تقدمت صوب المواقع التي كان يسيطر عليها الكُرد، وأن القوات العراقية تقدمت معها مدعومة بأسلحة أمريكية، وهو أمر غير مقبول على الإطلاق؛ فالسلاح والتدريب الذي قدمته أمريكا لحكومة العراق كان لغرض محاربة تنظيم الدولة الإسلامية وليس الهجوم على الكُرد العراقيين، الذين يعتبرون شركاء للولايات المتحدة".

واعتبر أن حكومة بغداد غير قادرة على ضمان حقوق الكُرد، لافتاً الانتباه إلى أن القوات الكردية "كانت شريكاً موثوقاً به خلال المعارك على تنظيم الدولة، وأنه إذا اضطرت واشنطن إلى الاختيار بين المليشيات المدعومة إيرانياً وبين الكُرد فإنها يجب أن تقف إلى جانب الكُرد".

وبين أن الاشباكات التي وقعت في كركوك مؤخراً، تكشف بوضوح عن وجود مشكلة أعمق فشلت واشنطن في معالجتها، مشيراً إلى أن هناك قوى إقليمية، مثل روسيا وإيران، بدأت تسعى إلى ملء الفراغ الذي تركه تنظيم الدولة.