السلطة » خلافات سياسية

«بهتشلي» ينتقد «بن سلمان» ويأسف لانزلاق السعودية في صراع الحكم

في 2017/11/15

وكالات-

وجه زعيم «الحركة القومية» المعارضة في تركيا، «دولت بهتشلي»، انتقادات حادة للسياسات الخارجية السعودية في الوقت الراهن، ولولي العهد «محمد بن سلمان»، معربا عن أسفه لانزلاق السعوديين إلى منحدر الصراع على الحكم، وحذرهم من «مصير الأندلس».

جاء ذلك في كلمة ألقاها «بهتشلي»، الثلاثاء، أمام الكتلة البرلمانية لحزبه.

وفي معرض تعليقه على التطورات في الخليج، أعرب زعيم «الحركة القومية» عن قلقه مما يجري في دول الجوار من أحداث، منتقدا السياسات السعودية على وجه الخصوص.

وفي هذا الصدد، اعتبر أن «العلاقات بين بيروت والرياض تتراجع باستمرار»، لافتا إلى أنه من غير الواضح ما اذا كان رئيس الوزراء اللبناني «سعد الحريري» موجود في السعودية برضاه أم لا.

وفي 4 نوفمبر/تشرين الثاني الجاري، أعلن «الحريري» استقالته من منصبه، أثناء زيارته للسعودية؛ مرجعا ذلك إلى «مساعي إيران لخطف لبنان وفرض الوصاية عليه، بعد تمكن حزب الله من فرض أمر واقع بقوة سلاحه».

لكن مصادر عدة داخل لبنان وخارجها رجحت احتجاز الرياض للرجل، وإجباره على قراءة خطاب الاستقالة، فيما يدرس الرئيس اللبناني، «ميشال عون»، التصعيد دوليا، والتقدم بشكوى إلى مجلس الأمن، لمعرفة مصير «الحريري».

«لا غالب إلا الله»

ومواصلا انتقاده للسياسات السعودية الخارجية، لفت «بهتشلي» إلى وجود شكوك حول علاقات السعودية و(إسرائيل)، والسيناريوهات التي تُرسم للمنطقة.

كما أعرب عن الأسف «لأن نرى السعودية، التي تحوي أقدس مكان في العالم الإسلامي، تنزلق في صراعات حول الحكم».

وقال «بهتشلي» إن ما يجري في السعودية شأن داخلي وسيظهر غدا من سيغلب ومن سيخسر، «لكنني أريد أن أذكر في مقام التصارع على الإمارة بما حدث في الأندلس وفي غرناطة، وكيف أن البعض كان يظن أنه غالب»، قبل أن يخسر الجميع وتضيع الأندلس للآبد.

ودعا زعيم «الحركة القومية»، في هذا الصدد، إلى إعادة قراءة عبارة كتبت على جدران «قصر الحمراء»، أبرز معالم الحضارة الأندلسية، وهي عبارة «لا غالب إلا الله».

كذلك، انتقد «بهتشلي» إعطاء السعودية الجنسية لروبوت، متسائلا باستنكار: ما الهدف من ذلك، بينما يوجد ملايين الجوعى والمحتاجين من المسلمين؟!، وأي إسلام يأمر بهذا؟!، وكيف سيفسر هذا؟!.

وكانت السعودية منحت في مؤتمر «مبادرة مستقبل الاستثمار» في الرياض، الشهر الماضي، أول روبوت بالعالم  الجنسية السعودية.

انتقاد «بن سلمان» 

ومنتقدا على ما يبدو تصريحات ولي العهد السعودي «محمد بن سلمان» بشأن العودة ببلاده إلى ما أسماه بـ«الاسلام المعتدل»، قال «بهتشلي» إن هذا المصطلح نًظرت له جماعة «كولن»، التي تحظرها بلاده وتتهمها بتدبير المحاولة الانقلابية الفاشلة صيف 2016، ضمن مشروعها.

وأضاف: «واليوم يعود لنا أمراء  بمصطلح الاسلام المعتدل مرة أخرى».

وتابع محذرا: «نهاية هذا الطريق (أي مشروع الاسلام المعتدل الذي يروج له) لن تكون خيرا، ولن تكون سعادة».

وفي تصريحات له، في أكتوبر/تشرين الأول الماضي، أكد «بن سلمان»، أنه يريد أن تسود بلده «نسخة أكثر اعتدالًا للإسلام»، وإنه لتحقيق ذلك سيدفع باتجاه إصلاحات اجتماعية، وقال: «نحن فقط نعود إلى ما كنا عليه، الإسلام الوسطي المعتدل المنفتح على العالم وعلى جميع الأديان وعلى جميع التقاليد والشعوب».

مع «العدالة والتنمية» حتى النهاية

وعلى المستوى الداخلي، أكد «بهتشلي»، في خطابه، أن حزبه سيبقى مع حزب «العدالة والتنمية» في انتخابات 2019 يدا بيد إلى النهاية.

وقال: «سنناضل مع حزب العدالة في إنشاء النظام الجديد (الرئاسي)».

 وتأتي هذه التصريحات بعدما ذكرت بعض الأطراف المعارضة شائعات حول خلافات بين حزب «العدالة والتنمية» و«الحركة القومية» حول العتبة الانتخابية لدخول البرلمان وهي 10%.

إذ دارت أحاديث حول طلب حزب «الحركة القومية» تخفيض العتبة إلى أقل من ذلك؛ بسبب تراجع نسبة تأييده، وإشارة بعض استطلاعات الرأي إلى عدم تمكنه من تجاوز العتبة في أي انتخابات قادمة، لكن رئيس الحزب نفى ذلك بالقول إن العتبة الانتخابية لا تهمه، وأنه سيستمر في التحالف مع حزب «العدالة والتنمية».