السلطة » خلافات سياسية

مغنّون خليجيون ضد قطر.. مقامرة سياسية خاسرة تنسف شعبيتهم

في 2017/11/25

الخليج الجديد-

يبدو أن دول حصار قطر لم تنجح في تشويه صورة الدوحة وكسر شعبيتها في العالم العربي، فذهبت نحو سلاح الفن والأغاني الهجومية؛ في محاولة للنيل من البلد الذي يحافظ على صمت يصفه مراقبون بـ "الحكيم".

المجموعة الغنائية الخليجية شكّلت نفسها كسلاح لحشد الرأي العام ضد قطر، لكن هذا السحر انقلب على الساحر؛ بعد رفض شعبي عربي للأعمال الفنية التي يرى كثيرون أنها "مهزلة لا ترقى للفن".

اللافت في الأعمال الفنية الهجومية أن متصدّريها فنانون سعوديون وإماراتيون قطعوا شوطاً لا بأس به في الشارع الفني العربي، وحققوا رصيداً في قلوب معجبيهم، سرعان ما تحوّل إلى مقتٍ وإنكار.

كما أن هؤلاء الفنانين الذين يملكون رصيداً كبيراً لدى الشعوب الخليجية قامروا بشعبيتهم من أجل السياسة، ونزلوا إلى مستوى التخوين، وهو ما لم يفعلوه في أي أزمة سابقة، حتى ضدّ إيران على سبيل المثال.

- نقطة سوداء

بعد أشهر قليلة على بدء الأزمة الخليجية، في 5 يونيو الماضي، أطلقت مجموعات غنائية عدداً من الأعمال الفنية ضد قطر، ضمّت فنانين مشهورين خليجيين، وآخرين من جنسيات مختلفة.

في أغنية "قولوا لقطر"، التي نُشرت في مطلع نوفمبر الجاري، للشاعر الإماراتي علي الخوار، أدّاها كل من حسين الجسمي، وميحد حمد، وعيضة المنهالي، وحمد العامري، وفايز السعيد، وكلهم من الإمارات.

أما العمل الفني الذي حمل اسم "علّم قطر" فقد شارك فيه؛ رابح صقر، ووليد الشامي، وعبد المجيد عبد الله، وماجد المهندس، وأصيل أبو بكر، وراشد الماجد، ومحمد عبده، وكلهم من السعودية.

آخر أعمال المجموعة الخليجية كانت في 23 نوفمبر الجاري أيضاً، من خلال أغنية أطلقوا عليها اسم "ما عرفنا يا قطر"، والتي حملت نفس الهجوم على الدوحة، ولاقت سخطاً واسعاً عبر مواقع التواصل الاجتماعي، ومنصة يوتيوب.

المُلاحظ أن كلمات الأغنيتين الأخيرتين للشاعر السعودي تركي بن عبد المحسن آل الشيخ، وهو مستشار في الديوان الملكي بمرتبة وزير، ورئيس مجلس إدارة الهيئة العامة للرياضة في المملكة، وكان سابقاً الرئيس الفخري لنادي التعاون في بريدة.

مشاركة فنانين أصحاب رصيد كبير من الغناء اعتبرها ناقدون بمثابة نقطة سوداء لهؤلاء المغنين، الذين أخضعوا أنفسهم وأعمالهم لحسابات سياسية.

وبعضهم توقّع أن تكون هذه الأعمال تماشياً مع التغيرات التي تشهدها المملكة على يد ولي العهد، محمد بن سلمان، وخوفاً من الاعتقالات التي طالت أمراء ورجال أعمال، وقبلها دعاة ورجال دين، بسبب مواقفهم غير المؤيدة أو الصامتة.

- سخط ومقت

الهجوم على هذه الأعمال "غير الفنية" -بوصف المتابعين- أجبر القنوات الرسمية الناشرة للأغاني على إغلاق خاصية التعليقات والإعجابات، وهو ما رصده "الخليج أونلاين" في الحسابات الرسمية لقناة "روتانا" السعودية، وشركة الخوار للإنتاج الفني.

لكن بعض القنوات غير الرسمية التي نقلت الأغاني، لوحظ أن عدد الأشخاص الناقمين على العمل فاق ضعف أولئك الذين أبدوا إعجابهم، إضافة إلى كمية التعليقات التي كانت في معظمها ساخطة وناقمة.

بعض الذين شاهدوا الفيديو أظهروا غضبهم في تعليقات رصدها "الخليج أونلاين"، عبّرت في مجملها عن رفض إقحام الفن في السياسة والتحريض على الدول وفق مصالح مختلفة، في حين جعل آخرون من هذه الأعمال مادة للسخرية والتندّر.

أحد المعلّقين عبّر عن رأيه بالقول: "والله شيء مخزٍ وعار لهؤلاء الفنانين، شو (ما) دخل الأغاني بالسياسة.. هذا يدل على ضعفكم وسياستكم".

معلّق آخر يدعى يوسف صالح، كتب في تعليق: "كما قلت من قبل، الفنانون تأثروا بأحوال بلادهم. الإمارات العربية المتحدة والمملكة العربية السعودية الذين يتهمون قطر بالإرهاب وهم من يقتلون في اليمن. هذه الأغنية للتماشي مع ظروف بلادهم".

أحدهم اكتفى بالضحك. وكتب: "ما عندكم سالفة (قصة). شوفوا اللايكات (الإعجاب) والديسلايك (اللا إعجاب) بتعرفوا كم أنتم تافهين".

"قناة روتانا هي التي نشرت الأغنية اللي صاحبها متهم بالفساد ومحبوس. ما هذا التناقض"، هكذا كان تعليق الشاب الذي يُكنّي نفسه بـ "رجل شرقي".

وضجت مواقع التواصل الاجتماعي على مدار الأسابيع القليلة الماضية بموجة تعليقات على هذه الأعمال، كان أبرزها تعليق عبد الله آل خليفة، حفيد حاكم البحرين الأسبق؛ جاء فيه: "والله مسخرة ما عاد إلا مطربين تتطاول على حكام منا وفينا".

 

 

والبحرين إحدى الدول إلى جانب السعودية والإمارات التي فرضت حصاراً على قطر، يقترب من شهره السادس، وقطعت علاقاتها التجارية والدبلوماسية، واتهمت الدوحة بدعمها "الإرهاب"، وهو ما تنفيه الأخيرة "بشدّة".