السلطة » خلافات سياسية

مدلّكة خاصة وكافيار.. طلبات محتجزي "معتقل الريتز"

في 2017/11/28

وكالات-

أكد مسؤول بهيئة حقوق الإنسان السعودية، الثلاثاء، أن السلطات في المملكة توفّر طاقماً طبياً متكاملاً على مدار ساعات اليوم للعناية بالمتّهمين في قضايا الفساد العام، والمحتجزين في أحد أفخم الفنادق العالمية بالعاصمة السعودية الرياض.

جاء ذلك بحسب تقرير صحفي أوردته صحيفة "عكاظ" ووسائل إعلام سعودية أخرى، نقلت فيه عن شهادات لمراسلة هيئة الإذاعة البريطانية "بي بي سي"، خلال زيارتها للفندق بموافقة السلطات السعودية.

وفي الرابع من الشهر الجاري، شنّ ولي العهد السعودي حملة هي الكبرى في تاريخ الممكلة، وقد طالت عدداً من أبناء عمومته؛ بدعوى "مكافحة الفساد"، وذلك في مسعى لإحكام سيطرته على البلاد، بحسب ما أوردته العديد من وسائل الإعلام الغربية.

وقال محتجز في فندق ريتز كارلتون بالرياض، لهيئة الإذاعة البريطانية "بي بي سي"، وهي أول وسيلة إعلام يُسمح لها بزيارة مقرّ الاحتجاز، إنه يقضي معظم وقته بغرفته مع فريق محاميه، للتركيز على قضيّته.

وأكد أنه يُسمح له بالاتصال بأسرته، لكنه لا يفضّل أن تزوره الأسرة في مكان احتجازه.

وكشف مسؤول من مكتب النائب العام رافق مراسلة "بي بي سي" خلال الزيارة، أن فريقاً من المحقّقين ظلّ يجمع المعلومات عن ملفّات المحتجزين منذ عامين، بمنتهى السرية.

وأشار إلى أن بعض الوثائق تعود إلى عقود، وتمسّك المسؤول بأن ما يجري هو تحرّيات سابقة للتحقيق.

وقال مسؤول آخر إن أكثر من 500 شخص، هم خبراء حكوميون وماليون، وخبراء في سوق الأسهم، ومصرفيّون سابقون، ومختصّون في غسل الأموال، وفي القضاء، والعقار، يتناوبون العمل بمقرّ الاحتجاز على مدار ساعات اليوم، على مدى أيام الأسبوع، للمساعدة في التعجيل بإنهاء ملفّات المحتجزين.

وقال مسؤول سعودي إن العقاقير الطبية التي يتناولها بعض المحتجزين يتم إحضارها لهم من منازلهم.

وذكر مسؤول آخر، ردّاً على سؤال عما يطلبه المحتجزون: "بوسعهم الحصول على كل شيء يريدونه. لكننا لا نستطيع أن نستورد طعاماً خاصاً من دولة بعينها".

وذكرت "بي بي سي" أنها أُبلغت بأن أحد المحتجزين طلب تزويده بكافيار روسي، في حين طلب آخرون أن يتم إحضار "الحلاق" الخاص بكل منهم، وطلب بعضهم مدلّكته الرياضية الخاصة! وزاد أن لكلٍّ من المحتجزين، البالغ عددهم أكثر من 200 شخص، بينهم أمراء ومليارديرات، خطاً هاتفياً ساخناً في غرفته للاتصال بأسرهم ومحاميهم.

كما أنه يسمح لمسؤولي شركاتهم بزيارتهم في مقرّ الاحتجاز لتسيير أعمالهم التجارية، كما تسمح لهم السلطات باستخدام البريد الإلكتروني.

وأضافت "بي بي سي" أن المسؤولين السعوديين يأملون أن يتمكّن المحتجزون من مغادرة مكان احتجازهم بحلول نهاية 2017، أو مطلع يناير 2018.

وكان ولي العهد السعودي، الأمير محمد بن سلمان، قد قال إن جميع معتقلي "ريتز كارلتون- الرياض"، فضّلوا التسوية الودّية مع الدولة بدلاً من إحالتهم للقضاء.

جاء ذلك في مقابلة هي الأولى له بعد الحملة مع صحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية، أجراها الكاتب الأمريكي توماس فريدمان، ونُشرت الجمعة.

وقال الأمير السعودي، الذي ينظر إليه العالم بوصفه الحاكم الفعلي للبلاد: "عرضنا مواد ونتائج التحقيقات على جميع المحتجزين، مرفقة باقتراحين؛ إما إحالة هذه التحقيقات إلى المحاكم وفتح قضايا جنائية بناء عليها، أو إبرام اتفاق مصالحة وديّة"، مضيفاً: "95% من المتهمين وافقوا على الخيار الثاني".

وأشارت بيانات التحقيق الأولية، في إطار حملة مكافحة الفساد في المملكة العربية السعودية، إلى ضياع أكثر من 100 مليار دولار نتيجة للفساد.

وقال بن سلمان، الذي يرأس اللجنة العليا لمكافحة الفساد المعنيّة بالتحقيقات، إن نحو 1% فقط من المحتجزين تمكّنوا من إثبات براءتهم، وتم وقف التعقّبات والتحقيقات بحقهم، وإن 4% قالوا إنهم غير مذنبين، وسوف يستعينون بمحاميهم للدفاع عنهم".