السلطة » خلافات سياسية

«فريدمان»: أخطاء «بن سلمان» الداخلية والخارجية تهدد بتقويض إصلاحاته الدينية

في 2017/11/30

cnbc- ترجمة خالد المطيري-

حذر الكاتب الأمريكي الشهير، «توماس فريدمان»، من أن ما وصفه بـ«الحملة الجريئة لمكافحة الفساد»، التي يتصدر لها ولي العهد السعودي، «محمد بن سلمان»، و«سياساته الخارجية العدوانية» تهدد بتقويض جهوده الرامية إلى تعزيز نموذج للإسلام في المملكة أكثر اعتدالا.

ومؤخرا، أجرى «فريدمان»، الكاتب في صحيفة «نيويورك تايمز»، مقابلة مع «بن سلمان»، الذي يتحضر حاليا لخطوة اعتلاء العرش في المملكة.

وقال «فريدمان»، في مقابلة مع شبكة «سي إن بي سي» الإخبارية الأمريكية، الثلاثاء، إن حملة ولي العهد السعودي للتخلي عن «المناخ الديني الصارم الذي ساد المملكة منذ 1979، هو أهم بنود أجندته الإصلاحية».

واعتبر أن «هذا الإصلاح سيسمح للسعوديين بتجديد نظامهم التعليمي، وسيساعد في كبح جماح الفكر الجهادي، الذي انتشر في كثير من أنحاء العالم».

ومؤخرا، أعلنت السعودية رفع الحظر على قيادة المرأة للسيارة، على أن يبدأ تطبيق الخطوة فعليا منتصف العام المقبل، بعد إقرار الضوابط والإجراءات اللأزمة.

وبتوجيهات من «بن سلمان»، الذي ينظر إليه على أنه الحاكم الفعلي للمملكة، باتت السعودية تستضيف حفلات موسيقية، وبات النساء والرجال قادرون على الاختلاط بحرية أكبر.

وقال «فريدمان» إن «هذا يشكل تغييرا جذريا عن الماضي القريب عندما كانت تعتقل السلطات السعودية المتطرفين بناءً على طلب الولايات المتحدة، لكنها كانت ترفض معالجة حرب الأفكار في الإسلام التي تغذي التطرف»، على حد قوله.

غير أن الكاتب الأمريكي اعتبر أن «بن سلمان» اتخذ «خطوات خاطئة في الداخل والخارج»، والتي «يمكن أن تقوض تلك الإصلاحات الدينية التي يؤيدها الشعب السعودي على نطاق واسع»، كما يقول.

وقال «فريدمان»: «طريقة معالجة ولي العهد السعودي للقضايا الداخلية والخارجية يمكن أن تقوض حقا المشروع المركزي (الإصلاحات الدينية)».

ومنذ ربيع 2015، يقود «بن سلمان» حملة عسكرية في اليمن المجاور، جلبت للمملكة انتقادات قاسية من جماعات حقوق الإنسان؛ على خلفية تسببها في سقوط أعداد كبيرة من الضحايا المدنيين، قتلى وجرحى.

أيضا، سعت السعودية وحلفاؤها، في وقت سابق من العام الجاري، لإجبار قطر على تغيير سياستها الخارجية عن طريق فرض عزلة عليها، لكن القطريين رفضوا الاستسلام.

ويبدو أن السعوديين تدخلوا هذا الشهر في شؤون لبنان؛ عندما أعلن رئيس الوزراء اللبناني، «سعد الحريري»، من العاصمة السعودية الرياض، عن استقالته من منصبه، مرجعا القرار إلى «مساعي إيران لخطف لبنان وفرض الوصاية عليه، بعد تمكن حزب الله من فرض أمر واقع بقوة سلاحه».

لكن مراقبين اعتبروا أن السعودية هي من أجبرت «الحريري» على الاستقالة في إطار صراعها مع إيران، وهي الاستقالة التي تراجع عنها المسؤول اللبناني مؤخرا.

وفي الوقت نفسه، شنت السلطات السعودية حملة اعتقالات واسعة طالت أمراء ومسؤولين ورجال أعمال في سياق في قيل إنها حملة لـ«مكافحة الفساد».

لكن مراقبين، ومن بينهم «فريدمان»، يرون أن تلك الاعتقالات، وإن كان لها بالفعل أساس في سياق «مكافحة الفساد»، إلا الهدف الأساسي لها على الأرجح هو توسيع سلطة «بن سلمان»، وإنهاء أي معارضة لخطوة اعتلائه العرش.

وقال «فريدمان»، في هذا الصدد، إن هذه العملية «ليست شفافة حتى الآن، ويمكن أن تقود إلى نتائج عكسية».

وأضاف: «هذه لحظة محورية، على ما أعتقد لولي العهد، وإذا كانت عملية اعتقال هؤلاء الناس تنتهي بشيء من الشفافية، ويتم ذلك في إطار سيادة القانون، أعتقد أنه سيعززه».

واضاف: «إذا لم يفعل (ولي العهد السعودي) ذلك، اعتقد أنه سيضعفه، وسيؤثر على المستثمرين السعوديين والمستثمرين العالميين».