السلطة » خلافات سياسية

مع قرب انعقاد القمة الخليجية.. هل جنحت دول الحصار للحوار مع قطر؟

في 2017/12/01

الخليج أونلاين-

مع بدء الترتيب لعقد القمة الخليجية الـ38، التي ستحتضنها الكويت، تتصاعد الآمال في حل الأزمة الخليجية التي اقتربت من شهرها السابع؛ خاصة مع الجهود المضنية التي بذلها أمير الكويت لجمع الأشقاء من جديد، فضلاً عن الواقعية السياسية والدور الاستراتيجي اللذين التزم بهما الرجل طوال الشهور الماضي.

وبعد أن دقّت الأزمة الراهنة المسمار الأخير في نعش مجلس التعاون وشرعت بتشييعه إلى مثواه الأخير، بثّت الكويت الحياة فيه مجدداً؛ بدعوتها لعقد القمة الخليجية الشهر المقبل، لتدبّ في أوصاله آمال بأن يعود لسيرته الأولى.

ومع إصرار دولة قطر على الحوار، ومطالبتها المتكررة والمستمرة به، وتأكيدها أهمية جلوس دول المجلس على طاولة واحدة، بدت دول الحصار وكأنها على وشك القبول بذلك، وخصوصاً بعد تلقي الكويت موافقة مبدئية من السعودية على حضور القمة التي ستشارك فيها قطر، بحسب بعض المصادر الكويتية.

ملامح لمّ الشمل الخليجي ظهرت بعد أن تسلّم أمير قطر، الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، الخميس (30 نوفمبر 2017)، دعوة خطية من أمير الكويت، الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح، للمشاركة في الدورة الـ38 للمجلس الأعلى لدول مجلس التعاون لدول الخليج العربية التي ستحتضنها الكويت في ديسمبر.

وسلّم سفير دولة الكويت لدى الدوحة، حفيظ محمد العجمي، الدعوة لأمير قطر خلال استقبال الأخير له في مكتبه بقصر البحر.

وبحسب ما نقلت وكالة الأنباء القطرية (قنا)، فسوف تعقد في مدينة الكويت خلال الفترة من 5 إلى 6 ديسمبر المقبل.

وأرسل أمير الكويت رسالة إلى سلطان عُمان، قابوس بن سعيد، تتضمن دعوة لحضور القمة. وقد تسلّم الدعوة خالد البوسعيدي، وزير ديوان البلاط السلطاني، نيابة عن السلطان، بحسب وكالة الأنباء العمانية الرسمية.

وكان مصدر دبلوماسي قال لقناة "الجزيرة" الإخبارية، الأربعاء 29 نوفمبر 2017، إن الدعوات أرسلت إلى الدول الأعضاء، وإن الكويت "تنتظر ردود الأشقاء حتى تنطلق أعمال القمة حال موافقة جميع دول الأعضاء على المشاركة".

الكاتب والمفكر الكويتي الدكتور عبد الله النفيسي استبشر بذلك، وقال في تغريدة على موقع "تويتر"، إن إعلان الكويت انتهاء استعداداتها لاستقبال القمة الخليجية "نثر أنوار التفاؤل في نفوسنا"، مضيفاً: "كم نسعد عندما تستقبل الكويت الأشقاء الأسبوع القادم ليعود النهر إلى مجراه الطبيعي".

 

 

هذه القمة التي تضاربت السيناريوهات حول إمكانية عقدها من عدمه، وكانت تميل المؤشرات إلى تأجيلها في ظل الأزمة العاصفة بالخليج منذ يونيو الماضي، والتي قاطعت فيها دول خليجية (السعودية، والإمارات، والبحرين) ومصر، قطر وفرضت عليها حصاراً برياً وبحرياً بزعم تمويل الإرهاب، وهو ما نفته الأخيرة بشدة.

وزير الخارجية القطري، الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، أعرب عن أمله سابقاً بعقد القمة في وقتها، محمّلاً "دول الحصار مسؤولية تفكّك المجلس كمنظومة أمن جماعي".

وبعد سلسلة من اللقاءات الدبلوماسية الخليجية والغربية، في إطار محاولات لمّ الشمل الخليجي، أكد العاهل السعودي الملك سلمان بن عبد العزيز، خلال لقاء جمعه بوزير الخارجية الكويتي، الشيخ صباح خالد الحمد الصباح، في 23 نوفمبر 2017، بالرياض، أن المملكة "لا تمانع في أن تعقد هذه القمة في موعدها ومكانها".

يأتي ذلك أيضاً بعد أن رفضت دولة البحرين الجلوس مع قطر على ذات الطاولة في القمة الخليجية المرتقبة، ومطالبتها بتجميد عضوية الدوحة في المجلس.

وقال العاهل البحريني، الشيخ حمد بن عيسى آل خليفة، إن بلاده "لن تتمكن من حضور أي قمة أو اجتماع خليجي تحضره الدوحة، ما لم تستجب الأخيرة لمطالب دول الحصار". وهو ما أكده أيضاً وزير خارجية البحرين عبر حسابه على "تويتر".

 

 

ونقلت "الجزيرة" عن مصادر دبلوماسية أن الكويت "تلقّت تأكيدات من الرياض بأنها حريصة على منظومة مجلس التعاون، ومنفتحة على محاولة حلحلة الأزمة الخليجية".

وذكرت هذه المصادر، الأربعاء (29 نوفمبر 2017)، أن هناك "موافقة لأن ترفع الكويت تصوّراً لحل الخلاف القائم بين بعض الدول الخليجية وبين دولة قطر، وأن يُعرض هذا التصوّر على جميع الدول الأعضاء".

- سيناريوهات سابقة

مراقبون وسياسيون خليجيون تحدثوا لـ"الخليج أونلاين" عن أربعة سيناريوهات محتملة للقمة الخليجية؛ واحد منها أن الأزمة "ستنتهي فجأة"، وأن الدول الخليجية الشقيقة "لن تُبقي على الخلاف بينها، وستعقد القمة بوقتها".

المحلل السياسي الكويتي ظافر العجمي قال سابقاً لـ"الخليج أونلاين": "هناك أربعة سيناريوهات محتملة للقمة الخليجية؛ أولها أن تعقد القمّة كما هي، وأن ينجح أمير الكويت في جمع الأشقّاء. والثاني أن تُعقد القمة دون حضور قطر وعُمان والكويت".

ويتمثل السيناريو الثالث، وفق العجمي، في "عقد القمة دون قادة الخليج، وذلك بحضور ممثلي الدول، مثلما كانت تفعل عُمان خلال السنوات الماضية"، أما السيناريو الأخير فهو أن "يتم تأجيلها كما يروّج البعض".

وأوضح المحلل الكويتي أنه "كما بدأت الأزمة الخليجية فجأة سوف تُحل فجأة أيضاً، وذلك اعتماداً على مبدأ قد يسمّى حَبّ خشوم (تقبيل الأنوف)"، لافتاً إلى أن هذا الحل "جُرِّب في مجلس التعاون طوال عقود. ولا يعلم كثيرون أن العديد من المشاكل الخليجية المعقّدة تم حلّها بهذا الأسلوب".

ومنذ تأسيسه عام 1981، عقد مجلس التعاون الخليجي عدة قمم بحضور قادة الدول الأعضاء، وقد بحثت هذه القمم قضايا ذات اهتمام مشترك وأخرى إقليمية ودولية، وخرجت بقرارات مختلفة.

وتاريخياً، كانت القمة الخليجية تمثل مناسبة لإزالة بعض التوترات ومعالجة بعض الاحتقانات التي تستبد بالعلاقات الخليجية - الخليجية.

وعلى المستوى الشعبي الخليجي، كان نشطاء كويتيون وعمانيون قد أطلقوا، مؤخراً، وسماً عبر مواقع التواصل الاجتماعي حمل اسم #لا_قمة_خليجية_بدون_قطر. وأكدوا فيه ضرورة مشاركة الدوحة؛ لكونها عضواً مؤسساً في مجلس التعاون.

وقد أوجدت الأزمة الخليجية انقساماً هو الأوسع داخل منظومتها؛ بعد أن قُسّمت الدول الست إلى مجموعتين، إزاء الأزمة الأخيرة، فعلى الرغم من أن الكويت وسلطنة عمان اتخذتا موقفاً محايداً، فإن مواقفهما كانت أقرب إلى قطر، بحسب وكالة أنباء "بلومبيرغ".