ترجمة منال حميد - الخليج أونلاين-
قال موقع بلومبيرغ الأمريكي إن إدارة الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، بدأت على ما يبدو، اتخاذ مواقف أكثر صرامة ضد المملكة العربية السعودية، وتمثَّل ذلك في سلسلة من التوبيخات التي وجهتها إدارة البيت الأبيض لحليفتها الرياض.
ففي السادس من ديسمبر الجاري، أصدر الرئيس ترامب تصريحاً من جملتين، طالب فيه السعودية بإنهاء حصارها على اليمن فوراً، حيث إن الحصار السعودي على اليمن يؤدي إلى التسبب في مجاعة كبيرة ومأساة إنسانية مؤلمة.
والجمعة الماضي، دعا وزير الخارجية الأمريكي، ريكس تيلرسون، الرياض إلى التفكير في العواقب المترتبة على أعمالها وإلى أن تكون أكثر تفهُّماً لعواقب أفعالها.
وعلى الرغم من تلك التصريحات والتوبيخات، فإن الولايات المتحدة ما زالت تقدم الدعم للتحالف الذي تقوده السعودية في اليمن.
وعلّق الموقع على التصريحات الأمريكية، قائلاً إنها تعكس لهجة أكثر وضوحاً تجاه الرياض، كما أنها تعكس أيضاً تقارباً بين ترامب ووزير دفاعه جيمس ماتيس ووزير خارجيته ريكس تيلرسون، اللذين سبق لهما أن وجّها انتقادات واسعة للسياسة السعودية في المنطقة.
وقال تامارا كوفمان ويتس، زميل باحث في مركز سياسات الشرق الأوسط بمؤسسة بروكينغز: إن "هناك صوتاً أكثر صرامة بدأ يصدر من واشنطن تجاه الرياض، وهو الصوت ذاته الذي سبق أن سمعناه من تيلرسون وماتيس".
تصريحات ترامب الأخيرة تأتي عقب عملية مقتل الرئيس اليمني المخلوع علي عبد الله صالح، على يد الحوثيين، وأيضاً الهجمات الصاروخية التي شنّها المتمردون الحوثيون على السعودية والإمارات، ورغم ذلك فقد جاءت تصريحات ترامب موبِّخة للسعودية، داعيةً إلى السماح للمساعدات الغذائية بالدخول لليمن عبر الموانئ البحرية والجوية.
كما أن تلك التصريحات الأمريكية تعكس انزعاجاً أمريكياً متصاعداً، وتحديداً داخل وزارة الخارجية الأمريكية، من تصرفات ولي العهد السعودي، الأمير محمد بن سلمان، الذي ينظر إليه تيلرسون على أنه عديم الخبرة، حيث سبق لتيلرسون أن توسّط لحل النزاع بين السعودية وقطر التي تستضيف المقر الرئيس للقوات الأمريكية.
ويبدو أن الولايات المتحدة فوجئت بما أقدمت عليه السعودية الشهر الماضي، عندما أجبرت سعد الحريري، رئيس الوزراء اللبناني، على الاستقالة، وهي الاستقالة التي عدل عنها عندما رجع إلى بيروت.
وزادت تحذيرات تيلرسون بعد اكتشافه أن بن سلمان وغاريد كوشنر صهر وممثل ترامب لصفقة سلام الشرق الأوسط، يُخفيان تفاصيل تلك الصفقة، التي تعتقد وزارة الخارجية الأمريكية أنها يمكن أن تكون كارثية.
وكشف الموقع أن تيلرسون حصل، خلال الأسابيع الأخيرة، على إذن من ترامب لتوجيه رسائل خاصة إلى ولي العهد السعودي، يحذره فيها من اتخاذ أي إجراءات تصعيدية ضد قطر، وهو ما يعكس الانفتاح الذي أبداه تيلرسون لانتقاد السعودية بشكل أكبر، ولكن بدبلوماسية.