تويتر-
كشف الأمير السعودي «خالد الفرحان» عن صدور كتابه الجديد عن الأوضاع الداخلية في السعودية تحت عنوان «مملكة الصمت والاستعباد في ظل الزهايمر السياسي»، والذي أكد أن مشاكل السعودية المرتبطة بالفساد السياسى والمالى باتت عميقة لا يمكن علاجها إلا من خلال تغيير جوهري شامل.
وقال «الفرحان» في مجموعة تدوينات له على «تويتر» شرح من خلالها الخطوط العامة لكتابه الجديد: «لا يمكن تحقيق أي تغيير إلا بوسيلة من وسائل الضغط سواء السياسى أو الإعلامى أو الشعبى ولا ينبغى التعويل في التغيير إلا من خلال الجهد الحقيقي الداخلى الشعبى».
واعتبر الأمير السعودي أن «الواقع المؤسف المرير الذي تمر به اليوم المملكة والعالم العربي والاسلامي يدعو إلي التأمل لأسباب هذا الهبوط الكبير الذي نحن بصدده الآن وما ستؤول إليه الأوضاع في المستقبل القريب».
وأضاف الأمير السعودي «قد استقرأت المستقبل ولذلك أعلنت انشقاقي ومسبباته عام 2013 ومن ثم استكملت ببعض التغريدات علي حسابي بتويتر كاشفاً لمسيرة هذا الإخفاق في السياسة السعودية الذي لم يؤثر فقط علي مواطني المملكة وسمعة بلاد الحرمين بل تعدي ذلك إلي محاولات إضعاف الإسلام والمسلمين والسعي المتعمد وراء إذلال وطمس الشعب السعودي وباقي الشعوب العربية»
وتابع: «لذا أود أن أذكر إعادة لأهم هذه المحطات التي أشرت إليها منذ خمس سنوات وحتي الآن ومدي صحتها وتحققها علي أرض الواقع في الوقت الراهن، فقد صرحت أن السلطة في المملكة لا تلتزم بشرع الله ولا حتى بأنظمتها الوضعية وسياساتهم وقراراتهم وتصارفاتهم تحكمها إراداتهم وأهوائهم الشخصية ، وكل ما يصدره النظام من اعتباره المزعوم للشرع إنما يدار بطريقة شكلية ليعطي انطباعاً كاذباً بالالتزام بالشرع».
وأردف الأمير السعودي قائلا: «اتضح للجميع بطريقة واضحة لهث وهرولة محمد بن سلمان لإقامة علاقات مع الكيان الصهيوني وتحقيق جميع مصالحهم علي حساب مصالحنا ومستقبلنا ومصيرنا عن طريق التخلي تماما عن ثوابتنا الدينية وأمركة المجتمع والسعي الحثيث للتطبيع الكامل مع الكيان الصهيوني لكسب رضاهم عنه بغرض تنصيبه في الحكم».
ومضى بالقول: «طرحت مسبقا للعلن التسريب المؤسف الذي تلقيته من أحد اقاربي النافذين المطلعين المخلصين في العائلة وأهميتة ليس فقط للشعب السعودي والخليجي بل أيضا للأمة الإسلامية والعربية وهو المتعلق بالشروط الأمريكية الخاصة بموافقة الولايات المتحدة ودعمها لمحمد بن سلمان لكي يصبح ملكا مستقبليا علي البلاد في حياة أبيه».
وأكد «الفرحان» أن «الجميع يري الآن بما لا يجعل مجالاً للشك أن هذا المخطط يسير بخطي أسرع مما توقعنا جميعاً ، فـ(إسرائيل) تضمن الآن أحقيتها في حرية الابحار بمضيق تيران في خليج العقبة لأنه يُعد الأن مجري مائي دولي ، كما وبدأت حملة تهجير الفلسطينين من قطاع غزة من خلال الاعتراف الأمريكي بالقدس عاصمة للكيان الصهيوني بمباركة ومساعدة سعودية».
أطروحات الإصلاح
وتابع: «أشرت إلي أن مثلما رفض الذين بيدهم السلطة أطروحات الإصلاح التي قدمت لهم من رموز شعبية كثيرة لها مكانتها واحترامها وشعبيتها في قلوب الشعب، وعاملوها بالقمع والعنف ،فقد رفضوا أيضاً اطروحات الإصلاح الجادة التي قدمت لهم من داخل الأسرة الحاكمة حيث عاملوا بعضها بالتضييق وسوء الظن والبعض الآخر بالعنف والقمع».
وأوضح الأمير السعودي أنه «لا يخفي علي أحد حالياً أن جميع العقول المستنيرة الناقدة المخلصة لدينها ولوطنها وحتي الصامته منها التي ترفعت عن التطبيل والنفاق والتي تحظي بشعبية واحترام داخل المجتمع أدخلت المعتقلات بطريقة تعسفية ظالمة ديكتاتورية ،إنتهاء بتشوية سمعة وسجن النافذين من أبناء عمومة محمد بن سلمان المنافسين له في الحكم»
وأردف: «قلت أن من بيدهم الأمر يتجاهلون عن عمد الواقع المرير في المملكة و صرخات الشعب المقهور ويصرون على استفزاز الشعب من خلال حالة البزخ الخرافى الذي يعيشونه ولا يهتموا إلا بمصالحهم الشخصية الذاتية بلا أعتبار لمصلحة الدولة أو الشعب أو حتي الأمن القومى».
وأشار إلى أنه «رأى الجميع مؤخراً إختفاء وسرقة تريليون ريال من الميزانية السعودية بدون رقيب ولا حسيب وشراء محمد بن سلمان ليخت ولوحة للمسيح وقصر بفرنسا تقدر بمليار دولار، في الوقت نفسه الذي يعلن عن حالة التقشف وفرض ضريبة القيمة المضافة والضريبة الإنتقائية وغلاء أسعار البترول بصورة استفزازية».
وفيما يخص القضاء السعودي، قال «الفرحان»: «أكدت علي أن السياسة الداخلية قائمة على قمع وإرهاب أي نوع من أنواع المعارضة المشروعة السلمية، واستخدام القضاء الشرعي المزعوم لتبرير هذا القمع، وتكرر في الآونة الأخيرة كثرة الأحكام بالسجن أو القتل ظلماً لمن يترفع عن التطبيل وبالتأكيد لمن ينتقد سياسة الدولة أو أي شخصية رسمية خاصة داخل العائلة الحاكمة وكأنهم أنبياء لهم قداسة تحول دون أنتقادهم».
ولفت الأمير السعودي إلى أن «التخبط السياسي وصل إلي حد الجنون سواء في الاقتصاد والنفط أو العلاقات الخارجية أو الدفاع أو العلاقة مع الدين والإعلام والشعب السعودي وغيرها نتيجة للسياسة الهوجاء التي تبناها سلمان بن عبد العزيز وابنه المتهور محمد الذي لديه رغبات مالية وسلطوية شخصية يريد أن يحققها بأي ثمن».
وفيما يخص العلاقة مع الدول الخليجية، قال الأمير السعودي: «أشرت إلي الفوضى في العلاقة مع الأشقاء بدول الجوار الخليجية لنري الأن مجلس التعاون الخليجي علي شفي انهيار، وفرضت التقارب الايراني القطري».
خسائر إقليمية
ولفت «الفرحان» إلى التدخلات السعودية في شؤون دول المنطقة قائلا: «أشرت إلى مشاركتنا العبثية الخاسرة في الدول العربية الإقليمية التي لا تقوم على أي مصلحة وطنية ولا عربية ولا إسلامية علي الرغم من ضخ الأموال الهائل»
وأوضح أن «الحرب في سوريا أجبرت بن سلمان في النهاية علي الرضا بالأمر الواقع والموافقة علي بقاء الأسد، وكذلك خسارة نفوذنا في العراق لصالح إيران، والتدخل الهدام في ليبيا وفوضى علاقتنا مع دول المنطقة وشعوبها مثل مصر وتركيا وتونس والسودان».
وأشار الأمير السعودي إلى تورط السعودية في الحرب اليمنية قائلا:«تعدينا الثلاث سنوات ولم تحزم عاصفة الحزم شيئاً سوي إنتاج كارثة عسكرية وإنسانية في اليمن من قتل الآلاف من العرب المسلمين خاصة الأطفال والنساء والشيوخ ومجاعة خطيرة وانتشار أمراض وبائية قاتلة».
وأضاف: «تعدت آثار هذه الحرب المدمرة حدودنا الجنوبية بل ووضعت العاصمة الرياض في تهديد مباشر، كما أن عملية إعادة الأمل أفقدت آمال الشعب السعودي واليمني وشعوب الأمة العربية والأسلامية في اعادة الأمن والسلام في المنطقة».
أما عن السياسة النفطية والاقتصادية، فقد وصفها «الفرحان» بأنها «مزيج من سوء التخطيط سواء في إنتاج النفط وأسعاره أو في إدارة الموارد والمصارف وشركة أرامكو والتي أدت إلي ضياع التريليونات وقد أدى ذلك إلى إثقال كاهل الاقتصاد حيث اختفت تريليونات، كما دلت على ذلك مراجعات أكدها إقتصاديون محترفون وخسر الاحتياطي السعودي لأكثر من 650 مليار دولار، بالأضافة إلي المسرحية الهزلية التي تهدف إلى بيع المقدرات الحيوية للدولة (أرامكو) للصالح الشخصي لمن تقدم بالرؤية العمياء 2030».
وأشار إلى أنه «من خلال معرفتى الجيدة بمن بيدهم السلطة في المملكة فإن الغرور أعمى بصائرهم بحيث أنهم لا يستجيبوا للنصائح أو المكاتبات أو الخطابات أو الضمير، فالذي يمكنهم داخلياً هو آلة القمع، وخارجياً المصالح التى تأتى علي حساب حقوق الإنسان وحماية الحريات وقمع المواطنين»
وختم بالقول «أوضحت أن المشاكل التى نمر بها فى بلادنا هى مشاكل عميقة ليست مؤقتة أو سطحية، فهى ليست متمثلة فقط في حجم البطالة أو ضعف الرواتب أو سوء توزيع الثروات والمقدرات والخدمات، بل هى مشاكل عميقة وحقيقية مرتبطة بالفساد السياسى والمالى وسوء استغلال السلطة والإدارة الأمنية وتبعية القضاء ومجلس الشوري للسلطة التنفيذية».