وكالات-
كتب الأمير المغربي «هشام العلوي» مقالا انتقد فيه سياسات ولي العهد السعودي في الداخل والخارج تحت عنوان «النزعة الاستبدادية الخطيرة لمحمد بن سلمان»، حيث نشر المقال، الجمعة، في مجلة «نوفيل اوبسيرفاتور» الفرنسية بالتزامن مع جريدة «القدس العربي» اللندنية.
وافتتح «العلوي» المقال قائلا: «للمرة الأولى في التاريخ الحديث، تكتسي الأحداث التي تجري حاليا في مدينة الرياض عاصمة المملكة العربية السعودية أهمية قصوى بالنسبة لمستقبل الشرق الأوسط، أكثر من تلك التي تجري في المدن التقليدية الكبرى التي تنتمي لفضاء الحضارة الإسلامية، كالقاهرة وبغداد ودمشق».
وقال في حديثه عن التغييرات التي يقوم بها «بن سلمان» داخل المملكة باستخدام «خطاب شعبوي»، إن «محمد بن سلمان يطبق سياسته الجديدة على الجميع باستثناء نفسه، وهو ما يفتح الباب على جميع أنواع التعسف، خاصة إذا علمنا أن التغييرات التي ينهجها تمارس في أجواء كلها خطورة».
وأضاف في جزء آخر من المقال: «(...) تزامن اقتحام محمد بن سلمان للساحة السياسية مع اثنين من التغييرات الهيكلية. أولها ذو طابع بيولوجي: إن النظام الملكي السعودي الذي يقوده حاليا والده الملك سلمان بن عبدالعزيز لا يمكنه الاستمرار عبر الخلافة الأفقية للملك من أخ إلى أخ من أبناء الملك المؤسس عبدالعزيز آل سعود. والنتيجة هي ضرورة المرور إلى خلافة عمودية ينتقل فيها العرش مباشرة من الأب إلى الابن. أما التغيير الثاني فهو تآكل إيرادات النفط بسبب تطور سوق الطاقة العالمية، وآليات تحديد أسعار النفط، ما يعني ضمنا تناقص موارد النظام السعودي.
وأشار المقال إلى التغيير في المجال الديني قائلا: «إن الأصوات التي يتم إخراسها باسم الإصلاح الديني هي بالضبط تلك التي تطالب علانية باحترام التعدد الفكري، مثل حالة الشيخ سلمان العودة الذي تم اعتقاله».
وفي السياسة الخارجية، قال الأمير المغربي إن «بن سلمان» حصد الكثير من الإخفاقات، وكل تدخلاته تنبع من الشعور بالعدائية البالغة تجاه إيران».
واختتم «العلوي» المقال بالقول: «إن السياسة الخارجية السعودية في شراكة مع دولة الإمارات تسعى أولا وقبل كل شيء لإلغاء الإنجازات التي حققها الربيع العربي في بلدان مثل ليبيا ومصر، ولكن بدون توفير البديل عن السياسات الاستبدادية التي أفرزت حركات الاحتجاج خلال الربيع العربي. وعندما تضطلع السعودية بهذا الدور التخريبي فهي أصلا ضد الثورات ولا تلعب دور المساند للثورة المضادة، فهي تشعر بالحساسية المفرطة إزاء التعبئة الشعبية، وغير قادرة على تقديم إطار أيديولوجي جديد للحكم».
والأمير «العلوي» هو ابن عم ملك المغرب «محمد السادس»، وابن خالة الأمير السعودي «بن طلال» المعتقل حاليا في السعودية ضمن مجموعة من الأمراء الذين يتهمهم ولي العهد بالفساد.