السلطة » خلافات سياسية

هل يغادر الوليد بن طلال السجون السعودية من بوابة "تويتر"؟

في 2018/01/13

أحمد علي حسن - الخليج أونلاين-

بلغ سيل ولي عهد السعودية، محمد بن سلمان، زباه في ظل استمرار ثبات الملياردير السعودي الأمير الوليد بن طلال على مواقفه، ورفض الإفراج عنه عبر تسويات مالية، بعد اعتقال دخل شهره الثالث "بتهمة الفساد".

الأمير الملياردير كان واحداً من 200 شخص اعتقلتهم السلطات السعودية، في 4 نوفمبر الماضي، بتهمة الفساد، ضمن حملة اعتقالات لم يشهد تاريخ المملكة لها مثيلاً، طالت 11 أميراً وعشرات الوزراء الحاليين والسابقين.

معظم هؤلاء أصبحوا أحراراً بعد أن أطلقت السلطات السعودية سراحهم مقابل تسويات مالية مع بن سلمان، الذي يقود حملة الاعتقالات، لكن الأمير الوليد كان الرقم الأصعب في مسلسل محاولات النيل من ثروته.

الأمير المستعصي على عروض ولي العهد، رفض مراراً تسوية الأمر مادياً وإطلاق سراحه مقابل مبالغ مالية ضخمة وضعتها السلطات شرطاً للإفراج عنه، معتبراً أن القبول يعني تثبيت تهمة الفساد بحقه.

ولم تفلح السلطات السعودية في إبرام صفقة مع بن طلال؛ إذ طلبت منه دفع ما يصل إلى 7 مليارات دولار مقابل الإفراج.

في حين قالت الرياض إن الأمير السعودي عرض نقل حصته (تبلغ 95%) في شركة المملكة القابضة للحكومة، لكن الأخيرة تطالب بأن يكون الدفع نقداً.

وفي ظل تعنّت المملكة وإصرار الأمير على موقفه، تحدّثت صحف عالمية عن احتمالات ذهاب بن سلمان نحو الاستيلاء على حصة بن طلال في موقع التواصل الاجتماعي "تويتر".

-ثاني أكبر مساهمي "تويتر"

والأمير السعودي الملياردير ورجل الأعمال صاحب الثروة الطائلة يمتلك 5.2% من رأس مال شركة "تويتر"، ما يجعله ثاني أكبر مساهم فيها متقدماً حتى على دورساي، المدير العام والرئيس الحالي للشركة وأحد مؤسسيها.

وتجاوزت قيمة أسهم بن طلال قيمة نظيره دورساي؛ إذ يمتلك الأول 5.2% من رأس مال "تويتر"، مقابل 3.2% للرئيس الحالي للشركة، وفق تقرير بالمعلومات المالية نشرته المجموعة يوم 7 أكتوبر 2015.

وأنفقت شركة المملكة القابضة التابعة لبن طلال 50 مليون دولار لتحقيق هذه القفزة في رأس مال المجموعة الكاليفورنية، بعد أن كان نصيبها لا يتجاوز 3% منه.

وقد عرف عن الأمير السعودي منذ سنوات شغفه بهذا "العصفور المغرد"، حيث راهن بأكثر من 300 مليون دولار عام 2011 للاستثمار في المجموعة، التي لم تكن قد أدرجت وقتها بعد في البورصة.

-المساومة على "تويتر"

تساءل صحافي أمريكي في برنامج "ذي وورلد" (العالم) على إذاعة "بي آر آي" الأمريكية، عن عدم تدخل أحد في قضية إطلاق سراح الأمير طلال، متسائلاً: لماذا يتم اعتقال واحد من أغنى أغنياء العالم، ولا يتكلم أحد؟

كما تساءل الصحافي في قناة "سي إن بي سي" الأمريكية جايك نوفاك، عن صمت شركة "تويتر"، المنصة المفضلة للرئيس الأمريكي دونالد ترامب، حيال التعبير عن احتجاز الوليد، أكبر المستثمرين فيها.

وعبر نوفاك عن اعتقاده أنه مهما حصل للوليد، فإن "تويتر" تعتقد أن أموال استثماراته سيأخذها شخص من العائلة المالكة في السعودية (في تلميح إلى محمد بن سلمان).

وتقول الشركة: "ربما سيتم إطلاق سراحه (بن طلال المعتقل منذ أكثر من شهرين) وتعود الأمور إلى مجراها الطبيعي"، بالمحافظة على حصته في "تويتر".

وانتقد الصحافي الأمريكي موقف "تويتر" تجاه قضية الوليد بن طلال، معتبراً أن ذلك يظهر وجوب أن يكون الشخص حذراً في تقدير الشركات التي يستثمر بها لقيمته الشخصية.

وكان ترامب دخل في عراك على "تويتر" مع الوليد بن طلال، الذي انتقده خلال حملته للانتخابات الرئاسية بسبب موقفه العدائي من المسلمين.

وتطمح السعودية للحصول على قرابة 100 مليار دولار من اعتقالات الفساد التي بدأتها في نوفمبر الماضي، إذ جمّدت حسابات مصرفية لأفراد ضمن الحملة، التي رجح مصدر سعودي أن تتراوح المبالغ المستردّة منهم ما بين خمسين ومئة مليار دولار.

والأمير الوليد هو ابن الأمير طلال بن الملك عبد العزيز آل سعود، وُلد في الرياض في 7 مارس 1955، بالعاصمة السعودية الرياض، لأم لبنانية وأب سعودي.

وهو رجل أعمال سعودي، يعدّ من أكبر المستثمرين في العالم ومن أغنى أغنيائه، حصل على درجة البكالوريوس في العلوم الإدارية والاقتصادية بامتياز وتفوّق من كلية مينلو "Menlo College" في ولاية كاليفورنيا، عام 1979.

ونشط في قطاعات استثمارية متباينة؛ تتقدّمها الفنادق العالمية مثل "فور سيزونس"، و"فيرمونت وموفنبيك"، كما ينشط في قطاع الإعلام، إذ يمتلك شركة روتانا للإنتاج الفني، إضافة إلى قناة "الرسالة".