السلطة » خلافات سياسية

أبوظبي في ورطة والرياض صامتة بعد احتجاز الشيخ عبدالله آل ثاني

في 2018/01/15

الخليج أونلاين-

وضعت سلطات دولة الإمارات نفسها في أزمة باحتجازها الشيخ القطري عبد الله بن علي آل ثاني، في حين التزمت السلطات السعودية الصمت تجاه احتجاز الرجل.

يأتي ذلك بعد فترة من الاهتمام الذي أبداه أبرز مفتعلي الأزمة الخليجية (الرياض وأبوظبي) بالشيخ القطري، حيث حظي الأخير باهتمام السلطات السعودية، التي حاولت إقحامه بالأزمة، في حين نفت الدوحة أن يكون وسيطها لأي حوار.

وسارع مصدر إماراتي للتعليق على الأمر، بالقول إن الشيخ عبد الله "وصل إلى الإمارات بناء على طلبه، وهو حر في مغادرتها متى شاء ولأي وجهة يريد"، بحسب ما نقلت عنه وكالة "إرم نيوز" الإماراتية.

من جهتها، التزمت وسائل الإعلام السعودية الصمت، ولم يصدر عن السلطات أي تعليق يُذكر على الفيديو الذي انتشر كالنار بالهشيم، في حين أشار مغردون إلى أن الشيخ عبد الله آل ثاني كان قادماً من الرياض.

وهذا أول بيان علني (بالصوت والصورة) للشيخ عبد الله منذ الأزمة الخليجية، في حين يتهم ناشطون كلاً من الرياض وأبوظبي بأنهما تجبران الشيخ القطري على إصدار بيانات وكتابة تغريدات بصفحته التي تم توثيقها بعد وصوله للسعودية، وتحمل تلك البيانات دعوات لأبناء الأسرة الحاكمة للاجتماع والحوار.

وكان الشيخ القطري بث مقطع فيديو، الأحد، قال فيه إنه محتجز في أبوظبي، وتحديداً لدى ولي عهد الإمارة محمد بن زايد، محمِّلاً الأخير مسؤولية أي شيء قد يصيبه.

وتسارعت ردود الفعل على مواقع التواصل الاجتماعي، حيث دشن نشطاء وسم "#فكوا_أسر_الشيخ_عبدالله"، والذي وجه المشاركون فيه انتقادات لقادة أبوظبي.

الناشط بدر بن طلال الرشيد، كتب عبر الوسم أن وليي عهد أبوظبي والسعودية "يتصرفان وكأنهما زعماء عصابات في أمريكا الجنوبية"، مطالباً باتخاذ "إجراءات تأديبية بحق هؤلاء المجرمين".

وفي السياق، قال الناشط ناصر بن محمد النعيمي: "اختطاف الحريري.. احتجاز أحمد شفيق.. احتجاز عبد الله بن علي آل ثاني. هذا أسلوب عصابات وليس حكومات محترمة".

أما سعود المري، فقال إن اللوم يقع على السعودية التي سلَّمته لأبوظبي، مضيفاً: "استقزازات عبثية تقود المنطقة وتجرُّها للدمار.. أين العقلاء والحكماء؟!".

وانتقد الناشط مبارك آل شهوان سلوك الإمارات مع الشيخ القطري، بقوله: "بالأمس، صنعوا منه بطلاً واليوم يعتقلونه! ما هذه المراهقة السياسية؟!".

- أصابع الاتهام نحو بن زايد

وكان بن علي آل ثاني أكد في مقطع الفيديو براءة دولة قطر من أي مكروه قد يحدث له، محمِّلاً محمد بن زايد مسؤولية سلامته بشكل كامل.

وأعرب الشيخ القطري في الفيديو قائلاً: "أردت أن أبلغكم أن قطر بريئة من أي شيء قد يحدث لي، وأؤكد أنني في ضيافة محمد بن زايد، وهو يتحمل مسؤولية كل ما يحدث لي منذ هذه اللحظة".

وهناك من اعتبر ما يحدث محاولةً من أبوظبي لمساومة الدوحة على تسليمها زوجة أحد المعارضين الإماراتيين، التي تحدث عنها وزير خارجية قطر، الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، قبل أيام.

وكان الوزير القطري قال إن أبوظبي طلبت من الدوحة، قبل اندلاع الأزمة الخليجية، تسليمها زوجة معارض إماراتي تعيش في الدوحة، مؤكداً أن الحكومة القطرية رفضت هذا الأمر الذي يتعارض مع الأخلاق.

وتحدث سعود بن خالد آل ثاني عن أن "السفارة الأمريكية في الإمارات تضغط على وزارة الخارجية الإماراتية، وتوصل رسالة لمحمد بن زايد باستيائها من منع عبد الله بن علي من السفر".

- ظهور مفاجئ

وحاول الإعلام السعودي والإماراتي، فترةً، الترويج للرجل على أنه الشخص الذي يمكنه إنهاء الأزمة الخليجية، وهو ما اعتُبر محاولة لتصديره كمتحدث باسم قطر، علماً أنه لا يحمل أي منصب يُذكر ولم يكن معروفاً.

لكن الاهتمام السعودي بالشيخ القطري تراجع خلال الفترة الأخيرة، بعدما أبدى القطريون، وفي أكثر من مناسبة، تمسُّكهم بقيادتهم والوقوف وراء أميرهم في مواجهة محاولات الإطاحة به.

وفي أغسطس الماضي، بدأ الحديث أكثر عن الشيخ بن علي حين نفت قطر أن تكون قد أدخلت وساطات مع السعودية من أجل السماح للحجاج القطريين بالسفر إلى المملكة لأداء فريضة الحج.

نفيُ الدوحة يأتي رداً على تصريحات نشرتها وكالة الأنباء السعودية (واس)، قالت فيها إن موافقة المملكة على دخول الحجاج القطريين إلى السعودية جاءت بناء على وساطة الشيخ عبد الله بن علي.

وقالت الوكالة السعودية، آنذاك، إن الملك سلمان بن عبد العزيز استقبل في مقر إقامته بمدينة طنجة في المملكة المغربية، الشيخ عبد الله بن علي. وفي مناسبة أخرى، التقى الأخير أيضاً ولي العهد محمد بن سلمان، ولم يصدر عنه أي بيان مسجل بالصوت والصورة حتى الأحد 14 يناير 2018.

وفي سبتمبر الماضي، نسب موقع "إيكونوميك تايمز" لأندرياس كريغ، الباحث بـ"كنغس كوليدج" في لندن، قوله إن الشيخ بن عليّ، "رجل أعمال له مصالح تجارية في الخليج، ولكنه يفتقد الدعم الشعبي اللازم لتولي السلطة، غير أن ظهوره على هذا النحو جاء بمثابة رسالة إلى القادة القطريين والقوى العالمية بأن الأزمة (الخليجية) ليست على وشك النهاية".

ومن جانبه، قال جيمس دورسي، الباحث في شؤون الشرق الأوسط وشمال أفريقيا بإحدى جامعات سنغافورة: إن "الشيخ المتزوج بسعودية يقضي الكثير من وقته في المملكة السعودية، ولا يمثل تهديداً جدياً لأمير قطر".