السلطة » خلافات سياسية

تسريبات البرقيات السرية للخارجية السعودية وتأكيد المؤكد!

في 2018/02/27

أحمد شوقي- خاص راصد الخليج

صدر مؤخرا كتاب هام  يحتوي على تسريبات لموقع ويكليكس لبرقيات الخارجية السعودية.

ونشرت عدة مواقع جانب من البرقيات المسربة والتي أكدت ما كنا نقوله على هيئة تحليلات وقراءات ورصد للممارسات السعودية.

وإن كانت هناك وثائق سابقة تاريخية قد أثبتت ولاء النظام السعودي للغرب ومنذ النشأة، وعمله ضد مصالح الأمة وثوراتها التحررية.

فإن ممارسات النظام السعودي الحالية وسيرها على ذات النهج، جعل من استمرار الحكم على النظم ب~أنه امتداد تاريخي للعقود السابقة، مما جعلنا نتوقع وبشكل حرفي ما يوجد بالوثائق والتي خرجت للعلن.

وبرغم انفاق السعودية المليارات على شراء الذمم والأبواق الاعلامية، الا ان الكثيرين ممن ينحازون للتحرر الوطني لم ينخدعوا بهذه الأبواق وقرأوا جيدا ما بين سطور ممارسات السعودية.

أكدت الوثائق ما كان مؤكدا لكل متابع ومراقب للنظام السعودي سواء بشكل تاريخي أو شكل معاصر، وأكدت الوثائق الطبيعة المميزة لهذا النظام السعودي، والمتمثلة في الازدواجية في المعايير والانفاق على شراء المؤسسات الدولية الكبرى ومؤتمرات تجميل صورة المملكة.

وابرز ما لخصته الوثائق ، هو العقلية الأمنية والاستعلاء وافتقاد الدبلوماسية، والتجارة بتأشيرات الحج واستخدامها وظيفيا في خدمة السياسة.

وكما رصدت التقارير عن الوثائق المسربة، فقد استخدمت التأشيرات كمصيدة للمعارضين للسياسات السعودية، واستخدمت في المجاملة والرشوة، وشكلت لجنة لدراسة آلية توزيع تأشيرات حج المجاملة لجميع البعثات بالخارج، وتتضمن الموافقة على تخصيص 34 ألف تأشيرة حج مجاملة يتم توزيعها على سفراء السعودية.

وبينت الوثائق كيف استخدمت السفارات السعودية بالخارج لخدمة الأمراء وملذاتهم وانقاذهم من الملاحقات القانونية، لدرجة الوصول إلى عقد اتفاقية قضائية مع وزارة العدل البريطانية تقضي بنقل السجناء المحكومين بين البلدين من أجل قضاء فترة سجنهم في بلدانهم.

واكدت الوثائق ما يتراءى للجميع بين الحين والآخر، بكشفها العلاقات المتوترة والتحالف الهش بين السعودية والامارات، والخوف الهيستيري من قطر.

وبينت الوثائق دور المملكة في تمويل الارهاب تارة، واستخدامه كفزاعة للبطش الداخلي والتجمل خارجيا تارة أخرى.

وتكشف البرقيات ملاحقة المعارضين السعوديين في الخارج، والتشكك في رعاتها القدامى مثل بريطانيا لاستضافتها المعارضين.

أما عن المؤتمرات الدولية، فبينت الوثائق أنها اقنعة، وان اهدافها الحقيقية لا علاقة لها بالقيم النبيلة، بل ترمي الى سياسات نفاقية وتطبيعية مع الأعداء، مثل فكرة إعادة طرح حوار الاديان لخطب ود الجمعيات الغربية وتحسين صورة السعودية كبلد يقمع الحريات واتخاذ حوار الأديان نافذة للتطبيع الخفي مع إسرائيل.

كما بينت كيف استخدمت الرياض رابطة العالم الاسلامي كذراع لبسط نفوذها في الخارج وكوسيلة لاختراق المجتمعات وإثارة المشاكل والفتن بين المسلمين في بلاد المهجر وبسط نفوذ الفكر الوهابي التكفيري.

وتكشف- ما أصبح معلنا - الاعداد للتطبيع والعلاقات السرية مع اسرائيل.

ولم تنس الوثائق كشف دور السعودية في اليمن وشراء الذمم، وتردد بعض المرتزقة اليمنيين على سفارات السعودية في الخارج بادعاء انهم منشقونعن القاعدة ولديهم معلومات عن التنظيم وقياداته والحوثيين وقياداتهم لتطلب الدعم المالي وتأمين التعليم لأبنائهم مقابل تزويد الجهات السعودية بالمعلومات، وهكذ تم شراء الذمم اليمنية .

ورصدت بعض التقارير التي تحدثت عن الوثائق، العداء للثورات العربية الحقيقية، فقد أكدته الوثائق بقوة، وكشفت كيف يتم اجهاض ثورة البحرين والسيطرة على السلطة بها وتمرير اجندة طائفية والمواجهة الاعلامية للثورة وتشويهها.

كما كشفت الدور السعودي في تونس واحتضان زين العابدين ومحاولة اعادة نظامه او نظام على غراره، وكذلك الدور السعودي في ليبيا ومحاولات تقرب سيف الاسلام القذافي منها.

وأكدت الوثائق ما هو مؤكد عن دور السعودية في لبنان، وكيفية استقطاب شخصيات معادية للمقاومة وكيفية توبيخ المملكة لرجالها في لبنان مثل توبيخ السنيورة لانه لم يرد على المالكي في تصريحات داعمة للنظام السوري.

وتكشف الوثائق –ما هو معروف للعيان- عن الدور السعودي في سوريا والسعي لاسقاط النظام واستقطاب المنشقين السوريين عن طريق تأشيرات العمرة وتجاهل النازحين والتعامل معهم بانتقائية وفقا لمصالحها ووفقا للمعلومات التي يمتلكونها وترى السعوديةلها أهمية تجعلهم من المقبولين لديها ومن المسموح لهم بالاستقبال.

وبالطبع كانت البرقيات المسربة حافلة بالكثير عن الدور السعودي في مصر، فقد أبرزت الوثائق، كيف تسعى المملكة للحيلولة دون تقارب مصري ايراني والاصرار على انتزاع تيران وصنافير.

وتبرز التقارب السعودي مع كردستان وقبول وساطات عدة في هذا المجال منها ما قام به سمير جعجع رئيس حزب القوات اللبنانية عندما زار الاقليم والتقى مسعود برزاني وأبلغ السعودية انهم حذرون من بغداد وحكومة المالكي وطالب السعودية بالتقارب مع الاقليم لمنعه من الارتماء في الحضن التركي أو الغربي.

وتلقي الثائق الضوء على براجماتية المملكة في تعاملاتها، مثل الانتقاء في التعامل على حساب مصلحتها سواء مع شخصيات (سنية) او (شيعية) تصفهم السعودية بالشيعة العلمانيين على حد وصف البرقيات.

كما تكشف حال المعتقلين في السجون السعودية من الداخل ومن الخارج خاصة المعتقلين المصريين دون تهم واضحة ودون محاكمات.

لقد أكدت الوثائق ما كان مؤكدا، ولا زال الكثير لم يكشف بعد.