السلطة » خلافات سياسية

"الأب مسلّم" يحذّر من مخطط تقوده الرياض ويدعو لعصيان مدني ضد عباس

في 2018/05/21

الخليج أونلاين-

دعا الأب مانويل مسلّم، الراعي الروحي للطائفة المسيحية في الأراضي الفلسطينية المحتلة وعضو الهيئة الإسلامية المسيحية لنصرة المقدسات، إلى عصيان مدني كبير وشامل بالضفة الغربية ضد السلطة الفلسطينية ورئيسها، بسبب إجراءاتها وخطواتها العقابية التي تفرضها على قطاع غزة منذ مطلع شهر أبريل من العام الماضي.

وعلى صعيد التحرك والتوجه العربي الجديد مع "إسرائيل" وما يحاك ضد القضية الفلسطينية؛ وجه الأب مسلم انتقاداً شديد اللهجة للدول العربية، وعلى رأسها المملكة العربية السعودية، التي يعتبرها "تقود مخطط تصفية قضية فلسطين".

وأكد الأب مسلم، في حوار مع "الخليج أونلاين"، أن خطوة العصيان المدني التي سينفذها الفلسطينيون ضد السلطة بالضفة، ستكون في غاية الأهمية من ناحية التأثير على القرار الفلسطيني بدفعه نحو رفع الظلم المفروض على مليوني مواطن بغزة.

وقال: "كسر الحصار المفروض على قطاع غزة من قبل السلطة وأصحاب القرار بالضفة وحالة التجويع التي يتبعونها ضد السكان بالقطاع بسبب خلافات سياسية، يجب أن تُكسر وبشكل نهائي بقوة وإرادة الفلسطينيين وحدهم".

- تجويع غزة

"العصيان المدني سيكون سلمياً من خلال نصب الخيام بالقرب من مقر المقاطعة في مدينة رام الله، ورفع اللافتات والشعارات التي تدعو لرفع الحصار والعقوبات الصارمة والخطيرة المفروضة على أهل غزة"، يضيف الأب مانويل مسلم.

وتابع حديثه بالقول: إن "الخطوات العقابية المفروضة من قبل السلطة الفلسطينية على غزة خطوة إجرامية في غاية الخطورة، وتصل إلى حد جريمة الحرب التي يعاقب عليها القانون الدولي"، معتبراً دور السلطة في الاستمرار بهذه الخطوات ضد غزة رغم كل الدعوات لإنهائها بأنه "سلبي ومتآمر على سكان القطاع الذي سيؤدي الضغط عليهم في النهاية للانفجار".

الأب مسلم انتقد إصرار السلطة على هذه الخطوات التي وصفها بـ "الظالمة" ضد غزة، مؤكداً أن فشلها السياسي في تحقيق أي تقدم يذكر "يبدو أنه عاد سلباً على أبناء شعبها في محاولتها السيطرة على القطاع وإعادته لها بأي طريقة، حتى وإن كانت بالعقاب والحصار وإنهاك الشعب".

ودعا إلى تحرك عربي وإسلامي ودولي عاجل لنصرة أهل قطاع غزة والدفاع عنهم وتعزيز صمودهم "في وجه ما يعانونه من حصار وتجويع فاقم من معاناة حياتهم اليومية وزاد من أزماتهم المعيشية والإنسانية والاقتصادية".

ودخلت إجراءات عباس العقابية ضد غزة، التي بدأها مطلع أبريل عام 2017، عامها الثاني، بغية إجبار حركة "حماس" على تسليم القطاع لحكومة الوفاق الوطني، وشملت خصم أكثر من 30% من رواتب موظفي السلطة، وتقليص الكهرباء والتحويلات الطبية، وإحالة الآلاف إلى التقاعد المبكر الإجباري.

وكان عباس قد أكد في اجتماع اللجنة المركزية لحركة "فتح"، في 8 أبريل الماضي، أنه تحدث مع المصريين بشأن المصالحة، وأبلغهم بكل وضوح: إما أن "نستلم كل شيء، بمعنى أن تتمكّن حكومتنا من استلام كل الملفات المتعلقة بإدارة قطاع غزة من الألف إلى الياء؛ الوزارات والدوائر والأمن والسلاح، وغيرها، وعند ذلك نتحمّل المسؤولية كاملة، وإلا فلكل حادث حديث".

- سلاح المقاومة

وفي ملف المقاومة الفلسطينية، ومحاولة أطراف محلية وعربية ودولية السيطرة على سلاحها، يؤكد الأب مسلم أن "المقاومة الفلسطينية شرعية ما وُجد هذا المحتل الغاصب الذي يحتل أرضنا ويعتدي على حقوقنا ومقدساته".

ويضيف في حواره مع "الخليج أونلاين": "كل المخططات التي تحاك ضد سلاح المقاومة ستفشل أمام إرادة وصمود هذا الشعب، وسلاح المقاومة هو الحامي للفلسطينيين وحقوقهم، ودون ذلك سيسهل على الاحتلال تمرير مشاريعه التصفوية والخطيرة التي تستهدف القضية والمشروع الوطني".

المقاومة، بحسب الأب مسلم، هي وسيلة لجلب الحقوق التي سرقها وصادرها الاحتلال "الإسرائيلي" بعد غياب العدالة، مشدداً على أن سلاحها سيبقى مشرعاً ما وجد المحتل، حتى تحرير الوطن.

- مخططات عربية لتصفية القضية

ينتقد الأب الفلسطيني التوجه العربي الحديث للتطبيع مع "إسرائيل" الذي تسير نحوه دول عربية على رأسها السعودية، التي قال إنها تقود مخططاً لتصفية القضية.

وأضاف: "الدول العربية باعت فلسطين بالكامل، وشطبتها من حساباتها من خلال صفقة القرن الأمريكية، والآن تفرض مخططات لتصفية القضية بأكملها خدمة لمشاريعها وتوددها للاحتلال الإسرائيلي لإقامة علاقات وتطبيع علني معه".

وختم حواره بالقول: "الدور الذي تمارسه الرياض في غاية الخطورة تجاه فلسطين وشعبها ومقدساتها، وعلينا ألا نعتمد أو نعول على تلك الدول التي تتواطأ مع الاحتلال، بل لا بد من البحث عن دول شريفة وقوية أخرى تساند وتدعم فلسطين وقضيتها، بعيداً عن التآمر الحاصل الآن".

وخلال الأعوام القليلة الماضية، شهدت العلاقات العربية-الإسرائيلية تطوّرات متسارعة وغير مسبوقة، وصلت إلى مرحلة الزيارات المتبادلة بينها وبين "إسرائيل"، منها الرياض وأبوظبي والمنامة، وذلك على ضوء الملفّات الساخنة والشائكة التي تمرّ بها المنطقة.

والأسبوع الماضي، كشفت وكالة "أسوشييتد برس" الأمريكية عن لقاء جمع رئيس وزراء الاحتلال الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، بسفيري دولة الإمارات والبحرين بالولايات المتحدة، جرى في مارس الماضي.