ترجمة شادي خليفة - بروس ريدل - المونيتور-
يصعد المتمردون الحوثيون، المدعومون من إيران، تهديداتهم ضد المملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة مؤخرا، ولا يبدون مرعوبين من التحالف السعودي.
وتتداخل الحرب اليمنية بشكل متزايد في الصراع الأمريكي مع إيران، الأمر الذي لا يبشر بالخير بالنسبة إلى اليمنيين.
وهاجم الحوثيون الشيعة الزيديون سفنا سعودية في البحر الأحمر في 25 يوليو/تموز، وفقا لادعاءات السعوديين، في حين زعم الحوثيون أنهم ضربوا سفينة حربية سعودية.
ويقول السعوديون إن الهجمات الحوثية استهدفت ناقلة نفط، وأعلنوا أنهم أوقفوا شحنات النفط مؤقتا عبر مضيق باب المندب، ولم يتبع إعلانهم آخرون، ولم تقفز أسعار النفط بالشكل المنتظر.
كما زعم الحوثيون أنهم أطلقوا طائرة بدون طيار استهدفت مطار أبوظبي رغم نفى الإماراتيين ذلك. وقال الحوثيون إنه يجب إخلاء أبوظبي ودبي والرياض على الفور قبل أن يطلقوا المزيد من الصواريخ والطائرات بدون طيار عليهم، وقد كررت وسائل الإعلام الإيرانية بفرح التهديدات على الصفحات الأولى من الصحف.
ويبرر الحوثيون سلوكهم كرد مناسب على الأعوام الأربعة من الضربات الجوية التي قادتها السعودية على مدن اليمن، والحصار الذي أدى إلى ما يشبه المجاعة في البلاد.
وحتى الآن، لم تسفر الهجمات الصاروخية والطائرات الحوثية بدون طيار عن نتائج محددة، ومن المحتمل أن تكون الهجمات على الشحن البحري في البحر الأحمر هي الأكثر تأثيرا، لكنها لم تغلق نقطة المرور الاستراتيجية في باب المندب.
ويحاول كل من السعوديين والإماراتيين التقليل من أهمية الهجمات على عواصمهم لكنهم في الوقت نفسه يهولون من حجم الهجمات البحرية، على أمل الحصول على مزيد من الدعم الخارجي، خاصة من الولايات المتحدة.
لكن استمرار حملة المتمردين وتهديداتهم المتصاعدة هذا الشهر تعد مؤشرا واضحا على أن الحوثيين ما زالوا قادرين على فعل المزيد.
ولا يزال الحوثيون يسيطرون على صنعاء والمدن الكبرى الأخرى، ولم تتجسد حملة التحالف بالاستيلاء على ميناء «الحديدة» الرئيسي كنصر باهر أو «ذهبي» كما وعد التحالف، ولا يزال الاحتمال قائما أن يتحول التحرك إلى معركة دامية تقضي على الجانبين.
وتحمل الهجمات الصاروخية في طياتها خطرا كامنا، وقد ضربت الصواريخ أهدافا مدنية كبيرة في الرياض، وراح عشرات الإماراتيين ضحية الحرب، وهو ما من شأنه أن يضع ضغوطا هائلة على القيادة السعودية والإماراتية، للرد ليس فقط على صنعاء، ولكن أيضا على طهران.
ويبدو أن إيران تشجع التعنت الحوثي، وتوفر طهران وحزب الله الخبرة والموارد اللازمة لإمكانات الحوثيين الصاروخية.
وكما أشرنا أعلاه، فإن وسائل الإعلام الإيرانية تحب تصوير السعوديين على أنهم تحت ضغط وأنهم الطرف الأضعف.
وتدرك طهران جيدا أن المجهود الحربي السعودي في اليمن يعد استنزافا باهظ التكلفة في الرياض، لكن تكلفته صغيرة بالنسبة لطهران.
ويعد ولي العهد «محمد بن سلمان» هو الهدف المفضل للإساءة، ويكيل الإيرانيون له السخرية كوزير للدفاع في السعودية.
ولطالما كانت الحرب اليمنية مجرد جبهة، ليس فقط في الصراع الإقليمي بين السعودية وإيران ولكن أيضا في علاقة واشنطن بطهران. وكان كسر إدارة «ترامب» لخطة العمل الشاملة المشتركة خطوة كبيرة في تصعيد الاحتكاكات الأمريكية مع إيران.
ولقد زادت الإدارة من التوترات مع إيران هذا الشهر بشكل كبير، حيث دعا الرئيس ووزير الخارجية إلى تغيير النظام في خطاب رئيسي في كاليفورنيا، وتقول الإدارة إن تغيير النظام ليس سياستها، لكن قلة في النظام الإيراني مقتنعون بذلك.
وكان خطاب «بومبيو» مصمما بعناية ليتلاءم مع السعوديين، ونشر السفير السعودي في واشنطن افتتاحية تعزز رسالة وزير الخارجية، وكانت كلها حول تغيير النظام.
ووجه «قاسم سليماني»، قائد «فيلق القدس» التابع للحرس الثوري الإيراني، رسالة إلى الولايات المتحدة بأن إيران مستعدة لضرب الأمريكيين، وأشار «سليماني» بوضوح إلى البحر الأحمر مهددا المصالح الأمريكية هناك، وكما ذكر «المونيتور» سابقا، فإن خطاب «سليماني» هو البيان الرسمي للحرس الثوري.
وكما هو الحال دائما، يقع الشعب اليمني ضحية لمؤامرات الحوثيين وإيران والسعوديين وحلفائهم والفصائل اليمنية الأخرى والأمريكيين، ويعاني وسط ذلك الملايين.
ويقول المدير التنفيذي لمؤسسة «أنقذوا الأطفال» إن اليمن «أسوأ مكان في العالم لمعيشة الأطفال»، بسبب نقص الغذاء والدواء وانهيار البنية التحتية وانهيار التعليم.