السلطة » خلافات سياسية

استئساد "بن سلمان" على كندا جاء بنتائج عكسية

في 2018/08/27

مارتن جاي- موقع "تي آر تي ورلد"-

قال الكاتب البريطاني، "مارتن جاي" إن محاولة ولي العهد السعودي "محمد بن سلمان" الاستئساد على كندا واستغلال النزاع الدبلوماسي معها - على خلفية دعوة أوتاوا، للرياض بالإفراج عن ناشطتين سعودتين- ككارت إرهاب للدول الغربية الأخرى، جاءت بنتائج عكسية.

وأكد "جاي" في تقري رنشره بموقع "تي آر تي ورلد" ، أن أذكي شيء يمكن أن يفعله الأمير السعودي الآن هو إطلاق سراح المعارضين للحصول على بعض المصداقية أمام الغرب، والخروج من الأزمات المتلاحقة التي يشهدها في الفترة الأخيرة ، بأقل الخسائر. 

وأشار إلى أن أزمة الرياض مع أوتاوا تضاف إلى سجل أخطاء "آل سعود" الممتد، مثل اختطاف رئيس الوزراء اللبناني "سعد الحريري" في نوفمبر/تشرين الثاني من العام الماضي، والحصار الذي فرضته الرياض على قطر، ومؤخرا دعمهم لأحدث نسخة من خطة السلام في الشرق الأوسط التي أطلقها الرئيس الأمريكي "دونالد ترامب، فيما بات يعرف إعلاميا بـ"صفقة القرن".

وانتقد الكاتب ما وصفها بمساعي ولي العهد للحصول على الاستثمارات الأجنبية للاستفادة منها في رؤيته 2030 التي تهدف لتنويع الاقتصاد السعودي بعيدا عن النفط وتحديث المملكة، في الوقت الذي تقوم فيه حكومته بسجن أو إصدار أحكام بالإعدام بحق المعارضين السياسيين، أبرزهم الناشطة الشيعية "إسراء الغمغام"، التي تعد أول سيدة سعودية تواجه الإعدام بسبب نشاطها السياسي.

وأضاف الكاتب أن "بن سلمان" كان يأمل في أن يكون موقف الرياض من أوتاوا، التي أدانت نهج السعودية في مجال حقوق الإنسان خلال تعليقها على اعتقال الناشطة "سمر بدوي"، بمثابة درس يضع القواعد الأساسية للغرب في التعامل مع المملكة، لكن ما حدث أن السعوديين لم يحظوا بأي دعم وبقوا في موقف حرج.

ولفت إلى أن القائمة الطويلة من البلدان التي دعمت الخطوة السعودية، ومن بينها الإمارات، لم تتوقف عن التجارة مع كندا.

 وتابع أن "الخلاف مع الكندي جعل السعودية تبدو أكثر ضعفاً، وأظهرت بن سلمان وإلى حد ما والده ، كحكام لا يسعون فقط لأسوأ مشورات شركات العلاقات العامة الغربية، ولكن أظهرت أن مصداقيتهم آخذة في التراجع".

 ونوه  إلى أن وجود 13 سيدة في السجون بتهم تتعارض مع الحريات وحقوق الإنسان يضاعف اللوم لـ "بن سلمان" ويلقي بضوء قبيح على رؤيته، الأمر الذي يؤدي بأقدم حلفاء المملكة إلى الابتعاد مسافة من آل سعود.

ومضى قائلا: "سحبت ماليزيا لقواتها من اليمن هي دعوة للاستيقاظ قد يتجاهلها ولي العهد. لكن الإمارات التي لم تلغ تجارتها مع كندا هي أمر لا يمكن تجاهله".

وتابع: "ما لا يفهمه بن سلمان بوضوح هو أنه حتى لو كان يؤمن برؤيته لعام 2030 عن السعودية الأكثر حداثة، فليس لديه 12 عامًا لتنفيذها.. ليس لديه حتى 12 شهرا حتى إذا قام بتصحيح هذه الأخطاء الفادحة في السياسة، لأنه فقد كل المستثمرين الأجانب الذين يحتاجهم".

 وتسائل  الكاتب في ختام تقريره: "لكن هل يستمع السعوديون لهذه الأجراس الأخيرة؟ هل يمكنهم حتى رؤية الحبل يشتد على أعناقهم؟".