وكالات-
سارعت السلطات الكويتية لاحتواء تصريحات "مثيرة" لمدير مؤسسة البترول الكويتية، نزار العدساني، قال فيها إن زيارة ولي العهد السعودي، محمد بن سلمان، الأخيرة للكويت "لم تكن جيدة".
وعلى هامش مشاركته في حفل للسفارة الألمانية، قال نائب وزير الخارجية الكويتي، خالد الجار الله، في تصريح صحفي، أمس الثلاثاء، إن الحديث المنقول عن العدساني بشأن الزيارة "لا يعكس العلاقة التاريخية مع المملكة إطلاقاً".
وقال العدساني، خلال الملتقى السنوي لجمعية التنمية النفطية: إن "الخلاف على مناطق النفط المشتركة مع السعودية ما زال قائماً".
وأضاف: إنه "كانت هناك اتفاقيات جاهزة ليوقع عليها الطرفان، لكن الخطوة فشلت نتيجة تحول الملف من فني إلى سياسي"، وتابع: "للأسف الزيارة الأخيرة لولي العهد السعودي لم تكن جيدة".
وشدد الجار الله على أن ما قاله العدساني هو حديث في مناسبة فنية لقطاع النفط، تناولوا فيها شؤون النفط وشجونهم وهمومهم، ومن ثم فما قيل فيها "لا يعكس مواقفنا الرسمية".
وأضاف أن ما ذكره العدساني بأن الموضوع يتم تناوله على مستوى القيادة السياسية هو صحيح، فالموضوع منذ بدايته بجوانبه الفنية والسياسية يتم تناوله من جانب القيادة السياسية.
وأردف موضحاً أن "القيادة السياسية واعية ومدركة ولها قناعة مطلقة بأن حجم العلاقات بين البلدين كفيل بأن يزيل أي سوء فهم أو اختلاف في وجهات النظر".
وشدد على أن زيارة ولي العهد السعودي للكويت "تاريخية ومهمة ومحل ترحيب، إذ حققت دفعة كبيرة جداً في العلاقات الثنائية، وجسدت العلاقة التاريخية بين البلدين الشقيقين".
بدورها قالت مؤسسة البترول الكويتية في بيان لها أمس: إن "الحوار (الذي تحدث فيه العدساني) هو لقاء خاص بمتقاعدي القطاع النفطي كان يتناول المواضيع المتعلقة بعمليات القطاع. وجزء من اللقاء شرح التطورات حول استئناف الإنتاج في (حقلي) الوفرة والخفجي".
وتابعت أن هذا الحوار "لا يمثل الرأي الرسمي للكويت".
ونقلت وكالة "رويترز" في أكتوبر الماضي، عن مصادر مطّلعة لم تسمّها، أن "الرياض والكويت ستجدان صعوبة في استئناف إنتاج النفط من حقلين يُداران على نحو مشترك؛ بسبب خلافات سياسية بينهما".
وأشارت إلى رفض الرياض تطبيق القوانين الكويتية على شركة النفط الأمريكية الكبيرة "شيفرون" التي تعمل في حقل "الوفرة" البري، نيابة عن الحكومة السعودية.
وربطت المصادر بين زيارة بن سلمان للكويت واستئناف إنتاج النفط. وقال أحدهم: إن "الأمر لم يسر على نحو جيد لأن السيادة الكويتية غير قابلة للتفاوض".
وقال مصدر آخر: إن "السعودية تريد أن يكون لها القرار والسيطرة الأكبر في إدارة العمليات النفطية في المنطقة".
ويقع حقلا "الخفجي" و"الوفرة" في المنطقة المحايدة بين الكويت والسعودية، ويتراوح إنتاجهما بين 500 و600 ألف برميل نفط يومياً، مناصفة بين الدولتين.
وتشغل حقل "الوفرة" الشركة الكويتية لنفط الخليج التي تديرها الحكومة و"شيفرون" نيابة عن السعودية. وتدير حقل "الخفجي" شركة "أرامكو" السعودية والشركة الكويتية لنفط الخليج.
واندلعت التوترات منذ العقد الماضي، حين ثار غضب الكويت من جراء قرار سعودي لتمديد امتياز "شيفرون" بحقل "الوفرة" حتى 2039 دون استشارة الكويت.
وأغلقت السعودية حقل "الخفجي" في 2014 بسبب مشكلات بيئية. وفي 2015 أغلقت "شيفرون" حقل "الوفرة" بعدما فشلت في الاتفاق على حقوق التشغيل مع الكويت.