الخليج أونلاين-
حذر الأكاديمي والسياسي العُماني عبد الله الغيلاني، من أن تتسبّب العلاقات التي قال إنها تشهد توتراً غير مسبوق بين عُمان والإمارات، بـ"تهديد استراتيجي تتجاوز تبعاته الدولتين".
وكشف الغيلاني في تصريح لـ"الخليج أونلاين" عن وجود توتر وصفه بـ"الأشد" في تاريخ العلاقات العُمانية-الإماراتية، منذ نشأة الإمارات ككيان سياسي مستقل في 1971، قائلاً : إن "علاقة البلدين تشهد توتراً غير مسبوق يوشك أن يتحول إلى مهدد استراتيجي تتجاوز تبعاته عُمان والإمارات، لتصل شظاياه إلى المشهد الإقليمي".
وقال الأكاديمي العماني: "من شواهد حدّة التوتر المسعى الإماراتي لاختراق منظومة القرار المركزي العُماني، الذي أجهضته السطات العمانية، واليمن هي الساحة الأكثر تعبيراً عن ذلك الصراع الذي لا تزيده الأحداث إلا تغيظاً وحدّة".
وكان الغيلاني يتحدث عما تعيشه محافظة "المهرة اليمنية" (غربي عُمان)، والتي تحاول الإمارات السيطرة عليها عبر مليشيات محلية تقوم بدعمها، تحت مسمى "النخبة المهرية"، على غرار الأجهزة الأمنية (غير حكومية) التي أنشأتها جنوب اليمن.
ويوم الاثنين الماضي، قال وزير الخارجية العُماني يوسف بن علوي، في مقابلة تلفزيونية مع قناة "روسيا اليوم": "إن خلافات بين مسقط وأبوظبي نشأت على خلفية الحرب التي شنّها التحالف السعودي الإماراتي على اليمن، وتدهور الوضع الإنساني هناك".
وأضاف الوزير: "ليست هناك خلافات بمعنى الخلافات كما يتم تداوله إعلامياً، لكن هناك تباين بوجهات النظر، وهذا طبيعي"، مشيراً إلى أن بلاده اختلفت مع الإمارات على مسألة حرب اليمن؛ "لأن موقفنا واضح ومُعلن، فلا ندفع ولا نتسبب بحروب ولا خلافات".
لكن الغيلاني وصف ما يحدث في المحافظة اليمنية الحدودية مع عمان بـ"صراع نفوذ"، مشيراً إلى أن ذلك "ليس مجرد تباينات في المرئيات الاستراتيجية للمشهد الإقليمي".
وحذر من أن تتحول تلك المدينة "إلى ساحة صراع"، قائلاً: "لا مناص من منازلة النفوذ الإماراتي في محافظة المهرة، والبديل من ذلك هو تحويل المهرة إلى مصدر استنزاف للأمن القومي العُماني".
وأضاف: "محافظة المهرة تمثّل أحد مفاصل الأمن القومي العُماني، ومن ثم فإن الدفاع عن هذا الثغر ينبغي أن يحتل موقعاً استثنائياً في الرؤية القائدة لإدارة المصالح العمانية العليا".
ويرى أن الإمارات تعمل حالياً على التواجد سياسياً وبقواتها العسكرية في محافظة المهرة (شرق اليمن)، في وقت تعمل عُمان على الحضور في هذه المحافظة، والتي تعتبرها "ضمن امتداداتها الجيوسياسة التي تستثمر فيها تنموياً وسياسياً".
وتسعى الإمارات إلى السير نحو تنفيذ مخطط توسّعي على حساب الأراضي العُمانية، وهو ما تحاول القيام به حالياً في الحدود العمانية اليمنية، عبر محافظة "المهرة" الحدودية معها.