متابعات-
بدأت الإمارات شن هجوم كبير من خلال وسائل إعلامها ومسؤولين على الحكومة اليمنية التي وصفتها بـ"حكومة الفنادق"، على خلفية اتهام الأخيرة لأبوظبي بـ "دعم التمرد" في محافظة عدن جنوبي البلاد.
واستخدمت الإمارات وسائل إعلامها وناشطين على مواقع التواصل الاجتماعي للإساءة للحكومة اليمنية، وعلى رأسها الرئيس عبد ربه منصور هادي، بالتزامن مع هجوم من الجانب الرسمي الإماراتي.
وطالما اتُهمت الإمارات ومليشياتها في اليمن بإعاقة عودة الحكومة وانعقاد البرلمان اليمني في العاصمة المؤقتة عدن، بعد محاولات عديدة من قبل الحكومة والسعودية، لكن نوايا أبوظبي اتضحت بعد دعم سيطرة المجلس الانفصالي الجنوبي على المدينة.
ونشر موقع "إرم نيوز" الإماراتي هجوماً حاداً على الحكومة اليمنية التي تدعمها وتستضيفها السعودية، ونشر فيديو عنونه بـ"حكومة الفنادق تهاجم رجال الخنادق"، في إشارة لأماكن إقامة الحكومة في الرياض.
وكتب الموقع في خبر مرفق للفيديو قائلاً: "تهجم حكومة الشرعية الأخير على الإمارات، تسقطه الشواهد والفوارق الشاسعة بين حكومة الفنادق ورجال الخنادق، فهادي ضرب لنا مثلاً ونسي نجله".
#حكومة_الفنادق تهاجم #رجال_الخنادق#إرم_نيوز #اليمن #الإمارات #عدن #المجلس_الانتقالي_الجنوبي #aden pic.twitter.com/3W0dVEAoRV
— إرم نيوز (@EremNews) August 21, 2019
وأضاف: "يمكن له أن يجد وحكومته الجواب عن سبب ما جرى في عدن حين يعيد مشاهدة مقطع الفيديو للعميد ناصر عبد ربه منصور هادي وهو يخزن القات ويرقص برفقة كبار الحماية الرئاسية من داخل جناحه الفاره في فندق خارج البلاد، بينما كانت الإمارات تقدم تضحيات عالية المستوى من أفراد قواتها".
واتهم الموقع الإماراتي نجلاً آخرَ للرئيس اليمني باشتراكه بالفساد، وقال: "قوافل المساعدات الإماراتية التي لم تنقطع يوماً بحراً وجواً، فإن بعضها كانت ضحية متنفذين من الشرعية، ومنهم جلال عبد ربه منصور هادي النجل الثاني للرئيس اليمني".
وانتشر وسم على "تويتر" من قبل الإماراتيين تحت اسم "#إعادة_جنودنا_البواسل_للوطن"، بهدف مطالبة الحكومة الإماراتية بسحب جنودها في اليمن.
سيسطر التاريخ بحروف من ذهب تضحيات أبطال #الامارات في اليمن وسيلعن التاريخ جميع من تخاذل وتآمر وتاجر باليمن وشعبه خدمة لأجندات مشبوهة..وستظل رائحة دماء شهدائنا الطاهرة تفوح من أرض #اليمن شاهدة على تلك الوقفة العروبية المتصدية للمشروع الإيراني في اليمن.#اعاده_جنودنا_البواسل_للوطن pic.twitter.com/ixpx2hQK0N
— جمال الحربي (@JALHARBISKY) August 21, 2019
حملة يمنية مضادة
وفي المقابل انتشر وسم على "تويتر" دشنه يمنيون للمطالبة بطرد الإمارات، وحمل اسم "#طرد_الامارات_مطلب_شعبي"، مطالبين حكومة هادي بسرعة طرد أبوظبي من اليمن، وتحميلها مسؤولية ما يحدث في جنوب البلاد.
واسمعي يا جارة #طرد_الامارات_مطلب_شعبي https://t.co/5UlwTFN5jb
— مختار الرحبي (@alrahbi5) August 21, 2019
وكان المستشار السابق لولي عهد أبوظبي محمد بن زايد؛ الأكاديمي عبد الخالق عبد الله، شن هجوماً ضد الحكومة اليمنية، وقال إنها "تتخذ مواقف مبتذلة وتفتعل معارك غير ضرورية مع أقوى حليف في التحالف من أجل استعادة الشرعية".
وأضاف في تغريدات له بـ"تويتر": "كومة اليمن أصبحت عالة، وتود إطالة الحرب، وخسارة فيها قطرة دم طاهرة، وخسارة فيها دولار واحد ذهب لقيادتها الفاسدة".
من المؤسف ان الحكومة اليمنية تهاجم الامارات دون وجه حق وتتخذ مواقف مبتذلة وتفتعل معارك غير ضرورية مع اقوى حليف في التحالف من اجل استعادة الشرعية والذي قام بواجبه على اكمل وجه وقدم تضحيات بدم جنوده الشهداء. الامارات لا تود جزاء ولا شكورا لكن حتما لا تتوقع إطلاق اتهامات باطلة ضدها
— Abdulkhaleq Abdulla (@Abdulkhaleq_UAE) August 20, 2019
وسبق ذلك الهجوم وصف سعود الشامسي، نائب المندوبة الدائمة للإمارات لدى الأمم المتحدة، في كلمته أمام مجلس الأمن الدولي، للحكومة اليمنية "الشرعية" بأنها عاجزة عن إدارة شؤونها الداخلية.
وأعرب في كلمته عن أسف دولته الشديد ورفضها القاطع لما وصفها بـ "المزاعم والادعاءات التي وُجهت إليها حول التطورات في عدن".
وأضاف أن "دولة الإمارات قامت بكل ذلك رغم عجز الحكومة الشرعية في اليمن عن إدارة شؤونها الداخلية وضعف أدائها، وأيضاً بالرغم من أجواء الانقسام الداخلي السياسي والمناطقي المستشري الذي لم تستطع الحكومة إدارته بالحوار البنّاء، والتواصل مع المكونات اليمنية كافة".
من جهته، وصف الكاتب الإماراتي سامي الريامي، حكومة اليمن الشرعية بـ"أذناب الإخوان"، وذلك في مقال له بصحيفة "الإمارات اليوم" الرسمية.
وكانت الحكومة اليمنية "الشرعية" قالت في كلمتها أمام مجلس الأمن الدولي يوم الثلاثاء: "إنه لولا الدعم الكامل الذي وفرته دولة الإمارات تخطيطاً وتنفيذاً وتمويلاً لهذا التمرد، ما كان له أن يحدث".
وأضاف مندوب اليمن الدائم لدى الأمم المتحدة، عبد الله السعدي، أن "هذا المخطط التمزيقي مستمر وفي تصاعد رغم كل دعوات التهدئة التي تقودها السعودية، ولعل ما حدث يوم أمس ولا زال مستمراً لليوم في محافظة أبين من هجوم على مقر الشرطة العسكرية، ومعسكر قوات الأمن الخاصة، والأمن العام وبقية مؤسسات الدولة خير دليل على ذلك".
وجاءت تلك التطورات على خلفية انقلاب مليشيا تمولها الإمارات في جنوب اليمن، وسيطرتها على العاصمة المؤقتة عدن، ومدن جنوبية أخرى في الـ10 من أغسطس الجاري.