موقع "ميدل إيست آي"
ينقضّ وليا عهد السعودية محمد بن سلمان والإمارات محمد بن زايد على بعضمها البعض، بعد انهيار خطة الشرق الأوسط الجديد التي عمل عليها الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب تحت مسمى صفقة القرن.
الصحفي البريطاني ديفيد هيرست وفي تقرير له على موقع "ميدل إيست آي" يشير إلى أنه بعد هزيمة ترامب، بدأ صراع ابن سلمان وابن زايد.
ويقول هيرست "كما هي عادة اللصوص عندما تطرأ تغيرات على الخطة، فهما الخاسران من سقوط ترامب والخروج المبكر لرئيس الوزراء "الإسرائيلي" بنيامين نتنياهو".
ويضيف: الخطة كانت تقضي بتنصيب الكيان "الإسرائيلي" قوة إقليمية عظمى وسط شبكة عسكرية وتجارية ممن وصفهم بـ"الطغاة العرب السنة المتملقين".
وبحسب هيرست تقتضي الخطة تزويد "إسرائيل" بالمعدات التي يضطهدون بها شعوبهم، بينما يقومون هم بضخ أموالهم في الاقتصاد "الإسرائيلي" بدلاً من اقتصادهم.
ويلفت إلى أن ابن سلمان بدأ يمتعض من النظر إليه باعتباره تلميذاً لمحمد بن زايد، رغم أن ولي العهد السعودي ما كان ليصبح في منصبه لولا التخطيط الإماراتي والضغط الذي مارسته الإمارات في واشنطن.
لصوصٌ يتنازعون
يرى هيرست أن الخلاف على حصص النفط، والذي تم التوصل إلى حله عندما تراجعت السعودية عن موقفها، لم يكن إلا واحداً من قائمة من القضايا التي باتت تفصل الرجلين عن بعضهما البعض.
واعتبر أن النزاع على حصص النفط بالكاد ظل مستتراً وراء أبواب مغلقة، بل تحدث عنه بملء الفم أمير سعودي رفيع المستوى داخل العائلة، وهو وزير الطاقة عبد العزيز بن سلمان، وذلك قبل أن تضمن الإمارات زيادة في حصتها.
ويشير الكاتب البريطاني إلى أن زيارة محمد بن زايد إلى الرياض الإثنين قد تفضي إلى معالجة مؤقتة لعدد من التصدعات. أولاً في اليمن، حيث ضمن الإماراتيون مصالحهم تاركين السعوديين وحدهم في الحرب.
وثانياً، يصف هيرست رؤية 2030 بأنها ليست فاعلة، إذ كان ينبغي بموجب الخطة الأصلية أن تجذب المملكة رأس المال الأجنبي لصناعة السيارات والأسلحة.
وكما أوردت صحيفة ذي وول ستريت جورنال، كان ينبغي أن تتضاعف أربع مرات الإيرادات غير النفطية. لكن في الواقع بالكاد تضاعفت مرتين. وما زال قطاع النفط يشكل ثمانين بالمائة من إيرادات الميزانية وثمانية وثمانين بالمائة من الدخل الأجنبي.
وأكد هيرست أن الاستثمارات الأجنبية لم تتدفق إلى الاقتصاد المحدث، بل بالكاد ترشح رشحاً إلى داخل بلد يعاني من معدلات بطالة مرتفعة، وخاصة في أوساط الشباب.