أحمد الديحاني- الشرق السعودية-

لا يوجد جهاز حكومي يثير الجدل أكثر من جهاز الحسبة المعروف رسميا باسم هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر.

الجدل لا يملأ فقط صفحات الصحف وساعات الفضائيات لكنه يصل دوما إلى مجالس السعوديين ومن يستضيفونهم من أجانب لا يعرفون لهذا الجهاز وظيفة تقارب ذهنياتهم سوى بتسميته جهاز الشرطة الدينية.

الجدل الحاصل يتناول دور الحسبة في تقصي المخالفات الأخلاقية في الشوارع والأسواق وحتى خلف الأبواب المغلقة في تلك المواقع التي يراها رجال الهيئة أهلاً للشبهة، وهو أمر يثير دعاة الحرية ويسبب حرباً كلامية تصل أحيانا لمعارك قضائية.

وما بين الحسبة و«الحسابة اللي بتحسب» على طريقة عادل إمام يستمر الجدل ويستمر العك الصحفي والإعلامي بين جهاز حكومي يفترض أنه يمثل شعيرة دينية في الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر وبين المتربصين بسقوطه في براثن الأخطاء لكي يشغل بنفسه عن أخطاء الآخرين.

تحتاج الهيئة أن تصلح من نفسها شأنها شأن أي مؤسسة أخرى، لكن استهدافها بهذا الشكل وعدّ الأخطاء عليها لا يفيد أحداً سوى خصوم هذه البلاد الذين لا يميزون المملكة إلا بما يعتبرونه، هذه الخصوصية الدينية والأخلاقية التي تميزها عن غيرها على مستوى العالم في كون صوت المحافظة على الاستقرار دينيا وسياسيا واجتماعيا يبقى عاليا، فلا يجدون فرصة لمشروع تفريق يفتت مشروع التوحيد المشروع الأعظم الذي حظيت به الجزيرة العربية وأنعم الله به عليها منذ أن غادرتها الخلافة الراشدة لتحط في الكوفة.

بلادنا الشاسعة الواسعة حتماً بها أخطاء ولزاماً بها تقصير لكن دورنا فيها كسكان محبين يجب أن يكون دوما نحو الأفضل، فإن لم نزد في خيرها فلا أقل من أن لا نزيد حجم الأخطاء، وإن لم نأمر بمعروف فلا أقل من ألا ندعو إلى منكر.

والسلام على من اتبع الهدى.