تركي محمد الثبيتي- مكة نيوز السعودية-
لا أحد ينكر أو يتجاهل المجهود الجبار والدور الكبير والمهم اللذين تقوم بهما هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر كجهاز حكومي نشط في مكافحة الابتزاز والسحر والشعوذة والمنكرات العامة، لذلك لست من المنادين بحله أو حتى الإتيان ببديل له، بل على العكس هو جهاز مهم لا يمكن الاستغناء عنه.
ولكن أيضا في المقابل لا يمكننا السكوت أو التجاهل عن تلك الأخطاء الفادحة من بعض العاملين في هذا الجهاز والتي تسهم في إحداث رد فعل سلبي من المجتمع ضد ما تقوم به هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر.
ولعل حادثة «فتاة النخيل مول» في الرياض دليل على أن الهيئة عليها إعادة النظر في سياستها وفي بعض العاملين لديها من الذين ينقصهم التدريب وتنقصهم الحكمة ومعرفة التعامل مع المواقف بحكمة وصبر دون الانجرار إلى ممارسة التسلط كهوى شخصي على الناس.
عندما تجد رجل الهيئة يمارس المطاردة على قدميه في شارع عام وأمام المارة ضد فتاة، حتى وإن كانت مخطئة، فهذا بالتأكيد لا يمكن السكوت عنه ولا يمكن التبرير له، وهذا ما أعلنه المتحدث الرسمي للهيئة بالرياض الشيخ محمد السبر، بأن فرقة الهيئة التي كانت موجودة بموقع مجمع النخيل بالرياض لم تلتزم بالأنظمة والتعليمات المتعلقة بآلية الضبط والاستيقاف، مما ترتب عليه تصعيد الموقف، وأن الرئاسة العامة للهيئة اتخذت العقوبات اللازمة بحق منسوبيها المشاركين في الواقعة وفق التعليمات والأنظمة.
لم تكن تلك القضية التي شغلت مواقع التواصل الاجتماعي قضية عادية، بل كانت حادثة مدعمة بالتصوير، وهذا ما أزعج كثيرا من الذين شاهدوها، وأصبحت قضية عامة لا يمكن بأي حال من الأحوال إلا الحديث عنها وبحث أسبابها ومعالجتها.