شلاش الضبعان- اليوم السشعودية-
الأخطاء تحصل في كل مؤسسة، ولو أردنا أن ننصب المشانق لكل مخطئ لقضى ثلاثة أرباع هذا الشعب مشنوقا!
فرق كبير بين أن تتعامل مع الخطأ بمنهج المحب الباحث عن المصلحة، ومنهج المتشفي الذي اتخذ حكماً ويسعى لتصيّد الأخطاء، الأول مصلح، والثاني مُهلك، وشتان بينهما.
جهاز هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر جهاز مميز، يساهم في حفظ أبرز ما يميز هذا الوطن، عقيدته وقيمه الأصيلة، ولذلك فنحن معه في هذه الأهداف النبيلة، التي لا يكرهها إلا صاحب شهوة أو صاحب شبهة.
ولا يحتاج أن نتعب في البحث عن ميزات جهاز هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، فعندما تتابع تصريحات قادتنا الذين ينظرون بنظرة السياسي المطلع على من يبني البلد حقيقة ومن يهدمه تنبئك بالكثير، فدعمهم لهذا الجهاز ومساندته لا يخفى إلا على من ارتضى العمى.
ولذلك، أتمنى ألا ينشغل رجال الهيئة بالقيل والقال، وأن يركزوا على الإنجاز، ومن التميز الحرص على تقليل الأخطاء، وليس من وسيلة تعين على ذلك أكبر من الالتزام بالمنهج الشرعي والأنظمة التي حددت لكل موظف ما له وما عليه.
وستنتهي الضوضاء، ويرحل الجميع، وتبقى شعيرة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر شامخة، فهي محفوظة بحفظ من قرنها بخيرية الأمة جل شأنه.
إذا وفق المكان لقائد يملك الإرادة فأبشر بالأمانة والإنجاز والتميز.
«أم رضمة» قرية صغيرة في وسط الصحراء، تتبع منطقة الحدود الشمالية، ولا تملك الكثير من المقومات، ولكنها وفقت لرئيس مركز (الأستاذ بندر بن عبار الشمري)، بحث عن أبرز ما يميز قريته فوجده التاريخ، وبإرادته –بعد توفيق الله- ركز جهوده للاستفادة من هذه الميزة، فأسس «مركز أم رضمة التاريخي» الذي حفظ من خلاله تاريخ رجال هذا الوطن الذين تركوا لنا سيرة نفخر بها.
أم رضمة تلك القرية الشمالية الوادعة، شهدت تاريخاً مجيداً مر بها وصنع أحداثاً ثم رحل، ولكن المميزين يجيدون فن الحوار مع التاريخ وإبقاء هيبته وشموخه حتى وإن رحل!
شكراً لرجال أم رضمة بقيادة رئيس مركزها ومن تعاون معه، وكم نتمنى أن يبادر أصحاب التاريخ المجيد لحفظ تاريخهم في كل جزء من أجزاء وطننا.