محمد أحمد الملا- الشاهد الكويتية-
الدولة تمول معظم جمعيات النفع العام بكافة مشاربها ليكون لها دور اجتماعي كبير بالبلد ودور تنموي اجتماعي كبير نحو اصلاح المجتمع وتثقيف المجتمع وعمل ورشات تدريبية لتدريب الشباب على المهارات ومواجهة اعباء الحياة والمساهمة التنموية الكبيرة في البلد، لكن معظم الجمعيات تحولت الى مقار سياسية تدار من متنفذين كبار، فمثلا جمعية الاصلاح تدار من الاخوان المسلمين، وانبثق منها حدس التي دخلت عالم السياسة بدعم من جمعية الاصلاح مع نفوذها السياسي والمالي ووصل الامر الى دعمها الكامل لاتحاد الطلبة الاخواني في جامعة الكويت، وجمعية احياء التراث على نفس السياق وجمعية المعلمين تتبع الهوى الاخواني وجمعية الصحافيين تائهة، والكثير من الجمعيات الاخرى التي تصرف الدولة عليها فلوس تتبع جمعيات سياسية لتنفيذ اجنداتها فأصبحت الجمعيات ذات النفع مقار للانتخابات وشراء الاصوات ودعم مرشحين وتلميع سياسيين واعلاميين على هوى هذه الجمعية، والحكومة ساكتة عن تصرف هذه الجمعيات التي خرجت عن مسارها المحدد لها، وعلى نفس السياق الاندية الرياضية كان مفترضا ان هذه الاندية وظيفتها دعم الشباب الرياضي وفتح الاندية 24 ساعة لممارسة الهوايات الرياضية، لكن للأسف اصبحت حكراً ومقار وقلاعاً سياسية، هذا النادي حق الليبرل والتجار، وهذا النادي حق الشيخ الفلاني، وهذا النادي للمذهب الفلاني، وهذا النادي للقبيلة الفلانية وهذا النادي للجمعية الفلانية حتى الاندية صارت فيها فتنة طائفية وتقسيم طائفي بالبلد، واستغرب سكوت الحكومة، وعلى نفس السياق اتحادات الطلبة، هذا اتحاد اسلامي يمول من جمعية فلانية، وهذا الاتحاد يمول من التجار، وهذا الاتحاد يمثل رأي التيار المذهبي او القبلي، حتى صارت القبلية والعنصرية والمذهبية شيلات ينادى بها في اروقة الجامعة والتطبيقي، وعلى نفس السياق الجهات الحكومية هذه الوزارة اخوانية وهذا وزارة ليبرالية وهذه الوزارة حدسية وهذه الوزارة سلفية وهذه الوزارة شيعية وهذه الوزارة سنية وهذه الوزارة قبلية لأن كل مسؤول اتى لأي جهة عين وفرخ قبيلته او عائلته او ربعه واصبحت الجهات الحكومية عبارة عن شلل ودمرت بذلك القيم في بناء المجتمع، وعلى نفس السياق نرى المحاصصة السياسية في تعيين الوزراء والوكلاء والوكلاء المساعدين وهذا ما دمر الولاء ودمر المجتمع لأن هذه الاساليب الخبيثة ادت الى تدمير حب الوطن والاخلاص في العمل، كنا في السابق مجتمعا فعالا، الكل يعمل وولاؤه لوطنه والسمع والطاعة لصاحب السمو وولي عهده، لكن اليوم صار الولاء للمذهب او القبلية او الشخص المتنفذ يا حسافة كنا شعبا عاملا ودولة منتجة ولكن اصبحنا مجتمعا خاملا ودولة استهلاكية في زمن بدلا من ان نبني الكويت نهدم الكويت، واليوم الدولة تعتمد على 10% من مخلصينها للحفاظ على هذا البلد الطيب.
أدعو الله أن يحفظ الكويت والله يصلح الحال اذا كان في الاصل فيه حال..