دعوة » مواقف

الدعاة المغرر بهم

في 2016/02/29

عبدالله العقيل- الوطن السعودية-

في بداية ظهور داعش استبشر كثير من الدعاة بقيام دولة الإسلام في العراق وسورية، كما كانوا يحلمون ويبشرون بها، فكانوا يعلنون ولاءهم وتعاطفهم لها علنا وجهارا على حساباتهم في تويتر. واليوم وبعد أن تراجع كثير منهم عن مواقفه تجاه هذا التنظيم الإرهابي إلا أن الكِبر ما زال يغلب على تصرفاتهم. قبل يومين كان لي حوار مع أحدهم في تويتر، وعندما ذكرته بتغريداته القديمة المؤيدة لداعش قال: "هذه تغريدات قديمة وسبق وحذرنا من فكر المنهج الداعشي ولكن أنتم لا تفهمون!".

طبيعي أن الإنسان يخطئ وكلنا معرضون للخطأ، ولكن أن تخطئ وتتهم الناس بأنهم هم الذين لا يفهمون، رغم أنك لم تعتذر عن مواقفك ولم تعترف بخطئك فهذه كارثة!!

كان من الأولى لكل داعية وشيخ آزر داعش وأعلن الولاء لها أن يكون شجاعا ويقول: نعم كنت مخطئا، وأنا الذي لم أكن أفهم، عوضا عن اتهام الناس بعدم الفهم.

ثم ما الذي جعل "داعش" تسحر كثيرا من الدعاة والشيوخ لدرجة أنهم هبوا أفواجا يباركون ويؤيدون ويعلنون ولاءهم لها بمجرد ظهورها؟.

المضحك في الأمر أن من يطلقون علينا لقب "العامة" و"الدهماء" ويطلقون على أنفسهم لقب "أهل العلم" هم أول من انخدع بـ"داعش"، وكانوا كالمراهقين في فرحتهم بظهور هذا التنظيم الإرهابي، وبعضهم كان يبايع البغدادي بالاسم ويدعو له!!

فهل خدعهم البغدادي بإقامة دولة الحلم؟ فإن خدعهم فيجب أن يقروا بسذاجتهم وقصر نظرهم، فحتى العامة والدهماء الذين يحتقرهم هؤلاء لم ينخدعوا كما انخدعوا هم. وإن لم يخدعهم البغدادي فهي إذاً ممارسة للتقيّة وأنهم يقولون عكس ما يضمرون.

في النهاية هم مدينون لنا ولكثير من الشباب الذين انساقوا خلف آرائهم باعتذار عن تصرفاتهم ومواقفهم في دعم "داعش" والإرهاب، ولكن هل يقبل "أهل العلم" أن يعتذروا "للعامة والدهماء"؟!