دعوة » مواقف

الدعاة المحرضون وتشويه المجتمع

في 2016/03/01

سعيد السريحي- عكاظ السعودية-

ما كان لداعش أن تنجح في استقطاب بعض من أبناء المجتمع السعودي، كما لم يكن للقاعدة قبلها أن تنجح في تحريض شباب آخرين لتنفيذ عملياتها الإجرامية لو لم تكن هناك خطة ممنهجة عملت خلال عقدين من الزمن على رسم صورة مشوهة للمجتمع السعودي، فهو مجتمع، كما صوره بعض من يدعون انتماءهم للدعوة والدعوة منهم براء، انتشر فيه الفساد واستشرى فيه المنكر وسيطرت عليه العادات الوافدة والأفكار الهدامة وتأثر بالغرب كما أنه مجتمع لا يتورع عن ارتكاب الموبقات والفواحش، وتجاوزت عملية «شيطنة» المجتمع ذلك لكي تمتد إلى تشويه المؤسسات المختلفة سواء كانت اقتصادية أو ثقافية أو إعلامية ولم تنج من محاولات التشويه المؤسسة الدينية كذلك، وهو ما مهد للخروج عليها والبحث عن بدائل لها لا تتورع عن إصدار الفتاوى التي يرونها مناسبة لكيفية التعامل مع مجتمع كانوا يرونه فاسدا ومنحلا.

تشويه صورة المجتمع وفق خطة ممنهجة امتدت ما يقارب حقبتين من الزمن، هي التي مهدت لظهور شباب أصبح من السهل عليهم أن يروا أن الواجب عليهم «تنفيذ شرع الله»، كما يتوهمون معرفتهم به، في ذلك المجتمع دون أن يراعوا في ذلك حرمة تتمثل في الدين الواحد أو الوطن الواحد أو الأسرة الواحدة.

أولئك «الدعاة» ولم يكونوا في حقيقة أمرهم دعاة للخير، عملوا على تشويه صورة المجتمع كي ينصبوا أنفسهم منقذين له من ضلاله فأسقطوا قيمة المجتمع عند بعض أبنائه مما سهل للجماعات المتشددة والتنظيمات الإرهابية أن تستقطبهم ثم تتخذهم أدوات لتنفيذ عملياتها.