دعوة » مواقف

مثقفون يرفضون وصاية المحتسبين وتجاوز الصلاحيات

في 2016/03/09

عكاظ السعودية-

أبدى عدد من المثقفين تفهمهم لدور هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر في معرض الكتاب، باعتبارهم جهازا حكوميا له صلاحيات محددة بموجب النظام. وسجلوا رفضهم وتحفظهم على تنامي فكرة الاحتساب من شباب متحمس ومنطلق من عاطفة، وربما يتصور أن من حقه أن ينكر بطريقة تعسفية على بيع كتاب أو حضور مثقف، والتقاط صور مع قراء أو معجبين أو بتوجيه اللوم لدار نشر أو بائع كتب دون إدراك لما هو عليه من مذهب وديانة.

ويذهب الكاتب نجيب يماني إلى أنه «عبر التاريخ الإسلامي لم نسمع عن احتساب على الفكر ولا على النشر والتأليف»، مشيرا إلى أن «الهيئة لها اختصاصها ومجال عملها بعيدا عن الكتب والكتاب»، واصفا معرض الكتاب بـ «تظاهرة ثقافية تجمع إخوتنا العرب وأشقاء مسلمين وأصدقاء غربيين، ولا يليق بنا فتح باب الاجتهاد لمن يشوه هذه المناسبة أو يصورنا في أعين الآخرين متوحشين وأعداء للمعرفة والثقافة والتحضر»، مبديا تحفظه على ممارسة الوصاية في مجتمع نزلت فيه آية (اقرأ).

ويؤكد الروائي عمرو العامري أنه «اعتدنا طوال السنوات وفي الفعاليات الثقافية والفنية أن يحضر اللغط والاعتراضات وتجاوز سقف المعقول من المحتسبين»، مضيفا أنه «لعلنا سنظل نتذكر واقعة نصحهم وزير الثقافة والإعلام قبل عامين، وكيف تناقلت المواقع الإلكترونية الصورة الشهيرة التي تتجاوز كل أطر النصح»، ويرى أنه «يمكن ضبط الأمور بسهولة من خلال إبراز أعضاء الهيئة بطاقاتهم التعريفية بشكل واضح وعلى الدوام حتى يمكن تمييزهم عن غيرهم من المحتسبين». داعيا إلى «الحزم مع من المحتسبين الذين يمارسون تعديا على سلطات الأجهزة الأمنية الأخرى المنوط بها حفظ النظام داخل المعرض إضافة إلى استفزاز الناشرين والمثقفين، ويولدون جوا محتقنا داخل ردهات المعرض»، مؤملا أن «يكون معرض الرياض ثقافيا هادئا شأن معرض جدة الدولي للكتاب إذ تم كل شيء بهدوء»، لافتا إلى «ضرورة التصدي لمن ينشدون النجومية على حساب الأنظمة والقوانين وتشريعات الدولة الواضحة». وفيما يرى الشاعر عبدالوهاب العريض أن «الهيئة جهاز إداري ومعني بالتنسيق مع إدارة المعرض، ووضع ضوابط بحيث لا تتداخل الاختصاصات كون الجهة الرقابية على الكتب موجودة ضمن فريق العمل، فليس من صلاحية الهيئة التدخل في موضوع العناوين أو الانكار على دور النشر»، مؤملا أن لا «تتراجع مكانة الهيئة وحضورها الإيجابي عند المجتمع في ظل كثرة المحتسبين». وأبدى الكاتب والإعلامي علي سعيد تحفظه على «كل ما ومن يفسد مناسبة ثقافية بأي تصرف»، موضحا أن «حضور المعرض ومتابعة نشاطاته تقع ضمن دائرة اهتمام نخب ثقافية متعددة المشارب والتوجهات»، مشيرا إلى أن «وزارة الثقافة تشرف على المعرض، وخصصت لجانا عاملة في كل الفروع المعنية بإنجاح دورة هذا العام»، مؤملا أن لا «يظل باب الاجتهادات مفتوحا ومتاحا لكل من هب ودب، ما يؤثر على صورتنا أمام الآخر، ويشوه الوجه الحضاري للثقافة في بلادنا، وكأنما نحن نبعث برسائل بطرق غير مباشرة عن أخلاقنا ووعينا وحضاريتنا في التعامل مع الكتاب والمؤلفين والناشرين».