عكاظ السعودية-
اعتبر أستاذ كرسي الأمير نايف بن عبدالعزيز لدراسات الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر بالجامعة الإسلامية الدكتور غازي بن غزاي المطيري أن هناك خيطا رفيعا بين المحافظة على الآثار باعتبارها إرثا حضاريا تجب المحافظة عليه وبين إلصاقها ونسبتها إلى النبي (صلى الله عليه وسلم)، مؤكدا أنه لابد من توخي الحذر والحيطة من الكذب على رسول الله (صلى الله عليه وسلم) خصوصا في المدينة المنورة.
وشدد على أنه لم يثبت علميا وبالسند المتصل أن النبي بنى المساجد السبعة أو صلى فيها أو أحدا من أصحابه، وكذا تقسيمها على أسماء سبعة من الصحابة، مشيرا إلى أنه لا يجوز إثباتها بمجرد الإرث التاريخي في المدينة التي مرت عليها حقب تاريخية حكمت من دول ومذاهب مختلفة. وقال كل حاول أن يضع بصمته فيها، وإذا استخدمنا بعض مناهج البحث المعاصرة فهناك شك كبير في موضع تحديد مسار الخندق، حيث أكثر الأقوال إنه من الشرق إلى الغرب بطول 5500م ومن المنطقي أن تكون أبراج المراقبة متوجهة إلى الأرض المفتوحة الخالية من الجبال والحرار، وهي منطقة شمال جبل سلع وليس العكس إلى الغرب موضع المساجد حاليا، حيث إن العدو (الأحزاب) شمال جبل سلع وليس غربه المؤمن أصلا بحرة وعرة جدا، وثمة منحى آخر وهو وجود خندق آخر خفي على الكثير معرفته تم حفره من بعض آل البيت منابذة وثورة في عهد أبي جعفر المنصور لاتقاء جيشه وجعل سلع خلفه.
وأضاف خلاصة القول بعيدا عن العواطف الجياشة والعادات والتقاليد أن الفيصل في القضية هي: الأدلة والبراهين القاطعة الساطعة فإذا ثبتت نسبة هذه المساجد إلى النبي (صلى الله عليه وسلم) أو إلى أحد من أصحابه مثل المسجد النبوي وقباء ومسجد بني سلمة ونحوها فلا يجوز المساس به أو إغلاقه وإنما تعميره، وإذا لم يثبت ذلك فإن من الكبائر الموجبة لدخول النار الكذب على رسول الله (صلى عليه وسلم)، وعلينا أن نتسم بالوعي والاعتدال والوسطية ولا تجدي العواطف من هذا المصير البائس.